د. حسني التلاوي: حياة المسلم كلها في معية الله ليضمن سعادة الدارين
د. محمدي صالح: السعداء من اتصفوا بالرحمة.. والأشقياء من قست قلوبهم
أدارة الندوة: جمال سالم
متابعة: محمد الساعاتي
تصوير: محمد شعيب
أكد العلماء المشاركون في ندوة “اسم الله الرحيم” التي نظمتها عقيدتي ووزارة الأوقاف بمسجد النور بالعباسية، برعاية د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الذين يؤمنون بأن الله هو “الرحيم” في الدنيا الآخرة، لابد أن يتصفوا بالرحمة مع كل مخلوقات الله.
أشاروا إلى أن حياة المسلم الحقيقي كلها في معية الله ورحمته ليضمن سعادة الدارين، لأن من يرحمه الله يدبر له أمره ويكفيه شر خلقه، وطالبوا بتنشئة أولادنا على أن يكونوا في معية الله تعالى ليلا ونهارا، حتى يكون الله رحيما بهم ويجعلهم من أوليائه، حضر الندوة د. عباس صالح، إمام وخطيب مسجد النور.
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتي، أن اسم الله الرحيم من أكثر الأسماء الحسني التي وردت في القرآن حيث ذكر 315 مرة، وقد أمرنا الله أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ”، وقد حثنا الإسلام أن نؤمن حقا بأن الله هو خالقنا والرحيم بنا في الدنيا قبل الآخرة، ومن يتخذ من اسم الله الرحيم نبراسا لحياته يكون رحيما في حياته، بل يكون من الأولياء الذين وصفهم بقوله: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ, الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ”.
أنواع الرحمة
أكد د. حسني التلاوي- وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر- أن اسم الله “الرحيم” ومنه اشتقت الرحمة، وانفردت صفة الرحمة في القرآن بالصدارة، وبفارق كبير عن أي صفة أُخرى، ويكفينا أن اسم الله الرحيم يرد في كل بسملة نبدأ بها قراءة سور القرآن، فرحمة الله بعباده رحمة واسعة فقال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ”. وقد أسلم كثيرون عندما رأوا أسم الله “الرحيم” يتكرر بكثرة في القرآن، فإذا كان دين الإسلام يؤمن بأن الله رحيم بعباده وكل مخلوقاته فيرزقهم ويدبر لهم أمورهم لأن خالقهم والمتولي شئونهم، فكيف يتصف هذا الدين بالإرهاب والعنف والدموية.
وأكد د. التلاوي أن اسم الله “الرحيمُ” جاءَ في أكثر من موضع من القرآن مقترنًا باسمه سبحانه “الغفور”، منها قوله: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” وهذانِ الاسمان الكريمان يثبتان صفة “الرحمة” لله، وهي من الصفات الثابتة لله بالكتاب والسنة، بل إنها صفة كمال لائقة بذاته سبحانه كسائر الصفات، وأنها وسعت كل شئ، والرحمنُ هو ذو الرحمةِ الشاملةِ لجميعِ الخلائقِ في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرةِ، وأما “الرحيمُ” فهو ذو الرحمة للمؤمنين، وأكد العلماء أن رحمة الله لعباده نوعان: الأولى: رحمة عامة، وهي لجميعِ الخلائقِ بإيجادهم، وتربيتهم، ورزقهم، وإمدادهم بالنعم والعطايا، وتصحيحِ أبدانهم، وتسخير المخلوقات من نبات وحيوان وجماد في طعامهم وشرابهم، ومساكنهم، ولباسهم، ونومهم، وحركاتهم، وسكناتهم، وغير ذلك من النعم التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى، فقال تعالي: “رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا”، أما الرحمة الثانية فهي رحمة خاصة، لا تكون إلا للمؤمنين فيرحمهم الله في الدنيا بتوفيقهم إلى الهداية والصراط المستقيم، ويثيبهم عليه، ويدافع عنهم وينصرهم على الكافرين، ويرزقهم الحياة الطيبة ويبارك لهم فيما أعطاهم، ويمدهم بالصبر واليقين عند المصائب ويغفر لهم ذنوبهم ويكفرها بالمصائب ويرحمهم في الآخرة بالعفو عن سيئاتهم والرضا عنهم والإنعام عليهم بدخولهم الجنة ونجاتهم من عذابه ونقمته، وهذه الرحمة هي التي جاء ذكرها في قوله تعالى: “وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا”.
