بقلم: جهاد شوقي السيد
انقضى الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة ومضي العيد بفرحة وسرور على الأمة الإسلامية، وعادت الناس إلى روتين الحياة المألوف بعد ان غسلت ذنوبها ولجأت للخالق وتضرعت إليه ودعته حتى ينقذها من امتحان الدنيا وينجيها من طوفان الفساد والهوان الذي تعيشه أمتنا في الوقت الحالي، ولكن الملفت هذه السنه هو أن دعوات الأمة الإسلامية في جميع بقاع الأرض قد توحدت ورجونا الله حتي ينجى إخواننا في فلسطين، بل وتوحدت دعوات جميع القلوب التي تعرف الرحمة والإنسانية من جميع الديانات.
وعرف الناس معاني جديده وقيم فى هذا الشهر كانت قد اختفت منذ عقود مثل نعمة الستر والدفيء الأسري والوطن والانتماء، والدرس الأكبر هو الصبر وقوة الإيمان بقضاء الله عز وجل فبعد ان شاهدنا ثبات هذا الشعب وقوه احتماله ويقينه بالله رغم كل ما يمر به وأيضا تخلي جميع الدول القوية عنهم.
ففي هذا الشهر الفضيل رفعنا ايدينا راجين الله ازالة الغمه وان ينصر الله الإسلام والمسلمين.
ولأن الله عز وجل قال “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” صدق الله العظيم، فقد أرادوا أن يمحو دين الإسلام والمسلمين أجمعين من كل بقاع الأرض وأن يباد كل من يقول “لا إله إلا الله محمد رسول الله ” فحدث عكس ما تمنوا، وساهمت هذه الحرب في انتشار دين الإسلام أكثر، فنجد الكثيرين من الأجانب قد بدؤوا يتسألون عن هذا الدين وطلب الكثير منهم على وسائل التواصل الاجتماعي تعريفهم به ،ولأننا كنا على أعتاب شهر رمضان الكريم طالب الكثيرون منهم معرفة فضل هذا الشهر وما هي ليلة القدر؟ ولماذا نصوم؟ وقام البعض منهم بصيام الشهر حتى يتعرفوا أكثر علي فوائده ولماذا فرضه الله علينا.
ولأن الدين المعاملة فعلينا أن نحافظ على حسن المعاملة، ونظل نحافظ على أخلاق الإسلام حتي يجد الآخرون في أخلاقنا آية يحتذى بها، ونكون قدوة لمن أراد أن يعرف الإسلام علي حق، وعلينا ان ندعو الله دائما وأن نحافظ على أخلاقنا الحسنه في كل الأوقات و ليس في رمضان فقط، وأن نحسن الظن بالله عز وجل، ولنقابل الأمور برضا وتسليم لإرادة الله فالخير قد يكمن فيما نظنه شرا، كما قال تعالى: ” فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، صدق الله العظيم.
اللهم أعد علينا رمضانات كثيرة ونحن فى عز وخير، ورد لنا الأقصى الشريف.. اللهم آمين