بقلم : الواعظة تهاني عناني
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى) (الحجرات 13)
خلَق الله تعالى بني آدم ذكورًا وإناثًا، وجعل لكل منهم اختصاصًا، خَلقًا وخُلقًا، ومهنةً وعملاً، فمن الأعمال ما لا يَصلُح إلا للرجال، ومنها ما لا يصلح إلا للنساء،
ولهذا حرَّم الله تعالى على الرجال أن يتشبَّهوا بالنساء، وعلى النساء أن يتشبَّهن بالرجال، وجعل المتشبه مطرودًا من رحمة الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (لعَن رسول الله المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ) (صحيح البخاري).
ومن التشبه المنهي عنه أن يتشبه أحدهم بالآخر بلبس اللباس، فللمرأة الطويل الساتر، وللرجال القصير، فإذا عكسوها، فقد فعلوا المنهي عنه.
فيا من تؤمنين بالله واليوم الآخر، وترجين الثواب، وتخشين العقاب، اعلمى أن جسمك كله عورة
قال رسول الله (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا)(صحيح مسلم).
ويا من تؤمن بالله واليوم الآخر من الرجال، راقب نساءك من زوجات، وبنات، وأخوات، فلا تترك لهن الحبل على الغارب يتشبَّهن بالرجال، ويَلبَسن ما شئن مما يُبدي مفاتنهن، فتشترك معهن في الويل والعذاب، وفي التعاسة وفساد الأخلاق، لأنك مأمور بتقويمها وأن تقيها من النار كما تقي نفسك، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم 6).
و قال النبي (كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا ومسئولة عَنْ رعِيَّتِهَا)(صحيح البخاري).
وقد أمر الله رسوله الكريم بأن يأمر نساءه بإدناء الجلباب ولزوم الحجاب، وأمرُ الله لرسوله أمر لأُمَّته، فكل مسلم من أمة محمد مُطالَب بذلك.
ومنهى أيضاً عن التشبه بالرجال في شدتهم، وخشونتهم، وهو ما ينافي السكينة والاستحياء اللذين تتميز بهما المرأة، قال تعالى في أخص صفات النساء(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)، وقال تعالى في أخص صفات الرجال (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص 26,25).