من حق الدكتور محمد مختار جمعة – وزير الأوقاف أن يتيه فخراً بدعاته وأئمة الأوقاف المتميزين والذي وصل عددهم إلي الآلاف الحاصلين علي الدراسات العليا والماجستير والدكتوراة وعلي دورات تدريبية متقدمة علي يد كبار العلماء والفقهاء من أساتذة جامعة الأزهر الشريف، ومن حقه أيضاً أن يسعد، بما حققه الأئمة من انجازات ملموسة في تطوير لغة الخطاب الدعوي الذي يلمس قضايا المجتمع في مختلف الجوانب، وأصبح دعاة الأوقاف مصدر فخر للوزارة في كل مكان فلا تخلو وسيلة إعلامية سواء مسموعة أو مقروءة أو مرئية إلا ودعاة الأوقاف ضيوف عليها مشاركين في العديد من البرامج التوعوية ويدلون بدلوهم في مختلف القضايا علي علم وبينة، واستطاعوا من خلال هذه النوافذ الإعلامية تقديم الإسلام الوسطي السمح الذي يجب أن يكون سواء بالرأي أو الفتوي أو الشرح والتوضيح وأصبح هؤلاء الدعاة وجبات دسمة في كل وسائل الإعلام لأنهم استطاعوا أن يبرهنوا علي أن الخطاب الديني الحقيقي لن يكون إلا من هؤلاء الذين تعلموا في الأزهر الشريف وتربوا علي يد كبار العلماء في الجامعة واستطاعوا أن يشغلوا الساحة التي كانت في الماضي نهباً لأصحاب التيارات الأخري في فترة ليست بالبعيدة. وقد لمست بنفسي هذا الجهد الكبير للدعاة الشبان من خلال مشاركتهم معنا في ندوات عقيدتي بالتعاون مع الأوقاف.. فلا تخلو ندوة من داعية شاب يستطيع ان يلفت أنظار الحاضرين بوعيه وثقافته وتفوقه العلمي والدعوي.
أما عن الداعيات »فحدث ولا حرج«.. فبعد أن تخلصنا من الفتاوي العقيمة التي كانت تقول بأن صوت المرأة عورة.. وما شابهها من هذه الفتاوي أصبح لدينا الآن عشرات بل مئات الداعيات وهن علي قدر كبير من الثقافة وتم تأهيلهن علي مستوي عال من الدورات التدريبية الراقية وأصبحن في كل محفل وفي جميع وسائل الإعلام يدلين بدلوهن في مختلف القضايا.
وخلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية حرصت علي أداء صلاة الجمعة في عدد من المساجد في القاهرة والجيزة والقليوبية ولمست بنفسي خلال زيارتي لهذه المساجد العديد من المتغيرات التي طرأت عليها سواء المساجد الكبري الجامعة أو المساجد الصغيرة.. وهذا التطور بدا ملحوظاً في مستوي الأداء الدعوي لأئمة هذه المساجد التي كانت في يوم من الأيام لا حديث لها سوي الثعبان الأقرع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان.. نعم تحررت هذه المساجد من الفتاوي العقيمة وأصبحت علي قدر عال من الثقافة والوعي بالإضافة إلي أنها تحولت إلي خلية نحل طوال اليوم وجزء من الليل ما بين ندوات ودروس ومقارئ قرآنية ودروس دينية ومكاتب لتحفيظ القرآن الكريم.
كل هذا الجهد.. وهذه النماذج المتميزة سواء من الدعاة أو الداعيات.. وهذا الطرح المثمر ما كان لينطلق لولا ان وراءه قيادة واعية ناجحة تواصل الليل بالنهار لاعداد البرامج الدعوية والتثقيفية متمثلة في د. محمد مختار جمعة وفريق العمل المعاون الذي اختاره بعناية لقيادة سفينة الدعوة التي كانت راكدة لسنوات طوال.. هذه القيادة وهذا الفريق الكبير من المعاونين لمسوا الداء وأعدوا الدواء، فكانت هذه الثمار الطيبة التي نجنيها نحن في الجمهورية الجديدة.
وختاماً:
قال تعالي «وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»
صدق الله العظيم (122) التوبة