حدث ضاغط على الكثير من الأسر في بلادنا باعتبارها سنة مصيرية تحدد مستقبل الطالب وبقية حياته ولكنني ومؤخراً اصبحت أختلف في الرأي مع أصحاب تلك الرؤية فهذه السنة تحدد فقط نوعية الدراسة فيما بعد ولكنها لن تحدد وظيفته ولا نجاحه ولا رزقه. فعلينا كآباء تعليم أبنائنا الإخلاص ولتكن هذه السنة نموذجا لذلك فيبذل الطالب جهده ويبقى شق التوفيق على الله فقد قال بعض السَّلَفِ: مَا نَزل مِن السَّمَاءِ أعزُّ مِن التَّوفِيقِ ولَا صَعدَ مِن الأرضِ أعزُّ مِن الإخلَاصِ. ولكن لا تشعره لحظة ان قيمته مرهونة بما سيحصل عليه من درجات بل يجب أن يشعر أن غلاوته لديك غلاوة غير مشروطة ،ولنذكر انفسنا ان أهداف تربية الأبناء أعمق من الشهادة التي سيحصل عليها، فنحن نبتغي إخراج شخصية سوية سعيدة متوازنة تهتم بالنجاح في العمل والأسرة والصحة والعلاقة بالله، نبتغي سلامة القلب ورسوخ المباديء والأخلاق فإن أصبح طبيباً كان رحيما وإن كان مهندساً كان مخلصاً متقناً وإن كان قاضياً عَدل وإن كان صحفياً عرف أمانة الكلمة وإن كان في أي وظيفة خدمية لم يعطل مصالح الناس. من المهم أن ننشد لأبنائنا سعادة الدارين ننشد لهم الفلاح وأعني به النجاح بمقاييس الدنيا والآخرة على حد سواء لأن بريق نجاح الدنيا من مال وقوة ومنصب لا يضمن ألا يكونوا بمعصية.
تمنى لابنك الخير الحقيقى وأشعره دائما أنكما سويا في نفس الجهة تحلمان سويا باللحاق بأحسن الجامعات ولكن إن لم يحالفه الحظ فلا تترك دعمه فإبنك في ذاته أهم من الحلم وأهم من نظرة المحيطين بل استمر في دعمه في ظل المعطيات الجديدة بإيجابية (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ…) وألحّ على الله بالدعاء له بالتوفيق والرزق والاستخدام فيما يرضيه