حوار: مروة غانم
كان د. مخلوف محمود مخلوف- مدرس كيمياء بأحد المعاهد الأزهرية- شأنه شأن العشرات بل المئات من المدرسين لكنه تحول من مدرس كيمياء لمخترع دواء فريد من نوعه لأشد الأمراض فتكا بالناس على مستوى العالم، وهو مرض السرطان، ولاقى فى سبيل إثبات صحة بحثه وسلامة اختراعه الأمرّين، لكنه فى خلال ذلك وجد أيادٍ تمد له بالعون وتذلل له الصعاب بعد اقتناعها ببحثه وعلى رأسها شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، الذى أصدر قرارا بندبه كليا لجامعة الأزهر للسماح له بإجراء أبحاثه بمعامل الجامعة، هذا غير دعمه المادى له لاختبار دوائه بالمعهد القومى للسموم، كما سانده أيضا محافظ الإسكندرية الاسبق اللواء عبدالسلام المحجوب، والسفير سليمان عواد، ود. محمد عبدالله الرئيس الأسبق لجامعة الاسكندرية، لكن لم ينج “مخلوف” من مؤامرات مافيا الأدوية فى مصر ولم تقتنع به اللجان العلمية رغم نشر بحثه فى أكبر المجلات والدوريات العلمية العالمية فى سويسرا وكندا، قمنا بإجراء حوار معه حول رحلته مع العلم والعلماء فى مصر وخارجها.
• بداية نود التعرف عليك أكثر؟
** حقيقة أنا مثل أى شاب مصرى تخرجت فى جامعة الاسكندرية بكلية العلوم قسم “كيمياء خاصة”، لذا تم تعيينى مدرسا للكيمياء بالمعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية وحصلت على دبلومة فى أمراض التوحد من جامعة عين شمس والقاهرة، كما حصلت على دورات تدريبية مختلفة كما تمكنت عن طريق المركز الإقليمى الدولى بالقاهرة من الحصول على درجة الدكتوراه من جامعة ويستبروك بأمريكا وكان الإشراف بالتنسيق مع الجامعات المصرية ما بين جامعة الأزهر وجامعة الإسكندرية وخبراء بالقوات المسلحة.
• ما عنوان رسالة الدكتوراة؟
** الرسالة تدور حول “تأثير الأوكسجين المذاب فى الماء على سرطان الكبد”.
• لماذا تحولت من مدرس كيمياء بالمعاهد الأزهرية الى باحث فى الخلايا السرطانية؟
** وفاة شقيقتى الصغرى بمرض السرطان هو الذى حول حياتى للقراءة أولا عن هذا المرض اللعين وسببه, فمرض السرطان كان فى هذا التوقيت عام 1996 نادر الحدوث عكس هذه الايام التى أصبح السرطان فيها بمثابة الوباء, فقد أصبحت الوفاة الطبيعية لأى شخص هذه الأيام ترجع الى السرطان، وغير الطبيعى أن تحدث الوفاة بمرض غيره، وعانيت مع شقيقتى كثيرا رغم ضعف إمكانياتنا المادية وذهبت الى كل الأطباء المتخصصين وكنت أتحدث معهم عن طبيعة هذا المرض، لكننى صدمت من قولهم أنه لا حل ولا علاج للسرطان، والشفاء منه مستحيل! وكان الفضول يحركنى وكان لا يوجد حل عند أى أستاذ، وكان كل أملى أن يتم شفاؤها، ولاحظت المعاناة الشديدة والآلام الرهيبة التى تعانى منها، وعكفت على القراءة عنه، وقد شاهدت الجميع يسقط ضحاياه، من هنا بدأت رحلتى مع السرطان بعدما كنت متوجها نحو عمل أبحاث فى توفير الطاقة الكهربائية والحد من عوادم السيارات.
كلام فاضى!
