يقول الله عز وجل في كتابه العزيز… (( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون )) سورة الأعراف : آيه 58
الكلمة الطيبة تفتح القلوب وتجعل الآذان مصغية والنفوس مطمئنة وهي أساس للتربية السليمة والنفوس الواثقة……
مع صعوبة الحياة وكثرة الأعباء الملقاة على عاتق الآباء غابت الكلمة الطيبة، وغاب الحوار داخل الأسرة؛ وبالتالى أثر ذلك على نفسية الطفل فأصبحت بعض الأسر تعاني من ضعف شخصية أبناءها، سواء في مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة….
والسؤال هنا هو كيف أنمي شخصية ابني لتصبح أقوى ؟؟
***حقيقة الأمر غرس القوة في شخصية الطفل تبدأ بتثقيف الأبوين قبل الإنجاب؛ فالمجتمع بحاجة لأسرة واعية تعرف أصول وقواعد التربية الصحيحة، والتي ينشأ عنها جيلا سويا خاليا من المشكلات النفسية…
# فالطفل ذو الشخصية الضعيفة تظهر عليه علامات انعدام الثقة وهي كالتالي:-
1- فقدان الرغبة في القيادة..
فنجد الطفل دائم الابتعاد عن تقلد منصب القائد في الألعاب الجماعية حتى لو تم عرض الأمر عليه عدة مرات فلا يميل للمواجهة والقيادة.
2- عدم قدرة الطفل على رفض الأوامر الموجهة إليه، حتى وإن كانت على غير رغبة منه بالإضافة لعدم قدرته على إظهار مشاعر الحزن أو الفرح خوفا من غضب وسيطرة الآخرين وهذا مؤشر هام على سلبية الطفل الاجتماعية.
3- مبالغة الطفل فى مراعاة مشاعر الآخرين،فذلك وإن كان أمرا مطلوب ويجب مكافأته عليه إلا أن المبالغة إحدى علامات ضعف الشخصية حيث أنه من الممكن، أن تسبب للطفل الأذى النفسي من خلال قبول الإهانه لعدم قدرته الدفاع عن نفسه.
4- تخلي الطفل عن ألعابه بسهولة، فمعظم الأطفال في مقتبل عمرهم يتميزون بحرصهم الشديد على الألعاب التى يلعبون بها
فلا يرغبون أن تمس بسوء، ولكن من علامات ضعف شخصية الطفل في هذه المرحلة هي تخليه عن ألعابه بسهولة دون محاولة منه للتمسك بها، وإن كان شرطا أساسياً للتربية السليمة تعويد الطفل على مبدأ المشاركة ولكن هناك فرق كبير بين التخلي والمشاركة.
5- ميل الطفل للخجل فمعظم الأطفال في المراحل العمرية المبكرة والتي تسبق المدرسة يتميزون بقدر عالي من الجرأة والفضول وكثرة الأسئلة؛ الأمر الذي لا تجده في الطفل منطوي الشخصية والذي يتصف في هذه المرحلة بالخجل الشديد وعدم التواصل البصري مع الآخرين والاندماج معهم، بل قد يصل الأمر لحد البكاء عند التعرض لموقف يجبر فيه الطفل على التعامل مع الأشخاص الجدد…..
## وبالتالي فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي لضعف شخصية الطفل والتي يجب على الأسرة معرفتها :-
* التعامل مع الطفل بقسوة…
** كالضرب والإهانة وشتم الطفل وانتقاده فهذا الاسلوب يدمر نفسية الطفل ويشعره بالنقص والدونية.
** المقارنة بينه وبين أقرانه،،،، على الآباء مراعاة أن لكل طفل قدرات ومواهب مختلفه عن غيره، فالمقارنة تدمر شخصية الطفل وتؤثر على ثقته بنفسه.
** الحب المشروط… كأن نشترط الحب لأبناءنا بفعل معين مثل أنا لا أحبك لأنك فعلت كذا!!
أو سوف أحبك إذا استجبت لكلامي.
فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه وبالتالي عندما يصبح شابا لا يشعر بالانتماء لأسرته بل يبحث عن حب غير مشروط.
** التهديد المستمر واحباط الطفل…
فالتربية السوية هى تلك التي تغرس الثقة والتفاؤل في النفوس فتصنع الأجيال الواعية.
** استخدام العقاب وتخويف الطلاب من المدرسة سواء باستخدام الضرب من قبل المعلم أو من خلال التهكم على سلوك الطفل؛ فهذا يساهم في كراهية الطفل للمدرسة وانعدام شخصيته..
## فالشخصيات القوية تصنع من خلال :-
1- توفير البيئة والمحيط الإيجابي الذي يسمح للطفل بتحمل المسئولية في اختيار ملابسه وألعابه ومشاركته الحوار الأسرى.
2- العدل في المشاعر والمعاملة مع الأبناء عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )) وهذه إشارة لأهمية العدل، فغيابه يورث أمراضا خطيرة كالتمرد والعناد ورفض الطعام والتمارض كنوع من لفت الانتباه..
3- عدم القسوة في المعاملة حتى لا يدمن الطفل الكذب والخوف.
4- مكافأة الطفل عندما يظهر الشجاعة والإقدام في بعض المواقف..
5- إكساب الطفل المهارات اللازمة كممارسة الرياضة، وتشجيعه على القراءة وتعلم مهارة الإلقاء ليصبح قوي الشخصية.
6- أيضا فالوسط التعليمي له دور كبير في تشكيل شخصية الطفل، حيث أن اهتمام المدرسة بالأنشطة والرحلات يرغب الطفل بالدراسة ويكسبه العديد من المهارات أهمها الاندماج مع الغير والتعاون معهم.
7- تنمية الإحساس بالقيادة لدى الطفل..
عن طريق تشجيع الطفل أن يقود فريقه من الأطفال خلال اللعب؛ أو أن يشكل الأبوان فريق ويلعب الطفل دور القائد…
8- الاهتمام بنفسية الطفل…
عندما ينفصل الزوجين يجب ألا تكون تكون نفسية الأبناء هي الثمن الذي يدفع، فنجد الطفل يميل للانطواء متأثرا بهذه المشكلات والتي تؤثر سلبياً عليه.
## وأخيرا استخدام المرونة في التربية….
وهذه وصية سيدنا علي بن أبي طالب حيث قال {{ لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباءكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم }}…
فلنغرس في نفوس أبنائنا القيم والمبادئ التي لا تتغير، ونساعدهم في تطوير أنفسهم بمهارات تتغير كل زمان ومكان!!