مصر أفشلت مخطط التهجير القسري منذ اليوم الأول للحرب على غزة
إسرائيل تناور لفرض شروط جديدة مغايرة لاتفاق الهدنة بمراحله الثلاث
كتب أحمد شعبان
أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر اليوم، تأتي في توقيت مصيري للقضية الفلسطينية، وكذلك بسبب تهديد الأمن القومي العربي والمصري في القلب منه، وعلى رأسه مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة الذي لا يزال ماثلاً.
وقال السفير محمد حجازي، في تصريحات خاصة، إن إسرائيل لا زالت تناور من أجل لي ذراع المقاومة الفلسطينية لفرض شروط جديدة مغايرة للبنود التي تضمنها اتفاق الهدنة بمراحله الثلاث، ومحاولة التنصل من المرحلة الثانية التي تشمل الاستحقاقات السياسية لتفرض رؤى ومشروطية جديدة، وكأنها لم توقع على اتفاق في حضور مراقبين وضامنين دوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد السفير محمد حجازي على أن هذا الأمر يستدعي موقفاً عربياً ودولياً جاداً سيتبلور اليوم في القمة العربية الطارئة التي سيكون عنوانها “التعمير بوجود الفلسطينيين”، وبمقتضى اتفاق واقعي ورصين ومتماشي مع قواعد القانون الدولي مع الرؤية التي حاولت اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وتنفيذ المخطط الذي أدركته مصر منذ اليوم الأول حيث كانت العمليات العسكرية تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم، وصولاً إلى حد التهجير القسري وهو ما أفشلته مصر.
وأكد السفير حجازي أن تصريح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، “التهجير خط أحمر”؛ كان نقطة فاصلة، وعلى أساسه سعت مصر للتشاور من أجل وضع اتفاق يلبي مصالح الجميع، ويقود المنطقة للأمن والاستقرار، ويواجه التهجير القسري، ويبدأ بعملية إغاثة عاجلة لمدة 6 أشهر، يتخللها عقد مؤتمر دولي للسلام.
وأوضح، في المرحلة الأولى أيضاً يكون هناك 3 مناطق آمنة مرفقة بالماء والكهرباء، وهناك لجنة الإسناد المجتمعي تدير وتشرف على المرحلة الانتقالية الأولى، والتي سيكون مصاحبة فيها عناصر من الشرطة تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية التي تم استمرار عملها في غزة ولم تنسحب بعد الانقلاب عام 2007، وتم تدريبها وتأهيلها، ويمكن أن تساعدها قوات مصرية أو عربية.
ولفت السفير محمد حجازي إلى أن لجنة الإسناد المجتمعي، هي حالة الوفاق بين حماس وحركة فتح في القاهرة منذ أشهر قليلة، والتي اتفقت فيها حركة حماس على أن تترك السلطة للجنة الإسناد المجتمعي، مؤكداً على أهمية أن يكون الغد فلسطينياً، وأن يكون الطرف الثاني لمصر على الحدود فلسطينياً، وبالتالي تبدأ لجنة الإسناد المجتمعي في الإشراف على المرحلة الثانية من الإنشاء والتعمير والتي سيسبقها المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك في نفس التوقيت دعوة لمؤتمر دولي للسلام يرسخ حل الدولتين، موضحاً: “ليس مجدياً أن نُعيد التعمير للمرة الخامسة على التوالي وتدمره إسرائيل”، مطالباً بإيضاح الضوء في نهاية النفق والتأكيد على حل الدولتين، الذي سيعطي إطاراً سياسياً للمشهد، وسيكون هو الضامن الوحيد لاستئناف جهود إعادة الإعمار على أسس لا تخل بها مجدداً إسرائيل.
وحول أهمية مخرجات وقرارات القمة التي ستصدر عن القادة العرب، قال السفير حجازي: الأول: ستكون هناك إدانة واضحة وصريحة من القادة العرب لموضوع التهجير القسري للتعبير عن موقف عربي موحد وثابت تجاه هذه المؤامرة الخطيرة التي ساندت إسرائيل فيها تصريحات غير مسئولة.
وتابع، الأمر الآخر ستتم عملية إعادة الإعمار من خلال ثلاث مراحل متناسقة أيضاً مع الخطة المصرية العملية الجادة، ومتناسقة مع ما تم الاتفاق عليه بين إسرائيل وحركة حماس من خلال اتفاق الهدنة.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية “اتفاق الهدنة”، هي مرحلة سياسية تنسحب من خلالها إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية ومن محور فيلادلفيا، وتبدأ عملية إعادة الإعمار ممثلة في الإغاثة العاجلة لمدة 6 شهور والبناء المتكامل خلال مؤتمر دولي تقوده مصر والأمم المتحدة لإعادة الإعمار.