الشيخ علاء أبو العزائم.. فى حوار صريح
مصر الدولة الوحيدة القادرة على الوقوف فى وجه المخطَّطات الاستعماريّة
مصطفى ياسين
أكد السيد علاء أبو العزائم- رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة العزمية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية- أن الحياة الحقيقية وبعث الأُمَّة من جديد لابد أن يبدأ بنبذنا لـ”الوَهَن” الذى حذَّرنا منه سيّدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- وهو حب الدنيا وكراهية الموت، مُتَّهِمًا السلفية وإخوان الإرهابية بالسعى لغرس هذا المنهج فى نفوس المسلمين، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد هو ترغيب الناس فى الجنَّة وكل ما قرَّب إليها وليس ترهيبهم.
كما أكد أن مصر هى الدولة الوحيدة القادرة على الوقوف فى وجه الأطماع والمُخطَّطات الاستعمارية، طوال التاريخ، والأمل معقود عليها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، لذا تتكالب عليها القوى الكبرى حتى لا تقوم لها قائمة، غير أنها وبسواعد أبنائها المخلصين ستحقق المستحيل فى يوم قريب.
*كثر الحديث عن ثقافة الشعب المصرى، هل هى تتفق وتسير مع القيم والمبادئ الدينية أم تنحرف عنه فى بعض الأحيان، فكيف تراها؟
** الثقافة المصرية تختلف تماما عن الدين، لأن مؤسسى الثقافة فى فكرنا هم العلمانيون والذين لا تهمهم مصلحة البلد فى شئ، ومثال بسيط، بالنظر إلى الثقافة فى أوروبا وأمريكا وفى بلادنا، وقد علّمنا نبينا الكريم- صلى الله عليه وآله وسلم- “أن الإيمان بضع وستون أو وسبعون شُعبة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” تجد الشوارع فى أوروبا كلها نظيفة أما فى بلادنا فجميعنا يعانى من تراكم أكوام القمامة التى وصلت حد الجبال الشاهقة!! فهل هذه الصفة تتفق مع الدين؟!
وفى الثقافة نجد الحديث الشريف، الذى يشير فيه سيدنا رسول الله، إلى أن المؤمن قد يزنى ويسرق لكنه لا يكذب أبدا، فالواقع أن جميعنا يكذب!
وقد شاهدت بنفسى فى أمريكا شابا يقود سيارة وكان يريد “خطف” مسافة قصيرة عكس الاتجاه، فلم يوقفه عسكرى ولا ضابط مرور وإنما وقف له مواطن مثله وأمره بالعودة وإلا فسيضطر لـ”صدمه” بسيارته وإجباره على دفع الغرامة وإصلاحها على حسابه لمخالفته، أما نحن فنُدمن المخالفة ولا أحد يحاسبنا ولا نحاسب أنفسنا ولا حتى نلومها! فثقافتنا تختلف عن ثقافة هؤلاء!
وأضرب مثلا بابن أختى اللواء أحمد نيازى فى إدارة المرور، كان لا يُجاملنا فى شئ ويرفض تماما إعفاءنا من المخالفات، ويقول: طالما أتيتم هذه المخالفات فلابد من دفعها، فهذا حق الدولة وليس حقى أنا. هذا النموذج لم يستمر فى عمله بل أخرجوه على المعاش!
وللأسف أغلبنا نجامل فى تعاملاتنا وحياتنا العامة، مع أن هذه المجاملة، خاصة فى المخالفات، هى خيانة للدولة.
وأيضا خيانة الأمانة لا يمكن تجدها فى الغرب، فمن يعمل شيئا تجده أمينا فى عمله وصنعته، ونحن نفتقد هذا كثيرا، فى حين أن سيدنا رسول الله قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يُتقنه” فهؤلاء الناس ثقافتهم العمل والإتقان والإخلاص، أما نحن فللأسف الشديد ثقافتنا النوم والكسل والفهلوة! فإذا قلنا: 20% فقط من المصريين يعملون نكون مبالغين!