• ما هى أول خطوة اتخذتها بعد وفاة شقيقتك؟
** بدأت أولا فى تجميع معلومات عامة عن مرض السرطان، ولم يكن فى ذهنى وقتها اختراع لأن الاختراع ليس قرارا كما قال الشيخ الشعراوى، فأى علم جديد يمنحه الله لعبد من عباده ما هو إلا فضل جود وليس بذل مجهود, كما استعنت بمتخصصين وخبراء فى مجال الأورام وكنت أدون المعلومات التى أقرأها فى nots كأنها بمثابة تخيلات علمية لإيجاد حلول لعلاج مرض السرطان ولم أعتبرها أفكارا للعلاج، وبالرغم من نشر بحثى فى أكبر مجلة علمية عالمية فى سويسرا وفى كندا كما ناقشت أكبر علماء أورام فى العالم فى مؤتمر دبى العلمى الاخير ورغم ثنائهم على بحثى واشادتهم به إلا أنه مازال الكثير من المتخصصين بمصر يعترضون ويصفونه بـ”الكلام الفاضى”.
إنصاف الغرب
• ماذا قال علماء العالم عن هذا الاختراع؟
** أثنى علماء الغرب على بحثى والنتيجة التى توصلت لها وأشادوا به وأكدوا أن الفكرة العلمية التى يقوم عليها البحث سليمة مائة فى المائة وأنه قائم على أساس علمى صحيح كما أثنوا على نشر البحث والإختراع بالمركز الدولى لحماية حقوق الملكية الفكرية “الويبوا” بسويسرا, وأهم شئ لفت أنظارهم هو الرد الإيجابى من منظمة الدواء والغذاء الأمريكية ” fda” حيث وافقت على تسجيل الدواء لعلاج السرطان برقم مبدئى مع استكمال باقى خطوات تسجيل الدواء عالميا, وليس هذا فحسب فقد اعترفت المنظمة أن هذا الدواء ليس له آثار جانبية، وتمنوا لى جميعا نجاحى، فى الوقت الذى ترفضه كبرى شركات الأدوية المحلية، بل وتشكك فيه لأن وجوده يعنى تحجيم المرض والقضاء عليه.
الكتاب والسنة
• صرحت من قبل أن لك دستورا كنت تسير عليه، فما هو؟
** مداخل الكتاب والسنة تحتوى على كل الحلول لكل شئ لكن على الانسان أن يبحث ويقرأ ويتمعن، أما دستورى فى الحياة بشكل عام فقد تجسد فى رحلتى مع مرض السرطان فأنا أرفض تماما مقولة أنه لا علاج للسرطان، إيمانا بقول النبى صلى الله عليه وسلم: “إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله” وقد هدانى الله لأمر هام موجود فى الخلية عندما شرعت فى المقارنة بين الخلية الطبيعية والخلية السرطانية، وجدت من خلال كتب الطب والعلم أن الخلية تتكون من 70 الى 90% من الماء، هنا تذكرت قول الله تعالى: “وجعلنا من الماء كل شئ حى” ووجدت من خلال الابحاث العلمية أن درجة الحموضة الموجودة فى الخلية السرطانية تختلف عن تلك الموجودة فى الخلية الطبيعية فقمت بدراسة مكونات الماء جيدا وكان هذا صميم تخصصى وهو الكيمياء وتوصلت أن الماء فى الخلية السرطانية غير سليم وأن جزيء الاوكسجين فى هذه الخلية غير منضبط وهذا يرجع لأسباب كثيرة يأتى التلوث بكل أشكاله على رأسها، وكان أمامى اختياران لحل لمشكلة التلوت هذه فى الخلية، إما أن أزيد نسبة الحامضية فى الماء او أرفع نسبة القلوية بها، وقد ساعدنى فى ذلك الاساتذة بجامعة الاسكندرية ونصحونى بالتركيز على جزئية نقص الأوكسجين فى الخلية، فتوصلت بفضل الله تعالى الى أنه برفع درجة الحموضة فى الخلية ونقص الاوكسيجين ينتشر السرطان فقمت بعرضها على الاساتذة بكليات الطب والصيدلة والعلوم بجامعة الاسكندرية فاتفقوا على صحة ما توصلت له ودللوا على وجود عالم ألمانى حصل على جائزة نوبل بعد توصله لهذه النتيجة ولم يكن لدى أى علم بهذا الامر، وقد توصلت لهذه النتيجة بعد بحث وشغل فردى استمر حوالى ثلاث سنوات.
