منذ اندلاع الحرب الأخيرة فى فلسطين وحصار إسرائيل الغاشم لشعب غزة بقطع الكهرباء والماء والغذاء، وقذفها بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً مثل القنابل الفسفورية التى جرمها القانون الدولى والقانون الإنساني، والتى أودت بحياة أكثر من 2000 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء،والشيوخ وتدمير كامل للأبنية؛ ظهر معدن مصر الأصيل مع بدايات هذه الحرب الظالمة، بسعى الدولة الحثيث لمد يد العون لمساعدة شعب غزة المحاصر ووقف الحرب فوراً.
وبالرغم من التهديدات الإسرائيلية بضرب أى شاحنات تحمل مساعدات إغاثية لشعب غزة، وضرب معبر رفح من الجانب الفلسطيني، إلا أن مصر بقوتها وعظمتها ومكانتها فى الشرق الأوسط، لم تعبأ بهذا التهديد الأجوف وهبت فى مساعدة الشعب العربى المسلم المحاصر، حيث أقامت جمعية الهلال الأحمر جسراً جوياً وأطلقت قوافل تضم قرابة 106 قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن أغذية وملابس وأدوية ومستلزمات طبية، لدعم الأشقاء فى فلسطين.
لم تكتف مصر بذلك بل ساعدت أيضاً فى استقبال المساعدات الإنسانية التى أرسلتها بعض الدول العربية مثل دولة الإمارات التى أرسلت طائرة تحمل مساعدات طبية عاجلة، عن طريق مطار العريش، وكذلك طائرة مساعدات من تركيا، لإيصالها إلى أشقائنا فى غزة، وتخفيف المعاناة الإنسانية التى يواجهها سكان القطاع وخاصة الأطفال والنساء.
ومازالت مصر تبذل مساعى كبيرة ليس فقط على المستوى الإنسانى النابع من صميم ما تمليه علينا شريعتنا حيث قال الله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
كما تبذل مصر مساعى لفتح ممرات إنسانية آمنة، خاصة لإسعاف المصابين من أهلنا فى غزة، والذين لا يجدون إمكانيات طبية بعد قصف إسرائيل الوحشى وغير الآدمى للمستشفيات والمراكز الطبية وعدم قدرة بعضها على العمل نتيجة لعدم وجود كهرباء أو غاز، وكلنا شاهدنا دموية إسرائيل فى قصفها للمسعفين واستشهاد العشرات من فريق جمعية الصليب والهلال الأحمر الفلسطينى وهم يقومون بإسعاف المصابين ونقل الجرحى للمستشفيات.
لقد أثبتت الحرب الأخيرة على غزة دموية إسرائيل بعد المجزرة التى استهدفت الأطفال والنساء والمدنيين فى منازلهم، وبعد أن أمطرت القطاع بآلاف الأطنان من الذخيرة والصواريخ والقنابل التى هدمت البيوت فوق رؤوس ساكنيها.
ما قام به الكيان الصهيونى خلال الأيام القليلة الماضية فى قطاع غزة من جرائم وحرب إبادة وقصف همجى للأحياء والمدن واستهداف متعمد للمدنيين وتدمير البنية التحتية وسقوط الآلاف من الشهداء والآلاف من الجرحى بينهم عدد كبير من الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء؛ تعد جرائم حرب ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولى العام والقانون الإنساني. وللأسف الشديد مرت هذه الجرائم وسط صمت دولى متخاذل، ومساندة من بعض الدول الأخرى التى لا تعرف شيئاً عن الإنسانية والرحمة، وحقوق الانسان ولكن الله سينصر هذا الشعب الصامد الذى طلب الشهادة فى سبيل تحرير أرضه من الاحتلال الغاشم، وأبى أن يفرط فى شبر واحد من أرضه ويتركها للمحتل، وقد وعدنا الله تعالى بالنصر القريب بإذن الله:
«أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ»