مر عام على تولى الدكتور أسامة الأزهرى، أحد أبرز رموز الفكر الإسلامى المستنير، مهام وزارة الأوقاف، فى خطوة عُدّت نقطة تحول فى مسيرة الوزارة، ودفعة جديدة لمسار الإصلاح الدينى ومواجهة التحديات الفكرية والدعوية التى تعصف بالعالم الإسلامى عمومًا، وبالمجتمع المصرى على وجه الخصوص.
جاءت هذه الخطوة تتويجًا لمسيرة علمية وفكرية طويلة، حافلة بالعطاء والتجديد، إذ يُعد الدكتور أسامة الأزهرى من أبرز علماء الأزهر الشريف، وأحد رموز الخطاب الدينى الوسطى المعتدل، حيث برزت بصماته فى دعم قضايا الوعى والتنوير، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصدى للفكر المتطرف بمنهجية علمية رصينة.
فمنذ اليوم الأول لتوليه الوزارة، أعلن الدكتور الأزهرى أن أولوياته ثلاثة محاور رئيسية وهى:
>> إعادة بناء الخطاب الدينى على أسس من العلم والوعى.
>> استعادة دور المسجد كمؤسسة تنوير وتزكية وتربية.
>> دعم الأئمة والعلماء وتمكينهم علميًا واقتصاديًا وثقافيًا.
انطلقت الوزارة فى عهده نحو مشروع شامل لاحياء دور المنبر الدينى، ليس فقط فى محاربة الغلو والتطرف، بل أيضًا فى تعزيز الانتماء الوطنى، وتنمية الوعى الجمعى، وتثبيت قيم الرحمة والحوار.. وفى خطابه الأول كوزير للأوقاف، قال إن «المسجد ليس مجرد مكان لأداء الشعائر الشكلية لكن يجب أن يعود إلى مكانته المركزية فى تشكيل الضمير العام، وتربية الأجيال.
وبمتابعة دقيقة لما تم إنجازه خلال هذا العام.. فقد أشرف الوزير على إطلاق سلسلة «منابر الوعى»، وهى مبادرة وطنية لتأهيل الأئمة والدعاة وإعدادهم فكريًا لمواجهة الأسئلة المعاصرة. وتم إعداد مقررات جديدة بالاشتراك مع مؤسسات فكرية وأكاديمية، تراعى تطور المجتمع وتنوع جمهوره.
كما أعاد هيكلة الخطبة الموحدة لتكون أكثر قربًا من الناس، مع السماح بهامش من الاجتهاد بضوابط علمية.
وحول ما قام به الوزير من دعم للائمة علميًا ومهنيًا فقد أطلق مشروع «التكوين العلمى المتقدم للإمام»، والذى يهدف إلى تأهيل الأئمة أكاديميًا عبر دورات معمقة فى الفقه، والتفسير، والفكر المعاصر، واللغات. وتم التعاون مع جامعات ومراكز بحثية لتقديم تدريب دولى عالى المستوى. مع تخصيص منح تفوق وتقدير للمتميزين منهم.
كذلك فقد شهد العام الأول افتتاح أكثر من 200 مسجد جديد، تم بناؤها أو ترميمها، مع التوسع فى مشروع «المسجد الجامع» الذى يجمع بين العبادة، والتعليم، والخدمة المجتمعية.
ودُشّنت مبادرة «المسجد منتدى الأسرة»، لتعزيز الحوار الأسرى، والتوعية الدينية، ومكافحة الطلاق والعنف الأسرى، من خلال برامج أسبوعية داخل المساجد.
وفى مجال محاربة التطرف بالفكر فقد واصل الدكتور أسامة الأزهرى مشروعه الفكرى المعروف بـ«تصحيح المفاهيم»، والذى تحول إلى برنامج قومى عبر المساجد والمنابر ووسائل الإعلام. وتم توزيع كتيبات تثقيفية صغيرة على الشباب والطلاب، تتناول موضوعات مثل: الجهاد والولاء والبراء، حرية المعتقدات، علاقة الدين بالوطن، والفهم الصحيح للحديث النبوى والسنة، والرد على فتاوى التكفير والتفكير.
وعلى مستوى الحضور الإقليمى والدولى فقد عادت وزارة الأوقاف إلى الواجهة العالمية عبر مشاركات فعالة فى مؤتمرات الفكر الإسلامى، أبرزها مؤتمر «وثيقة مكة»، و«منتدى أبو ظبى للسلم»، حيث عرض الدكتور الأزهرى النموذج المصرى فى الإصلاح الدينى القائم على التراث والتجديد.
كما أطلقت الوزارة برامج دعوية بعدة لغات موجهة للجاليات المسلمة فى أوروبا وأفريقيا، ووقعت اتفاقيات تعاون مع وزارات أوقاف فى دول عربية وإسلامية.
وقد تبنى الوزير رؤية قائمة على أن المعركة الحقيقية ليست فقط ضد الإرهاب، بل ضد الجهل والأمية الفكرية، وضد اختطاف الدين من قبل الغلاة أو الجهلاء. مؤكدا أن حب الوطن من صميم الإيمان، وأن بناء الدولة القوية هو واجب دينى ووطنى.