وعرض د. التلاوي، أربعة تفسيرات أجتهد فيها المحدثون وأرباب اللغة والبلاغة في بيان الإبداع في قول الرسول “مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ”. فكل تشكيل لكلماته يعطي دلالات ومعاني مختلفة بلا تناقض بل كلها متكاملة، وتحثنا على التحلي بخلق “الرحمة” في كل شئون حياته، وبكل المخلوقات وليس البشر فقط، وما أحوجنا غلى التحلى بمكارم الأخلاق التي بعث الله رسوله بها، بل ووصفه بأنه رحمة للعالمين فقال سبحانه: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”. ووصف الرسول نفسه فقال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ”، وأحق الناس برحمة الله من يتصفون بصفات عباد الرحمن الذين يدخلون الجنة برحمة الله تعالى، فقال رسول الله: “لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ” قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: “وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ”.
رحمة بلا حدود
أوضح د. التلاوي أن الله خالقنا يفتح لنا باب الأمل في رحمته في حياتنا الدنيا، وفي الآخرة، فما أعظم ما أخبرنا الله به عن نفسه في قوله: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم” وقوله:” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”. إن الله أنزل آيات قرآنية نتعبد بها، وهي في نفس الوقت دعاء ورجاء من عباداه لخالقهم أن يرحمهم برحمته التي وسعت كل شئ فقال:” ربَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا”، وقوله:” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”. واستكمل رسولنا بإخبارنا برحمة الله الواسعة بخلقه جميعا وخاصة المؤمنين به فقال:” جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا ؛ فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ،الَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا” بل أخبرنا أن الرحمة من صفات أهل الجنة، فقال: “أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ”.
وحث د. التلاوي المسلمين أن يكونوا منارات للرحمة بكل ما في الكون لأن كل مكوناته من خلق الله، وتوعدَ ﷺ أولئك الذين لا يرحمون أنهم أبعد الناس عن رحمة الله فقال:” لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ”. ومن أهم هذه الوسائل الإحسان بمفهومه الشامل فقال تعالى:” إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ”. كما حثنا الإسلام على التراحم في البيعِ والشراء، فقال ﷺ: “رحِمَ اللهُ رجلاً سمحًا إذا باعَ وإذا اشتَرى وإذا اقتَضَى”. ولاشك أن الرحماء يكونون قريبين من رحمة الله، كما أنهم يكونون محبوبين من البشر، وقريبين من الجنة وبعيدين عن النار، لأن الجنة دار الرحمة لا يدخلها إلا الراحمون، فقال رسول الله: “الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ”. وكذلك علينا كثرة الذكر لله واستغفاره حتى ننال رحمته لأنه سبحانه القائل:” لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
وأنهى د. التلاوي كلامه قائلا: لاشك أن الفئات المستضعفة هم أولى المخلوقات بالرحمة من البشر الرحماء مثل الأطفال وكبار السن والأرامل وغيرهم فقال النبى: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا” ولأن الجزاء من جنس العمل، فمن يرحم خلق الله يرحمه الله، ومن يقسو عليهم ويتجبر فإنه محروم من رحمة الله، وهذا ما أخبرنا به رسول الله:” إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ”، وكذلك يجب التراحم بين أتباع الإسلام حتى نكون ممن قال فيهم رسول الله:” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.
