من أحب قوما حشر معهم، وهم القوم لا يشقى جليسهم، هذا ما أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن يصاحب أهل العلم وحفظة القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته.
شرفني الله بحضور العديد من المسابقات القرآنية في مصر وخارجها، إلا أن المسابقة التي ينظمها أهل الخير والفضل من آل البيت النبوي ممثلة في” آل شريف المغازي” بقرية شنبارة منقلا- مركز ديرب نجم- محافظة الشرقية، على أرواح علماء العائلة الذين سبقونا إلى الله وتركوا من خلفهم ذرية صالحة تكرم أهل القرآن وتحتفي بهم في احتفالية سنوية كبرى، مما يؤكد أن الخير في أمة الإسلام باق إلى يوم القيامة من خلال التعاون على خير البلاد والعباد
يحرص القائمون على هذه المسابقة المباركة على استضافة أعلام العلماء وعلى رأسهم هذا العام المحدث الكبير الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ونجوم القراء والابتهالات، وأعلام لغة القرآن وعلى رأسهم شاعرنا الكبير أستاذنا الدكتور صابر عبد الدايم، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية، وكذلك تلميذه وخليفته النجيب أستاذنا الدكتور علي عبد الوهاب مطاوع الذي يعد بحق” دينامو العرس القرآني” ويحرص على التنوع التجديد لإشباع كل الأذواق.
تعد المسابقات القرآنية من أشرف مجالات التنافس بين البشر، وقد سالت أحد كبار العلماء: هل وصف النبي لحفظة القرآن بأنهم “أهل الله وخاصته” قاصر على الحفظة والمحفظين فقط؟ فكانت اجابته مبشرة لي وللكثيرين غيري حيث بالنص: “إذن الله قليل، وحاشا لله أن يكونوا كذلك، فأهل الله وخاصته برحمة الله يدخل فيها كل من يخدم القرآن وحفظته حتى لو كان يسقيهم أو ينظف المكان أو يعد طعام أو حتى يشجعهم ماديا ومعنويا ولو بكلمة تحفزهم وتجبر خاطرهم، أبشروا يا أهل القرآن ومن يحبكم ابتداء من الوالدين اللذين يلبسان تاج الوقار، إلى كل من يحبكم ويشجعكم، فمن جهز غازيا فقد غزا”
لاشك أن اتخاذ ذكرى الصالحين من العلماء مناسبة لتكريم أحباب الله وأهله وخاصته لتشجيعهم على مزيد من الحفظ، سنة طيبة وتطبيق عملي لقول النبي ﷺ: “من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا”، وأكد النبي ﷺ نفس المعنى بقوله:” من دل على خير فله مثل أجر فاعله”
كلمات باقية:
يقول الله تعالى:” ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