شهادة حق
• هل وجدت أى ترحيب من المتخصصين؟
** حقيقة أنا لا أود الحديث فى هذا الامر لأنه شيئ محزن ومحبط لى ولكل الشباب المبدع، فقد عانيت أشد المعاناة حتى أجد أحدا من المتخصصين يستمع إلىِ ويرشدنى، وكان الجميع يواجه كلامى بالسخرية تارة والسب والقذف تارات أخرى, فالمشكلة لدينا تكمن فى نظرة التعالى من قبل بعض الأساتذة على شباب الباحثين والسخرية منهم، لكن أود الإشادة بشيخ الأزهر د. أحمد الطيب، الذى حاولت الالتقاء به ونجحت فى ذلك ورحب بى ترحيبا شديدا وشجعنى وتصرف معى ومع بحثى تصرف العلماء، حيث قام بإحالة موضوعى للدكتور إبراهيم بدران- وزير الصحة الأسبق رحمه الله- فقد كان عضوا وقتها فى هيئة كبار العلماء وطلب منه أن يعطيه تقريرا عن البحث وظللت سنة كاملة أتردد على مكتبه لأحصل منه على التقرير، لكنه تأخر كثيرا بسبب مسئولياته الكبيرة، وبعد ستة أشهر كتب تقريره لكن فقده فانتظرت ستة أشهرأخرى وفى النهاية كتب تقريره المنصف، والذى على أساسه قام شيخ الأزهر بمساعدتى وفتح لى باب جامعة الأزهر وهذه كانت فرصة عظيمة لى تمكنت من خلالها إجراء تجاربى فى معامل كلية العلوم والطب والصيدلة، فهذه شهادة حق أسجلها فى حق الإمام الأكبر، كما أنه ساعدنى ماديا بإجراء التجارب العلمية وقد كانت مكلفة جدا, كما يعد اللواء عبدالسلام المحجوب- المحافظ الأسبق لمحافظة الاسكندرية- ود. محمد عبدالله- رئيس جامعة الاسكندرية سابقا- وكذلك السفير سليمان عواد- المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، وقت حكم الرئيس مبارك- من أكثر الشخصيات التى وقفت بجانبى وشجعتنى.
مشكلة البحث العلمى
• ماذا تقول عن البحث العلمى فى مصر؟
** للأسف الشديد البحث العلمى فى مصر “شبه ميت” فهو غير منظم وغير مؤسسى، لذا لا نتقدم ولا نخترع شيئا، هذا غير العقول المتحجرة التى ترى نفسها فوق الجميع وترفض أى فكرة من شباب الباحثين ليس لشئ سوى للتحقير، وهذا عكس ما يحدث فى كل دول العالم المتقدمة, فالاختراع ليس حكرا على أساتذة الجامعة إنما هو حق لكل انسان لديه عقل ويفكر بشكل سليم, كما أن التاريخ ينحاز للمخترع الهاوى البسيط أكثر من انحيازه لأستاذ الجامعة.
سرقة البحث
• صرحت أنه تم سرقة فكرتك من قبل أحد الأساتذة، فهل يمكن إلقاء الضوء على هذا الأمر؟
** للأسف الشديد فقد تمت سرقة فكرتى وعرفت ذلك بعد فترة، لكن بفضل الله تعالى وبفضل نصيحة د. محمد رجائى- أستاذ البيولوجى بالمركز القومى للبحوث- وهو أحد الداعمين والمشجعين لى حيث نصحنى بضرورة تسجيل فكرتى بأكاديمية البحث العلمى ودافعت عن فكرتى ومجهود السنوات الطوال الذى أراد أحد الاساتذة سرقتها بكل بساطة.
• وماذا تنوى فعله فى الأيام المقبلة؟
** مازلت متمسكا بالأمل وواثق ثقة لا حدود لها فى نصر الله لى ولدى بعض المشروعات التى سأقدمها للجهات المختلفة لأثبت صحة اختراعى ولن أتنازل ولن أسمح لليأس والإحباط أن يتسلل إلى، فلدى الكثير من الدعوات لإلقاء محاضرة عن اختراعى فى بعض الجامعات العالمية منها اليابان وهناك مؤتمر عالمى يتم الترتيب له يعقد فى شهر يونيه برعاية دولة الإمارات يشارك فيه كبار علماء الأورام والسرطان فى العالم وقد تم توجيه الدعوة لى كى أكون محاضرا فى هذا المؤتمر الهام.