الرحمة والسعادة
أكد د. محمدي صالح عطية، المدرس بكلية دار العلوم – جامعة المنيا، أن سر سعادة الإنسان وسكينته وطمأنينة وراحته يكمن في معرفته بالله، فقال يحيى بن معاذ الرازي:” في الدنيا جنةٌ من دخلها لم يشتقْ إلى شيءٍ ولمْ يَسْتوحشْ، قيل: وما هي؟ قال: معرفة الله تعالى”، وفي ذلك يقوم أبو حامد الغزالي: “إن اللذةَ والسعادةَ لابنِ آدمَ معرفة الله”. ومعرفة الله غاية كلِّ العلوم وأصل الدين؛ لأننا إذا عرفنا ربنا حق المعرفة أقبلنا إليه إقبال العارفين، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن لله تِسْعَةً، وتِسْعِينَ، اسْمًا، مِائَةً إلا واحدا مَنْ أَحْصَاهَا دخل الجنة»، وإذا تتبعنا معنى كلمة «أحصى» في اللغة علمنا المراد؛ فـ «أحصى الشيءَ: أحاطَ به، وعرف قدره»، فليس المراد العدُّ هنا، إنما المراد أن يعرف المسلمُ قدر أسماء الله، ولو عاش حياته كلها يحيط باسم واحدٍ من أسمائه.
أوضح د. المحمدي أنه مما يجب أن يعرفه العبد عن ربه: صفةُ رحمته أنها وسعت كل شئ، بل إن صفةُ الرحمة من أهمِّ صفات ربنا وأعظمها وأحبها؛ فقد اختار ربنا لنفسه اسمين مشتقيْن من هذه الصفة؛ فسمى نفسه “الرحمن، والرحيم”. أما الرحمن: فرحمته للناس عامةً؛ مسلمًا وغير مسلم، مقبلاً ومدبرًا، قريبًا وبعيدًا. وأما الرحيم: فرحمته لخواص خلقه من المتقين المقبلين المؤمنين المخبتين، وكلما زاد إيمانُ المرء وقربه من الله زادت رحمة الله به خاصةً، وإذا كانت رحمته بالعصاةِ تفوق التوقعات والتخيلات؛ فما بالنا برحمته بخواص خلقه؟. وهو سبحانه القائل:” مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.
أشار إلى أنه قد ورد في الأثر أنه البحار تستأذن ربها – كل صباح- أن تغرق البلاد معالجةً لهلاكهم لتجرئهم على الله، فيقول تعالى لهم: “دعوا لي عبدي”، ولما أغرق اللهُ فرعونَ قال:” آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتُ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ” قال جبرئيلُ عليه السلام:” يا محمدُ، لو رأيتَني وأنا آخذُ من حالِ البحرِ وأدُسُّه في فيه مخافةَ أن تدركَه الرَّحمةُ”. وقد بين لنا النبي أن الله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده المؤمن فرحًا شديد، أشد من رجل فقد في الصحراء راحلته وزاده ومتاعه، فظل يبحث عنها حتى فقد الأمل، فقرر أن يعود إلى مكانه لينام حتى يموت. فوجدَ راحلته وزاده ومتاعه. يقول النبي:” فاللهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ العبدِ المؤمنِ من هذا براحلتِه وزادِه”. هذا قلٌ من جُلِّ من آثار رحمته تعالى بالعصاة، وتلك هي الرحمةُ العامة. أما رحمته الخاصة التي سمى نفسه بمقتضاها «الرحيم» فهي تلك التي يتنعم بها المؤمنون، وصدق الله العظيم إذ يقول:” وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا”. وهي التي قال عنها أهل الصلاح: «لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من لذة الأنس بالله، لجالدونا بالسيوف عليه، ولو ذاق أرباب الدنيا ما ذقناه من حلاوة الطاعة، لغبطونا وزاحمونا عليه” وصدق الله العظيم إذ يقول: “فانْظُرْ إلَى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ”.
