كل عام وإخواننا المسيحيين بخير وسلام بمناسبة عيد الميلاد المجيد، الذي احتفل به أقباط مصر وشاركهم الاحتفال كعادته فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمقر كاتدرائية “ميلاد المسيح” بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث يحرص كل عام على الذهاب لتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية- وجموع المسيحيين الذين يفرحون بهذه المشاركة ويتهافتون على الترحيب والسلام على فخامة الرئيس.
رسائل مهمة وقوية وجهها الرئيس السيسي خلال تقديم التهنئة للأخوة الأقباط في عيدهم، تعبر عما يدور في داخله من أمنيات بانتهاء الأزمة الكبيرة التي تتعرض لها منطقتنا وهي أزمة قطاع غزة والضفة الغربية، وموقف مصر المحترم وسعيه لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للتخفيف على الأشقاء فى غزة وحل القضية الفلسطينية.
كذلك عبر سيادة الرئيس عن تحياته لقداسة البابا الذي يكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة الناجمة عن مواقف لا يفعلها إلا رجال مخلصون يحبون بلدهم وحريصون عليها، كما قال سيادة الرئيس في الكاتدرائية.
كما طمأن فخامة الرئيس الشعب المصري بأن أي أزمة أو مشاكل أو ظروف صعبة، بفضل من الله تعالى، سوف تنتهى حتى تظل بلدنا وشعبها بخير.
ولم يقتصر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد على المسيحيين فقط؛ بل شاركهم فرحتهم أيضاً إخوانهم من المسلمين الذين حرصوا على حضور الاحتفال في كاتدرائية “ميلاد المسيح”، دليلا على الأخوة الإنسانية التي تميز المصريين منذ زمن بعيد، حيث لا فرق بين قبطي ومسلم، الجميع يتعايشون على أرض مصر شعب واحد ويد واحدة.
والتجربة المصرية رائدة في تحقيق وإرساء مبادئ وقواعد المواطنة والعيش المشترك والأخوة الإنسانية، حيث نجد الشعب المصري بجناحيه، مسلميه ومسيحيه، يعيش المواطنة الحقيقية دون تفرقة بين المواطن المسلم وأخيه المسيحي، و”بيت العائلة المصرية” التابع للأزهر الشريف خير دليل على هذه الوحدة الوطنية العظيمة.
كما أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يهتم بصورة كبيرة أيضاً بقضية المواطنة ويعنى بها عناية كبيرة، ومبادرات ووثائق الأزهر وجدت مكانتها ودورها الكبير في إرساء وتثبيت مبادئ المواطنة، ولذلك كان شيخ الأزهر من الأوائل الذين ذهبوا لتهنئة البابا تواضروس في مقر الكنيسة بالعباسية.
وعلينا أن ندرك أن مصيرنا واحد، وأن المصدر الحقيقي الذي يهدد المنطقة العربية والإسلامية ليس الإرهاب وحده، ولكن الطائفية هي المصدر الحقيقي الذي يلعب الدور الرئيسي في تهديد المنطقة وتمزيقها، وكلنا يشهد على ما تفعله ميليشيات الحوثي الإرهابية في خلق الفوضى بالمنطقة ونشر الإرهاب، والأديان كلها براءٌ من الإرهاب بشتى أنواعه وصوره.
ولذلك فإن المواطنة والأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر؛ ستظل أكبر حائط صد لمحاربة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام، وحفظ الله مصر وشعبها مسلمين وأقباط.