في إطار الاستعداد لإطلاق المرحلة التشغيلية الجديدة، عقد برنامج المنح الصغيرة حلقة التشاور الوطنية حول ملامح استراتيجية المرحلة الثامنة لبرنامج المنح الصغيرة، التي تمتد بين عامي 2026 و2030، وذلك في العاشرة صباح اليوم الأربعاء 24 يوليو 2024، في المركز البيئي الثقافي التعليمي «بيت القاهرة» بقاعة الدكتور محمد القصاص، وذلك تحت رعاية الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي.
عقدت الحلقة التشاورية بحضور عدد من الخبراء وأعضاء لجنة التسيير الوطنية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وممثلي أصحاب المصلحة، والجهات المعنية والشريكة.
وتناولت الحلقة الوطنية مناقشة أهداف وأولويات البرنامج فى المرحلة الثامنة، بغية وضع استراتيجية وطنية تتوافق مع الاحتياجات المجتمعية الملحة، والأولويات والالتزامات الوطنية، حيث حضر كل من الدكتور عماد الدين عدلي، المدير الوطني لبرنامج المنح الصغيرة والدكتورة هالة يسري رئيس لجنة التسيير الوطنية للبرنامج – مرفق البيئة العالمية، والدكتور محمد بيومي ممثل الأمم المتحدة الانمائي، والدكتور على أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة ونقطة الاتصال الوطنية لمرفق البيئة العالمية، والدكتورة هبة الطودي، استشاري برنامج المنح الصغيرة.
كما شهد الحدث حضور لفيف من الصحفيين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك مؤسسة شمس البيئة المصرية للتنمية المستدامة التي تمثلها الدكتورة فاطمة صبحي فهيم رئيس مجلس الأمناء والعاملة في مجال حماية البيئة والتي تسعى لدعم الجهود المحلية في مجالات البيئة والتنمية، مساهمة في تحقيق أهداف البرنامج في المرحلة الثامنة المستقبلية، مع التركيز على الاستدامة والتنمية البيئية وتعزيز الشراكات والتكرار وتحويل الممارسات الجيدة إلى سياسات قابلة للتطبيق، بدعوة خاصة من الإدارة برئاسة السيد حسين أمين علي، مدير عام إدارة شرق مدينة نصر.
يستمر برنامج المنح الصغيرة، التابع لمرفق البيئة العالمية في مصر، في مرحلته العملية الحالية، وهي المرحلة التشغيلية السابعة، التي تمتد للفترة من 2022 حتى 2026، مسيرة العمل التي بدأها منذ عام 1992 في دعم منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالي البيئة والتنمية، بهدف القيام بدورها في خدمة مجتمعاتها المحلية، حيث يستكمل البرنامج في تمويل مشروعات تنفذها الجمعيات والمؤسسات الأهلية المشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي، فى مجالات العمل الرئيسية للبرنامج، والتي تشمل تغير المناخ، ولتنوع البيولوجي، والمياه الدولية، وتدهور الأراضي، والملوثات العضوية الثابتة، والتي تتوافق مع الأولويات والاستراتيجيات الوطنية لهذه المجالات.
وتعتمد المرحلة التشغيلية الثامنة، التي بدأ برنامج المنح الصغيرة مبكراً الاستعداد لإطلاقها، على أكثر من 30 عاماً من الخبرة الناجحة في تمكين منظمات المجتمع المدني المحلية والمنظمات المجتمعية، في تصميم وقيادة المبادرات المجتمعية التي عززت رفاهية الأسرة، وزيادة الوعي البيئي والقدرة على الصمود، فيما يتعلق بالتهديدات البيئية، وحققت فوائد بيئية عالمية للاستفادة منها في المجتمع المحلي، ومع تكثيف ضغوط التنمية الاقتصادية في أجزاء كثيرة من العالم النامي، وأصبحت المجتمعات المحلية غير قادرة على مواجهة التهديدات المرتبطة بتدهور النظام البيئي، وفقدان التنوع البيولوجي، وتغير المناخ.
كما أثبتت الدروس المستفادة والخبرة المكتسبة في المراحل التشغيلية السابقة لبرنامج المنح الصغيرة، أن النهج المتكامل والتشاركي لكل أشكال البيئة البرية منها والبحرية، هو نهج فعال في حشد التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين، وربط منظمات المجتمع المدني المحلية مع الشركاء والمهتمين بمجال البيئة وحمايتها والمواطنين لتحقيق سبل العيش الداعمة المتبادلة، والنتائج البيئية على نطاق واسع.
ويحرص البرنامج على استمرار النهج التشاوري الفعال، ويسعى في مرحلته الجديدة لتحقيق العديد من الأهداف، على عدة محاور، من خلال التشاور المجتمعي ككل والتنفيذ الفعلى من الدولة وصناع القرار، منها تعزيز الابتكار فيما يتعلق بالمبادرات والاتجاهات الاستراتيجية للبرنامج، وضرورة توفير فرص جديدة للشراكات والتكرار، والانتشار وتحويل الممارسات الجيدة والدروس المستفادة إلى سياسات، وتعزيز اعتمادها على نطاق أوسع، إضافة إلى توفير منصات الحوار بين منظمات المجتمع المدني والحكومة، بما يعزز مشاركة المجتمع المدني مع الحكومة في سياق الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف.
تجدر الإشارة أنَّه تمت عدة مناقشات في اجتماع تشاور الأطراف المعنية للبرنامج وإعداد الإستراتيجية الخاصة بجمهورية مصر العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع تأكيد أهمية دور المجتمع المدني في تعزيز التوعية والمشاركة الفعالة مع الحكومة وصانعي القرار للنهوض بالاقتصاد الأخضر وتنمية المشاريع الخضراء والمشاريع المتوسطة والصغيرة.