نعمة الرحمة
أضاف: إذا أردتَ أن تشعر بمعنى اسم الله «الرحيم» كن رحيمًا بالناس، انشر الرحمة فيما حولك، قال رسول الله: «لَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَرَاحَمُوا».قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا رَحِيمٌ، قَالَ:” إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صَاحِبَهُ، وَلَكِنَّ رَحْمَةَ الْعَامَّةِ”. ولعل أول حديث يعلمه أهل العلم للصغار، حتى صار عمدةً في كتب السلوك والعقيدة والفقه قوله: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ”.وقال أيضا:” ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ”. ولقد كُتبَ على كلِّ ممسكٍ للرحمة عن الناس أن يكون شقيًا تعيسًا في ضيق من العيش؛ لا يشعر بجنة الدنيا ولا جمالها، ذلك لأن النبي قال: «لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ» فهذا الحديث كما فيه إخبار فيه إثبات ووعيد لكل من أمسك الرحمة عن الناس أن يكون شقيًا تعيسًا. وقد دعا رسول الله لكل رفيق بالناس، ودعا على كلِّ من يمسك رحمته عن الناس فقال:” اللهم من رفق بأمتي فارفق به، ومن شق على أمتي فاشقق عليه”. ولكي تشعر بجمال اسم الله “الرحيم” في حياتك؛ أكثر من ذكر الله تعالى باسمه الرحيم، يقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه:«إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”. فإذا كان النبى يذكر ربه باسمه الرحيم في الجلسة الواحدة مائة مرة؛ فحريّ بنا -حتى نشعر برحمته الله وتجليات اسمه الرحيم: أن نكثر من ذكره باسمه الرحيم، وأن نرحم الناس كلِّ الناس. وهذا هو السلوك العملي لمعرفتنا بالله تعالى، وهو المعنى الأدق لقوله: “من أحصاها دخل الجنة”.
أوضح د. محمدي أن التوبة وكثرة الاستغفار من أسباب تنزُّلِ الرحمات الإلهية، والألطاف الربانية، والفلاح في الدنيا والآخرة، وصدق الله العظيم إذ يقول في الحديث القدسي:” يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ”. وأوضح النبى بابا عظيما للرحمة الإلهية بالمؤمنين، وكذلك عذابه الشديد للكافرين فقال:” لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ”.
وأنهى د. محمدي كلامه مؤكدا أن الذنب مهما عَظُمَ فعفو الله أعظمُ، ومن ظن أن ذنبًا لا يتسع له عفو الله ومغفرته ورحمته فقد ظن بربه السوء، لأن القنوط من رحمة الله من أعظم الكبائرِ، قال تعالى:” إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ” ولا يملك أي انسان أن يحرم غيره – لو امن عاصيا- من رحمة الله، فأخبرنا النبى أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ”.
********
“الأخلاق” في “صالون الجعفراوى”.. قولا وعملا:
الأخلاق الإسلامية صالحة لكل الناس فى أى زمان ومكان
د. نهلة الصعيدي: “العربية” طريقنا الوحيد لاستقامة أخلاقنا
السيد الهاشمى: عنوان الشعوب.. وأساس الحضارات
كتب- مصطفى ياسين:
شهد “صالون الجعفراوى الثقافي”، فى نسخته التاسعة، بعنوان “إنّما الأمَم الأخلاق ما بقيت”، برئاسة المفكر الإسلامي د. صلاح الجعفراوى- رئيس مجلس أمناء مؤسسة مشوار التنموية- تجسيداً عمليا لقيم الأخلاق وذِكْر مآثر الصالحين، بتذكُّر مواقف لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الحالى د. أحمد الطيب، والراحل د. محمد سيد طنطاوي، وما تحلَّيَا به من الأخلاق الحميدة التي حثّ عليها ديننا الحنيف ونبيّنا الكريم.
وتفاعل الحضور من مختلف الفئات العُمرية والمستويات الثقافية والاجتماعية مع كلمات ومداخلات العلماء الأعلام، وخرج الجميع وكلّهم إصرار على الالتزام والتمسّك بالقيم والمبادئ الإسلامية وغرسها فى الأبناء، وأعربوا عن سعادتهم بتكريم العلماء العاملين فى خدمة الدعوة والإنسانية، وتسلُّمهم دروع تذكارية وهم: السيد على الهاشمى- المستشار بديوان رئاسة دولة الإمارات- د. سامى الشريف- امين عام رابطة الجامعات الإسلامية- السفير أشرف عقل- مساعد وزير الخارجية، سفيرنا فى اليمن وفلسطين والعراق سابقا- د. حسام فرفور- رئيس جامعة بلاد الشام بسوريا- والذى أمتعنا بفاصل من الابتهالات الدينية، بإشراف دعاء صلاح- المدير التنفيذي للصالون- بحضور عدد من المفكرين والمثقفين، على رأسهم: المستشار عمرو سيد طنطاوى، د. أحمد على سليمان، المهندس محمد عبدالعظيم، والوفد الإماراتى حسن الحمادي، د. سعيد محمد سعيد الكويتى، محمد الغزولى، ووفد أبناء الدقهلية، د. المعتز زين الدين، دعاء سمير- رئيس مؤسسة الأمل لدعم مرضى ضمور العضلات بمدينة حوش عيسى بالبحيرة- وأداره الزميل مصطفى ياسين، مدير التحرير.
