على المرأة أن تستعد لشهر رمضان حتى لا يضيع من بين يديها بين مطبخ وعمل وعزومات وسهرات، فهو أيام معدودات علينا أن ندرك أهميتها، ونطمع في كسب ثوابها.
فعلي المرأة أن تدرك مدي أهمية الوقت عموماً، وفي رمضان علي وجه الخصوص، وكيف أنها يجب أن تحاسب نفسها علي الساعات، بل علي الدقائق لو أمكنها ذلك، وأن تستشعر أن الدقيقة الواحدة يمكن أن تنجز فيها أعمالا كثيرة صالحة، يقول الشاعر: “الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع”.
ومن الجميل أن تحاول كل امرأة أن تضع خطة خاصة بها لكل يوم وتذكِّر نفسها بما يمكن لها عمله، وتحدد أوقاتا مناسبة لهذه الأعمال.
ومن المعلوم أن أي عمل تحدد له وقتا فإنه ينجز بإذن الله، أما لو قررنا أن نعمل كذا ورغبنا في عمل كذا فقد تمضي الأيام ونحن لم نعمل شيئا.
وفي رمضان تحار المرأة بين المهام المنزلية، وعلي رأسها إعداد الولائم، وبين واجبها الديني وبالنهاية تشعر بأنها تخسر وقتها في رمضان، ولكن إذا علمت المرأة أنها تُؤْجَر علي عملها في المنزل، خاصة أن أغلب النساء لا يمكن أن تتفرغ للعبادة وتترك أعباء ومهام المنزل، فهذا من واجباتها أيضاً، وقد تمر علي المرأة ساعات طويلة في مطبخها قبل الغروب أو السحور، وعليها ألا تعد ذلك ضياعاً للوقت عليها، وأن تستحضر النية وتحتسب التعب والإرهاق لتعلم أن القائم علي الصائم له أجر عظيم، ثم عليها استغلال وقتها في أعمال المنزل بكثرة الاستغفار والذكر والدعاء وسماع القرآن والمحاضرات الدينية.
أيضا من المهم أن تربِّي المرأة نفسها علي كثرة التلاوة، فهي أفضل ما يمكن أن تشغل به الوقت في رمضان, بين الصلوات وبعد الإفطار, ثم تجعل لها مع أسرتها برنامجا لتحصيل الفوائد والغنائم في هذا الشهر، جلسات تربوية وذكر وتذكير بأحوال المسلمين، وتجاهد نفسها علي عمل الخير ولا تتصور أن كل ما تريد تحقيقه في هذا الشهر قد يحدث لنا سهلا، بل لابد من مجاهدة النفس وهي في رمضان أسهل من غيرها نظرا لضعف الشيطان ولقوة النفس بالصيام في هذا الشهر، ولتتخيل المرأة المسلمة أنها قد لا تصوم كل الشهر أو لا تصوم رمضان المقبل، فعليها باغتنام يومها الذي هي فيه تحيا، وتعمل كل ما في استطاعتها من خيرات.