بقلم: جهاد شوقي السيد
هلت علينا نسائم أيام ممزوجة برائحه مسك الكعبة المشرفة، أيام معلومات قد أقسم بها الله عز وجل في سوره الفجر كما جاء في تفسير ابن عباس والطبري وفي جمهور المفسرين، وفيها أفضل الأيام للمسلمين وهو يوم عرفه، يوم يباهي الله عز وجل أهل السماء والملائكة بعباده الذين جاؤوا من كل فج عميق ومن كل بقاع الأرض، طالبين مغفرته ورضاه، سائلين أن يعتق رقابهم من النار، يوم المغفرة الأعظم.
يوم يتمنى المؤمن ويدعو الله فيستجيب له وينجيه من هلاك الدنيا، ويسمو به ويرفعه إليه ذلك، المخلوق الذى أمر الله عز وجل الملائكة أن يسجدوا له، ويستمع إلى دعائه ومنجاته، ليتردد اسمه بين أهل السماء والأرض، ويقول للملائكة اعطوا عبدي هذا ما سأل فلقد غلب دعائه قدري، ويغفر ما تقدم من ذنبه ويمحو صفحته ليعود كيوم ولدته امه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده” (رواه مسلم)، ويستحب فيه -كما في سائر العشر الأوائل من ذي الحجة- الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة نفل وصدقة وصيام وذكر وغيرها حتى يفوز المؤمن بثواب هذه الأيام المباركة.
انه يوم إكمال أحد اركان الإسلام الخمس، حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا، فبهذا الركن يكن اتمام النعمة ويكفي أن يحج المسلم مره واحده في العمر، ليكون قد أتم أركان الإسلام الخمس، والحج عرفه كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون في منظر مهيب حيث يقف حجاج بيت الله في ملابس الإحرام البيضاء كاللؤلؤ المنثور يؤدون الفرائض ويدعون الله حتى مغيب الشمس، ويشاركهم كل المسلمين في جميع أنحاء العالم بالصيام والدعاء، راجين من الله أن ينالوا هذا الكرم ويكونوا من الحجاج العام القادم.
ويأتي يوم العاشر من ذي الحجة، يوم الهدى وينحر الحجاج والمسلمين الأضاحي في ثلاث أيام التشريق التي بلغنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، ويتم توزيعها كما جاء في الشريعة الإسلامية.
وقد تم تسهيل هذه المناسك على الحجاج وأصبحت أكثر سهولة، وأيضا جميع شعائر الحج أصبحت أكثر تنظيماً عن الأعوام السابقة، فقد قامت المملكة العربية السعودية بتنظيم أداء الحج واستخدام كل سبل الراحة والتكنولوجيا في سبيل إتمام الشعائر دون مشاكل وتزاحم.
كما وفرت المملكة فرق تنظيم لتتابع سير عملية تدفق الحجاج الي بيت الله وإلى عرفات، ووفرت لهم سبل التدخل السريع لحل اي مشكله تواجه الحجاج، وأيضا تم تنظيم الأفواج بمواعيد ثابته والزامهم بها وتذكرهم بها عن طريق رسائل نصية على الجوال والبار كود وغيرها، لتنظيم تسيير الحجاج من والى بيت الله الحرام، ونحر الهدي ورمي الجمرات ايضا.
وتستخدم المملكة العربية السعودية نوع من أنواع المواد العازلة للحرارة هذا العام، يتم رش الشوارع المؤدية لمنى والمزدلفة بها، حتى تخف من حده حرارة الأسفلت على الحجاج، وأيضا قامت ببناء خيم عازله للضوء والأشعة البنفسجية لخدمة حجاج بيت الله.
وندعو الله أن تتم عملية الحج هذا العام بسهوله ويسر، وأن يأتي العيد هذا العام بالخير على الأمه الإسلامية جميعا، وأن يستجيب الله لدعواتنا وينجي أهلنا في فلسطين من الكرب ويزيح الغمه وينصرهم، “أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ “، “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا “، صدق الله العظيم، إن النصر قادم لا محالة.