قانون الثقافة
*وكيف يتم تغيير هذه الثقافة إلى الأفضل؟
** الثقافة لابد أن يكون لها قانون يضبطها، فالكذب ليس له عقاب فى الدين، وإنما يُلقى بصاحبه فى جهنم، وهذا عقاب أخروى وليس دنيويا، وصورة الجنة والنار غير واضحة عند الكثيرين منا! صحيح كلنا نأمل ونتمنى دخول الجنة، لكن لا أحد يعمل لذلك! لماذا؟! لأن السلفيين وإخوان الإرهابية لا يتحدثون إلا عن عذاب القبر والثعبان الأقرع وأهوال يوم القيامة، فالإنسان أصبح خائفا من الموت حتى لا يُلقَى به فى جهنم! وبالتالى فهو يتمتَّع بحياته ويسرق ويرتشى ويقع فى كل الموبقات، متصوِّرا أنه يعيش جنَّته فى الدنيا لأنه لا يضمن جنَّة الآخرة! وهذه مصيبة كبرى، فسيدنا رسول الله لم يفرض عبادات أو صلوات أو زكوات فى بداية دعوته، وأخبرنا أن الأخلاق هى التى توصِّل إلى الجنَّة، وقال حديثا غريبا “إنما بُعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق” يعنى أن أهل الجاهلية كانت لديهم أخلاق ومكارم أخلاق، والنبى يأتى ليُتمّمها! وللأسف نحن المسلمين لا عندنا مكارم ولا أخلاق من أصله! نحن بحاجة لأن نُبعث من جديد، وهذا مقصد التجديد فى الخطاب الدينى.
طريق التجديد
*هذا سؤالنا المُلح، والذى كثر الحديث عنه فى الفترة الأخيرة، فكيف يكون هذا التجديد؟
**لن يكون هذا إلا بالحديث عن الجنَّة والأخلاق وكل ما يُرغِّب فى الخير والطاعات وليس ما يُنفِّر، وقد قال الإمام محمد ماضى أبو العزائم كلمة جميلة: العقيدة الحقة يجب أن تكون خالصة لله، وهى مثل البذرة الجيدة، وثمارها هى الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة، وهذه هى التى تؤهّل لدخول الجنَّة، فالمرأة التى سَقَت كلبًا- وهى عاهرة من بنى إسرائيل- دخلت الجنَّة، بعمل فى نظر أحدنا حقير جدا لكنه عند الله عظيم جدا، فى المقابل المرأة التى صامت وأدَّت فرائضها كاملة غير أنها تُسيئ لجيرانها، قال عنها سيدنا رسول الله: هى فى النار. وأيضا المرأة التى حبست الهرّة “قِطَّة” فلم تطعمها أو تسقها، دخلت النار، فديننا يحاسبنا عن المعاملة الطيبة حتى للحيوان وليس للإنسان فقط، وللأسف نحن الآن لا معاملة طيبة لحيوان ولا إنسان!
الدور الصوفى
*وما هو دوركم أنتم باعتباركم طرق صوفية؟
** الطرق الصوفية دورها أن تُحبِّب الناس فى الدين بالتمسّك بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيّبة، فسيدنا رسول الله وصف ما رآه فى الجنَّة- فى رحلة الإسراء والمعراج- بشكل جعل المسلمين يشتاقون إليها ويسعون للقاء الله، ويعملون ما يؤدى إليها، أمَّا ما يفعله السلفيون والإخوان الإرهابية اليوم فهو وصف للنار وعذاب القبر والثعبان الأقرع فيُكرِّهون الناس لقاء الله!
الترغيب والترهيب
*أليس هذا أحد أساليب الدعوة، فهناك الترغيب وأيضا الترهيب لبعض النفوس التى لا تأتى إلا بالزجر؟
**طبيعة النفس البشرية أنها تستجيب لأى دعوة للخير والجنَّة، أما الزجر والترهيب فيُنفِّرها ويُبعدها عنك، فلا يمكن أن تدفعه للانتحار وتفجير نفسه وقتل الأبرياء والآمنين ثم تصوِّر له أنه سيدخل الجنَّة، لا يا حبيبى لن تدخل الجنَّة أبدا، فأتباع داعش ولا واحد فيهم سيدخل الجنَّة، لأنه يقتل المسلمين وأناسا لم يعتدوا عليه، بل هو المعتدى عليهم، والله تعالى يقول: “إن الله لا يحب المعتدين”، ولا تدَّعى بأن ما تقوم به جهاد، ولا حتى الجهاد أن تجعل غير المسلمين يدخلون فى الدين بالعافية أو الإكراه، فالله تعالى يقول: “لا إكراه فى الدين”، وسيّدنا رسول الله لم يُكره أحدا لدخول الإسلام، وأفريقيا كلها- ما عدا شمالها- لم تكن بها حروب ولا معارك بسبب الدين، بل دخلت الإسلام بالأخلاق وبالمعاملة الطيبة للتجار المسلمين، وكذا آسيا، فالناس أظهروا أخلاق دينهم فاتّبعهم الآخرون وآمنوا بالإسلام، واليوم أحفاد هؤلاء يتنصّرون لما يرونه من سلوكيات وأفعال من المسلمين مخالفة تماما لما جاء فى دينهم، فضلا عن أن أحدا لم يسأل نفسه أو يبحث عن سبب تنصّرهم أو يقف بجوار من يُذبَّحون ويُقتَّلون فى بورما وغيرها! ويجدون المسلمين يصرفون ببذخ على شراء الأندية وبيوت الدعارة والسفه الاستهلاكى! وشراء رضاء أمريكا عنه على حساب رضاء الله!