مصدر الأخلاق
أشار د. الجعفراوى، إلى أن مصدر الأخلاق الإسلامية هو الوحي، ولذلك فهي قيم ثابتة ومُثُل عُليا تصلح لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه وزمانه ومكانه ونوعه، أما مصدر الأخلاق النظرية فهو العقل البشري المحدود أو ما يتفق عليه الناس في المجتمع «العُرف»، ولذلك فهي متغيّرة من مجتمع لآخر ومن مفكّر لآخر.
ومصدر الإلزام في الأخلاق الإسلامية هو شعور الإنسان بمراقبة الله له، أما مصدر الإلزام في الأخلاق النظرية فهو الضمير المجرّد أو الإحساس بالواجب أو القوانين الملزِمة، مؤكداً أن الأخلاق الإسلامية صالحة لكل إنسان ولكل زمان ومكان مع اتّصافها بالسهولة واليُسر ورفع الحرج، ولا يحكم على الأفعال بظاهرها فقط ولكن تمتد إلى النوايا والمقاصد والبواعث التي تحرك هذه الأفعال الظاهرة يقول النبى: «إنما الأعمال بالنّيّات». فالأخلاق الإسلامية تقبلُها الفِطرة السليمة ولا يرفضها العقل الصحيح، وفي حديث مرفوع: قَالَ: “إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ، وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ، وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَهُوَ عَابِدٌ.».
التغريب والتغييب
وأكدت د. نهلة الصعيدي- مستشار شيخ الأزهر- أن الأخلاق هى الأخلاق في كل مكان وزمان ومتّصلة بجميع الناس، ورسول الله أوضح لنا المسئولية المجتمعية في حديثه الشريف “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا”. فالسفينة هى الحياة التى نعيشها، والمسئولية على الجميع دون استثناء، وليس لنا إلا كتاب ربنا وسنّة نبيّنا للنجاة والنجاح في حياتنا الدنيا والآخرة. وإن ضُبِطَت الأخلاق ضُبِطَت الأمّة بأكملها.
محذّرة من وقوع المرأة بين تغريب وتغييب، مطالبة بالالتفاف حول لُغَتنا لاستقامة أخلاقنا، منوِّهة لمبادرة الأزهر “تذوَّق لُغَتَك يَحْسُن خُلُقُك”.
عنوان الشعوب
أكد “الهاشمى”، أن الأخلاق هي عنوان الشعوب، حثّت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنّى بها الشعراء في قصائدهم. وللأخلاق دور كبير في تغيير الواقع الحالي إلى العادات الجيدة؛ لذلك قال الرسول: «إنما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق». فبهذه الكلمات حدّد الرسول الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمّم مكارم الأخلاق في نفوس أمّته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخُلُق الحَسن الذي ليس فوقه قانون، إن التحلّي بالأخلاق الحسنة، والبُعد عن أفعال الشرّ والآثام، يؤدّيان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الأُلفة والمحبّة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. فالأخلاق الإسلامية هي الأخلاق والآداب التي حثّ عليها الإسلام وذُكرت في القرآن والسنة اقتداء بالنبي الذي هو أكمل البشر خُلُقًا لقول الله عنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4].
