مازال الكيان الصهيونى المحتل للأراضى الفلسطينية يتمادى فى جرائمه ضد شعب غزة المحاصر لأكثر من ٢٣ يومياً باستمرار قصف القطاع بالصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، وهدم البيوت على ساكنيها، بالإضافة إلى قطع كل وسائل الاتصال والأنترنت والمياه والكهرباء والوقود، فى جريمة لم تحدث من قبل على مستوى العالم، بكل ما تحمله من جرم وانتهاك لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الإنسانية والدولية، ولا تصدر إلا من الصهاينة عليهم لعنة الله تعالى إلى يوم الدين.
أرقام واحصائيات مفزعة لم يشهدها العالم من قبل، قرابة ٨ آلاف شهيد نصفهم من الأطفال فى جريمة لا يصدقها العقل، ولولا أننا شاهدنا كما شاهد العالم هذه الجرائم فى حق الأطفال ومنهم حديثى الولادة على شاشات التلفزيون لما صدقنا أن هناك نفساً بشرية تستطيع لأى سبب ما أن تقوم بقتل كل هذا العدد من الأطفال فى أيام قليلة.
مآسى ومصائب وقصص كثيرة نشاهدها ونسمع عنها كل يوم لأسر كاملة استشهدت بعد أن قصفت منازلهم فوق رؤوسهم، ومن هذه القصص المؤلمة ما أصاب مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح الذى استشهدت زوجته وأبنته وأبنه وحفيده فى قصف وحشى استهدف منزله خلال تغطيته لأحداث قصف غزة، عقاباً له لأنه ينقل حقيقة الجرائم التى يرتكبها الكيان الصهيونى فى قطاع غزة.
الجميع يعلم أن الكيان الصهيونى يسعى لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والقضاء نهائيا على قضية العرب الأولى والسعى لموتها، ولذلك يلجؤون إلى استخدام حرب إبادة جماعية ضد أصحاب الأرض، وما يقوم به الكيان الصهيونى من جرائم فى حق الإنسانية، والذى واجهته شعوب العالم كله بالرفض والإدانة والمظاهرات؛ يعد من جرائم الحرب التى يجب أن يسعى العالم لمحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
أما المجتمع الدولى وخاصة الدول الكبرى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها من الدول، فأثبتت أنها دول العار بلا رحمة ولا إنسانية ولا حقوق إنسان، وتكيل الأمور بمكيالين، فلم تعترض ولم تدين ولم تسعى لوقف الإبادة الجماعية لأطفال غزة، وهم يدركون جيداً أن شعب غزة يموت بالحصار والقصف الوحشى الإسرائيلى كل لحظة، ولكنهم أجساد بدون قلوب، وبالتالى توقع منهم كل شيء، فإذا انعدمت الرحمة والإنسانية انعدم معها كل شيء.
لذلك يجب أن تسعى كل دول العالم لإيقاف نزيف الدم فى غزة، وتوقف قصف المدنيين الأبرياء والذين معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، ووقف الهجوم على المستشفيات الملاذ الأخير للمصابين والجرحي، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وعودة الحياة لمن هم على قيد الحياة، بعودة المياه والكهرباء، وتطبيق القانون الدولى الإنساني، وليعلم هؤلاء المجرمون أن الله تعالى لن يتركهم، ونحن أيضاً لن نتركهم حتى ينصرنا الله على أعدائنا