انتحار الإرهابيين
*حادث الإرهابى الذى فجَّر نفسه حال القبض عليه فى منطقة سيدنا الحسين، كيف تنظر إليه؟
** للأسف هذا ما تم تغذية عقله بالفكر السلفى الذى يتطلب وقوف الدولة بكامل أجهزتها ضده وضد كل فكر أو مسئول سلفى، وتأتى بأناس معتدلى الفكر والثقافة، فقد أفهموه أنه عندما ينتحر وسط المُصلِّين فى المسجد سيكون شهيدا! فأولئك يُكفِّرون الصوفية والمسلمين عامة وليس عندهم أحد مؤمن إلا هُم! وأنه لن يدخل الجنَّة بعمله وإنما بالجهاد ضد هؤلاء الكَفَرة من وجهة نظرهم! فى حين أن هذا طريقهم إلى جهنم وبئس المصير.
توعية الشباب
*إذن، كيف تتم توعية شبابنا وتحصينهم من الوقوع فى براثن تلك الأفكار المتطرفة المُكفِّرة؟
** شبابنا هذا “غلبان” ومَلْهِى بالكورة والأفلام الساقطة والهابطة والإباحية، فهو للأسف الشديد ليس فى وعيه، فهذا الشاب لو لم يجد عملا حتى بلغ الستين من عمره، لن نعرف ما سيفعله، فهناك شباب تخرّجوا منذ الثمانينيات ولم يجدوا عملا، أى أنهم قضوا 30 سنة أو أكثر دون الحصول على عمل، فكم يبقى لهم من العمر حتى يصلوا لسن التقاعد قبل أن يعملوا؟! هذا الشاب لم يكوِّن أسرة وليس له أولاد، فأين الدولة من أبنائها هؤلاء؟! ما المانع أن توزِّع عليهم مساحات من الصحراء التى يتم استصلاحها لزراعتها، على أن توفِّر لهم الإمكانات والسبل والمساعدات لفترة مؤقّتة حتى ينتج هو من عمل يده؟!
ثم هناك نقطة مهمة جدا “مش قادر أفهمها” وهى الزكاة، حيث تأخذها جمعيات خيرية والأزهر والأوقاف، فماذا يفعلون بها؟ الله أعلم! هل ينفع أن يتم توزيع 50 أو 100 جنيه، فماذا تفعل؟! وأتذكر أنه أيام د. نصر فريد واصل- حينما كان مفتيا- أعلن أن حصيلة أموال الزكاة 20 مليار جنيه، فأين تذهب؟! إما أنها تدخل فى جيوب جامعيها أو توزَّع بالخطأ، فالله تعالى يقول: “خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها” من الذى يأخذ؟ سيدنا رسول الله، وبعده الحكام، وهؤلاء ليسوا متفرّغين لها، فما الحل؟ إنشاء بنك للزكاة، وله فروع فى كل بلد، ويتم تطبيق المصارف الثمانية للزكاة، ويتم من خلالها إقامة مساكن للشباب ومصانع ومزارع لتوفير فرص عمل، ويتم عمل تكامل بين كل تلك الفروع.
مبادرات العزمية
*أطلقت الطريقة العزمية العديد من المبادرات الأخلاقية والسلوكية للاقتداء بسيدنا رسول الله، فإلى أى شئ وصلتم؟ وهل هناك مبادرات جديدة؟
** لم نصل لشئ! لأنه لا أحد يتكلم عنها ولم يسمع عنها الكثيرون، ونحن مهما أطلقنا أو تكلمنا فقوّتنا وعددنا محدود بالنسبة للشعب، لدينا 50 داعية فى الطريقة العزمية، فماذا يفعلون أو ما هو تأثيرهم فى المجتمع؟! إنما لو تم وضع منهج من الأزهر لاختلف الوضع، أما وزارة الأوقاف فأقترح أن يتم ضمّها للأزهر ولا يبقى بها سوى المحاسبون والإداريون والمهندسون لعمل المشاريع، لإدارة أصول الأوقاف، ولا يكون بها المشايخ والعلماء، فالأزهر هو المسئول عن كل ما يمُتّ للدين بِصِلَة.
ثم ما الداعى لإنشاء لجنة فتوى بالأوقاف أو حتى بالأزهر مع وجود دار الإفتاء، فإذا لم تكن هناك ثقة فى دار الإفتاء فلماذا أُنشئت؟! ولتكن لدار الإفتاء فروع فى كل المحافظات.