المسئولية المشتركة
وانتقد د. الشريف، وضع الإعلام دائما في موقف الاتّهام بسبب ما تقدّمه وسائل الإعلام المختلفة، موجّهاً حديثه للمواطن العادي قائلا: أنت من يحدّد ما تراه فأنت المسئول عن تربية الأبناء بما تغرسه فيهم من قيم ومبادئ وأخلاقيات، فالأخلاق موروثة ومكتسبة، فالطفل يتربّى طبقا للبيئة المحيطة وما نشأ عليه. محذّراً من تراجع دور الأسرة وأيضاً المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية فى القيام بدورها المنوط بها نحو تربية وتأهيل النشء الصغير، وتركت الساحة مفتوحة أمام وسائل التواصل الافتراضي الحديثة التي تروّج ثقافات وقيما وسلوكيات بعيدة عن قيمنا ومبادئنا الدينية والوطنية، حتى وصل عدد مستخدمى الإنترنت في العالم حوالى ٣ ونصف مليار شخصا، يعنى نصف العالم تقريباً. محذّراً من التزييف العميق الملازِم للوسائل الحديثة وآخرها الذكاء الاصطناعي.
واستدرك د. الشريف قائلا: وإن كانت وزارة الأوقاف تنبّهت لهذا مؤخّراً، فكان قرار د. مختار جمعة بعودة المساجد إلى دورها الدعوى والتوعوى خاصة مع الأطفال والنساء بالنشاط الصيفي ومقارئ القرآن والسنّة والندوات المختلفة، وتسخير وسائل الإعلام والتواصل الحديث لخدمة الدعوة والوطن. مؤكدا أن الإعلام ليس شرًّا كله ولا خيراً كله، وإنما كما نستخدمه يكون توصيفه. فعلينا أن نسخِّره فى الخير والنفع والصلاح، لأننا أمام خطر داهم، ما يجعلنا بحاجة ماسّة إلى “التربية الإعلامية” التي تُحَصِّن أبناءنا.
السياسة والأخلاق
وقال السفير “عقل”: تعدّ الأخلاق جزءا من السلوكيات الدبلوماسية التي تكشف الوجه الحقيقى للدولة والحكومة والمسئولين وحتى المواطنين، وليست مُجرّد سلوكيات فردية تتعلّق بمسئول أو آخر. وبهذا، فإن السياسة المُؤطرة بالأخلاق تسعى لزرع الثقة والسلام والتعايش والالتزام والمحبة والتلاحم فى مفاصل الدولة وبين المواطنين، وأيضا مع الدول الأخرى!
ولا يمكن للشعوب التي لا تُقدس المنظومة الأخلاقية أن تطلب سواء من الحاكم أو الحكومة تطبيقها، ولهذا فإن الشعوب التي تضيع تراثها وتفقد ثقتها بنفسها هي شعوب ميتة، وإن كانت فوق الأرض. والسياسات الحكيمة لا تحارب الأخلاق لأنها حينئذ ستنقلب إلى نظم همجية وملاجئ للمكر والخداع!
ويؤكد التدقيق العميق أن التغافل عن الأخلاق في إدارة الدولة يعد بداية الانهيار للدول والحكومات. والأخلاق المقصودة ليست فضائل تجميلية تكميلية، بل مبادئ جوهرية رصينة في سلوكيات الدول والحكومات والأفراد، حيث يعد الحفاظ على مكانة وسمعة الوطن قضية حياة أو موت وليست نزهة ترفيهية اختيارية.
لذا، يتعين على الجميع العمل على دعم القيم الأخلاقية النبيلة، وفي مقدمتها الأمانة والصدق والوفاء بالوعود والعهود، وغيرها من الصفات التي يفترض وجودها عند المسئولين والمواطنين لبناء المجتمعات الإنسانية والأوطان. ويظل القانون العادل هو الضابط والضامن لأخلاقيات وسلوكيات العامة والخاصة، ومن عنده تكون البداية والنهاية!
