كتب- مصطفى ياسين:
يشهد مسجد “شباب أهل الجنَّة بالتجمُّع الأول” حالة من التجدُّد والفعاليات المتطوّرة، مواكبة لظروف وأدوات العصر ثم لأحوال المترددين والمشاركين فى الأنشطة، برعاية الداعية م. عبير أنور، المسئولة عن التحفيظ للسيدات والأطفال.
تقول م. عبير: تعوَّدنا منذ بداية صُحْبَتنا للقرآن الكريم، أنه رفيق وصاحب ملازم لك، فلا أجازة من القرآن، وفعلا نحاول استمرار الحفظ والمراجعة طوال العام، ولو من خلال الهاتف إن لزم الأمر.
أما الإقبال على الحضور المنتظم بالمسجد، فيتأثر بظروف الأسرة والإجازات الصيفية، فيقل الحضور بعض الشئ، ثم نعود بقوة مع بداية العام الدراسي، وتكون بالنسبة لي هذه الفترة والتي تسبق تلك العودة فترة استخارة واستعانة بالله وطلب المدد منه- سبحانه وتعالى- أن يوفِّقنا لما يحب ويرضى، وأن يزيل عنا الموانع وييسّر لنا ويستخدمنا ولا يستبدلنا، ثم العمل الجاد المتواصل لوضع خطة نسير عليها مع بداية الدراسة تتضمن جزءا غير معلَن، وهو الاجتهاد في تحصيل العلم والارتقاء بالذات ليكون لديَّ جديد أقدّمه لمن رُزِقت أسماعهن، ثم تحضير دروس المسجد وأفكار لنشاط الأطفال واختيار الجوائز.
أما الجزء المعلَن من الخطة فهو جدول العمل داخل المسجد “مسجد شباب أهل الجنَّة بالتجمُّع الأول” وأشاركم فيما ننوي وعلى الله التوفيق ومنه القبول. أولاً: نشاط الأطفال: الإعلان عن المسابقة الكبرى لحفظ القرآن وهدف المسابقة تجميع كل ما سبق حفظه في الأعوام السابقة فقد اعتدنا عمل مسابقة بعد كل سورة لتثبيت حفظها، ولكن الآن الهدف الاطمئنان على عدم تفلُّت المحفوظ ورصد الجوائز لذلك، فيبدأ اليوم بالمسجد بمراجعة القرآن الكريم، ثم يأتي وقت الدرس والعزم على أن يكون موضوعه هذا العام “القيم الاخلاقية”، فنتدارس كل مرة إحدى القيم ونوضحها من خلال قصة والإتيان بآية أو حديث يعزِّز نفس القيمة وطباعته وتوزيعه، ثم يأتي موعد الجائزة التشجيعية اليومية وهي فقرة صناعات صغيرة وفيها يتعلّم الطفل أن ينظر للأشياء نظرة مختلفة فلا يوجد شئ بلا قيمة حيث نستطيع تحويل الكوب العادي إلى فازة أو هدية أو مقلَمة، نستطيع الزراعة في أي غطاء أو معون قديم كان مصيره إلى سلَّة المُهملات، نتعلَّم لفِّ الهدايا وصناعة الخبز والبيتزا والمربّى والمخلّل وتحويل قطعة القماش إلى مفرش، بإضافة بادج أو حاشية وغيرها مما ينمّي الحسّ الجمالي والفنّي.
ثانياً: تحفيظ قرآن السيّدات: نبدأ- بإذن الله- بدرس عن فضل القرآن وبيان منزلة حامله لشحذ الهِمَم وتجديد النيّة، ثم تقسيم الحلقة إلى حلقات صغيرة، تبعاً لعدد الأجزاء المحفوظة ووضع جداول مراجعة لكل مجموعة بهدف تثبيت المحفوظ قبل البدء في حفظ سور جديدة وانتظام الروتين الأسبوعي.
ثالثاً: الدرس المنهجي، وهو درس مفتوح للجمهور وكان موضوع الدرس منذ عدة سنوات شرح “نداءات الرحمن لأهل الإيمان” وهي تتألّف من ٨٩ نداءً موزّعة على سور القرآن، يحتوي كل نداء منها على تكليف للمؤمنين مثل: “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين”، وكنا نسأل في نهاية كل درس: أين نحن من هذا التكليف؟ فإن وجدنا خيراً نحمد الله ونسأله الثبات، وإن لم نجد، فعلينا بالاجتهاد لإصلاح أنفسنا، وبعد الانتهاء من نداءات الكرامة كاملة، كان موضوع الدرس بعدها “قوانين قرآنية” جمعنا فيها الآيات التي تحمل أسلوب الشرط مثل “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” أو “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” ثم بدأنا من العام الماضي في تدبّر السور كاملة ونستكمل ذلك بإذن الله هذا العام.
رابعاً: الدورات: وفكرة الدورة عبارة عن تحديد سورة معينة ودراستها دراسة تدبّر وقراءة صحيحة وحفظ وذلك بطريقة مكثّفة في وقت قصير من خلال لقاءات يومية، وكانت آخر هذه الدورات هي دورة “سورة الكهف” والتي تم عقدها خلال الإجازة الصيفية وتقدّم للاختبار فيها ٢٧ متسابقة تم اختبارهن في الحفظ والتدبّر، وسيتم بإذن الله تكريمهن في بداية الموسم ونستعد لدورة جديدة في “سورة الحجرات” والتي أراها ضرورة مُلِحَّة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي قدّمت أدوات جديدة للسخرية وسوء الظنّ والغيبة وكلّ ما نهى الله عنه في سورة الآداب.
خامساً: مقرأة القرآن: مضى الآن ثلاث سنوات على انطلاق مقرأتنا اليومية للقرآن من خلال تطبيق “زوم” والتي تطوّعت إحدى الدارسات بالاشتراك به على أن نجتمع بعد صلاة الفجر لتقرأ كل واحدة من الحاضرات صفحة، حتى نتم قراءة الجزء، وهو الورد اليومي، فالقراءة في صحبة صيانة من اللحن وأكثر التزاما ويُسرا.
سادساً: منصّة التواصل الاجتماعي والصحافة الورقية، فيعتبر عملا تكميليا فأبثّ من خلاله ما لا يتّسع له الوقت في المسجد، وبالفعل أجد صدى ذلك في المسجد، فنتناقش في المقالة أو في فيديو ثم بثه بالإضافة لتعليقات متابعي الصفحة وانتشار الكلمة على نطاق أوسع.
سابعاً: مجلس الإفتاء وهي مجالس أقرَّتها وزارة الأوقاف للرَدِّ على استفسارات السيّدات الفضليات.