التوعية الأُسريّة
*وماذا عن دور العزمية فى المجتمع المحيط بها؟
** لدينا مبادرة لنشر التوعية بأهمية ومفهوم الحياة الأسرية والزوجية الصحيحة ستبدأ قريبا، إن شاء الله، انطلاقا من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتخوّفاته من ارتفاع نسبة الطلاق والانفصال التى باتت تهدد المجتمع بالتفسّخ وتشريد الأطفال، فلابد من توعية طرفى العلاقة الزوجية بالواجبات والحقوق تجاه بعضهما البعض والأسرة والأبناء والمجتمع كله، وأذكر هناك موقفا لأحد الأشخاص كان يقتسم المصاريف مع زوجته، واتفقا على أن ثمن كشف الطبيب عليه أما ثمن الأدوية فعلى الزوجة، وذات يوم مرض ابنهما ولم يكن معها فلوس وتركا الابن بدون علاج! فأى ثقافة تلك التى تضيِّع الأبناء؟! لأنه لم يتعلّم أن شرط الزواج فى الإسلام هو إنفاق الزوج على بيته وأولاده.
كنّا زمان نحترم الأنثى حتى لو كانت صغيرة، فنقوم لها فى المواصلات العامة لنُجلِسها، أما اليوم فالشاب يرى المرأة الحامل أو المُسِنَّة ولا يقوم لها، لماذا؟ لأنها تطالب بحقوق المرأة، والمساواة مع الرجل فى كل شئ، فلماذا يقف لها؟! نحن متساوون فى كل شئ؟!
وهدف دوراتنا توعية جميع الأطراف بكيفية التعامل مع الآخر ونشر المحبة والألفة والتراحم والمعاملة الحسنة.
تحفيظ القرآن
*وماذا عن مبادرات مثل تحفيظ القرآن لأبناء المنطقة؟
** لقد جرَّبنا تحفيظ القرآن لأبناء الحى الذين توافدوا فعلا وبكثرة على حلقات التحفيظ، وكان المحفِّظ يأخذ راتبا من المشيخة العزمية، لكنه طمع وطلب من المُحفِّظين 5 جنيهات من كل واحد شهريا، فلم يحضر أحد! ولذا إن شاء الله سنُعيد الكَرَّة مرَّة أخرى فى التحفيظ لكن بالاعتماد على أبناء العزمية وليس غيرهم حتى لا تتكرر مثل هذه المسائل.
مصر القوية
*قلتَ إن مصر لا يُراد لها أن تعيش حالة الاستقرار، فلماذا؟
** معروف أن مصر لم تكن فى يوم من الأيام دولة خلافة، فالخلافة كانت فى المدينة المنورة، ثم الكوفة، دمشق، بغداد، اسطانبول، لكن لازم نفهم وندرك أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تحارب أعداء الإسلام، بداية من التتار والصليبيين وقاومت الاستعمار فى كل أنحاء العالم، فالغرب يدرك أن مصر لو أصبحت لها كلمة ستُحرِّر فلسطين وتطرد إسرائيل، وهذا ضد توجّه الغرب وأمريكا عموما وخاصة يهود العالم الذين يتحكّمون فى العالم سياسة واقتصادا، فلا يمكن لكل أولئك أن يجعلوا لمصر قيمة أو قدرة على مقاومتهم ومواجهتهم، ومن ثَمَّ يريدونها أن تنحدر ولا تقوى.
ورغم كل هذه التحديات والصعاب فأملى كبير فى الله سبحانه وتعالى، بأن مصر فى يوم من الأيام- قد نحضره أو لا- هى التى ستُحرِّر فلسطين وكل العالم المُضطهد من الاستعمار، ولابد لشعوب الأمة العربية- ومصر تحديدا- أنها ستُبعث يوما ما.
التطبيق الصحيح
*كلمة أخيرة للمصريين والعرب والمسلمين؟
** المفروض أن يوجد لثقافتنا قانون، وأن نطبِّق مفاهيم ديننا الحنيف بنشر ترغيب الناس فى الجنَّة وليس بكراهيتهم للنار، وحديث سيدنا رسول الله الذى يخشى فيه علينا الإصابة بـ”الوَهَن” وهو حب الدنيا وكراهية الموت، يجب أن يكون ماثلا أمامنا، وألا نخضع لمنهج الإخوان الإرهابية أو السلفية الذى يسعى لبث “الوَهَن” فى نفوسنا، حتى صار الواحد منَّا يلهث وراء جمع الأموال من كل طريق، ويكره الموت.