واستطرد السفير “عقل” فى حديثه عن الأخلاق الدبلوماسية وكيف يمكن تطبيقها في العلاقات الدولية؟ قائلا: تشير الأخلاق الدبلوماسية إلى قواعد السلوك والتصرفات التي يجب على الدبلوماسيين والمسئولين الحكوميين اتباعها في العلاقات الدولية. وهى تتضمن مجموعة من المبادئ والأعراف الخاصة الذى يسهم تطبيقها في تعزيز العلاقات الدولية وحل النزاعات الدولية بشكل سلمى وبناء، ومن بين الأخلاق الدبلوماسية:
١- الاحترام: يجب أن يكون الممثل الدبلوماسي على دراية بثقافات الدول الأخرى، ويحترم تقاليدها وعاداتها.
٢- الصدق: يجب على الممثل الدبلوماسي أن يكون صادقا في أقواله وأفعاله، وأن ينفذ تعهداته ووعوده بكل دقة.
٣- الحيادية: يجب أن يحافظ الممثل الدبلوماسي على حياديته، وألا يتحيز إلى أي طرف ضمن الصراع الدولي.
٤- الاحترافية: يجب على الممثل الدبلوماسي أن يكون لديه مهارات تواصلية فائقة، وقدرة على التفاوض والتوصل إلى اتفاقيات وبنود دبلوماسية متناغمة.
٥- الاحترام الكامل للقانون الدولي: يجب أن يلتزم الممثل الدبلوماسي بكافة القوانين والاتفاقيات الدولية، ويسعى لحل النزاعات الدولية بشكل سلمي دون اللجوء إلى العنف أو التهديد باستخدامه .
٦- الحفاظ على السرية: يجب على الممثل الدبلوماسي أن يحتفظ بسرية المعلومات المتعلقة بالمحادثات الدبلوماسية، وعدم تسربها للأشخاص غير المخولين.
وبالنسبة لكيفية تطبيق الأخلاقيات في العلاقات الدولية، فيجب أن يكون هدف الدول في العلاقات الدولية هو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتحقيق العدالة والمساواة بين الدول. ويجب أن تتم هذه العلاقات وفقا للقوانين الدولية والأخلاقيات العالمية، مثل احترام حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وعدم اللجوء للعنف والتسامح. ويتعين على الدول العمل بمسئولية لتحقيق ذلك قدر المستطاع.
وأخيرا، فإن واقع الحال يقدم لنا نموذجا مختلفا عن الدبلوماسية التي تتطلع الدول إلى تحقيقها في علاقاتها الثنائية والدولية، فما يجرى اليوم، وخصوصا من قبل الدول الاستعمارية هو تطبيق صريح وواضح لمبدأ ميكافيللي في السياسة “الغاية تبرر الوسيلة”، وتغليب المصالح على القيم والمبادئ الأخلاقية، لذا نشاهد، وللأسف الشديد، سياسة اثارة الحروب وعدم الاستقرار في مناطق مختلفة من العالم، بهدف تحقيق مصالح تلك الدول. ومع ذلك، فليس أمام الغالبية العظمى من الدول سوى خيار واحد يتمثل في الدفاع عن مصالحها، مع التمسك بالدبلوماسية كوسيلة حضارية وأخلاقية للدفاع عن نفسها ومصالح شعوبها.
خُلُق عظيم
وقال “د. فرفور”، ديننا بنى على الأدب والأخلاق فى كل شئ، “وإنك لعلى خلق عظيم”، حتى الجهاد والحرب فى الإسلام تراعى الأخلاق والرحمة، وادب الجوارح مع الخلق ترجمة لأدب القلب مع الله.
رسول الأخلاق
وطرح الشيخ حمدى عبدالفتاح، عدة تساؤلات حول الفرق بين الأمة الإسلامية والمجتمع المسلم؟ وهل الإسلام صالح لكل زمان ومكان أم ماذا؟ مؤكداً أنه الدين الخاتم، وحمله رسول الأخلاق، وبتركه تضيع الأمة.
أشار د. كارم الفقى، إلى وصف سيدنا رسول الله بالاخلاق التى جعلها الله سندا للمسلمين فى حياتهم حتى تستقيم الأمور، ووجب علينا ألا نتهاون فيها لأنها مقياس القرب أو البعد عن الرسول يوم القيامة، مصداقا للحديث الشريف: “إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة، الثرثارون، والمتشدَّقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقون؟ قال: المتكبِّرون”.