تألمت كثيرا عندما رأيت شبابا يسقط وهو فى ريعان شبابه، يسقط وهو يدافع عن الأرض وعن العرض، يسقط وهو متمسك بكل حبة رمل، وانحدرت الدموع من عينى على الأمهات الثكلى التى تنزف على فلذة كبدها وينعصر قلبها في كل لحظة حسرة على وليدها، والآن يراودنى سؤال حائر في حنايا صدرى منذ وقت طويل: من أنتم؟! ما هذا الفكر المتحجر العقيم الذى تحيون به؟!
لقد انتبهت إلى أنكم مجموعة من الخارجين على نظام الدولة، مجموعة إرهابية تقوم بسفك الدماء البريئة وتدمر ممتلكاتنا.
يا أصحاب العقول الصدأة، ألم تسمعوا أن الإسلام هو دين السلام، أنتم لستم مننا ولا مثلنا، فالإسلام علمنا السلام وهى كلمة أمان بل هى كلمة رحمة للأنام.
لقد حرّم الإسلام قتل النفس وسفك دماء الأبرياء كما قال تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن المؤمن قد يُخطىء ويعود، وذلك إذا لم يقتل النفس التي حرم الله فقال النبى: (لن يزال المؤمن فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) فهل تنتمون حقا للإسلام؟
هل تنتمون إلى هذا الوطن الحبيب؟
لا وألف لا، أنتم لستم مننا ولا لكم صلة بوطننا، وقد لفظكم المجتمع والوطن، فإرهابكم ليس له وطن ولن يحيا على أرضنا، أنتم إرهاب بلا وطن لأننا لن نسمح بوجودكم بيننا.
ألم يحرِّم الإسلام ترويع الآمنين، ألم يحرم الإسلام مجرد الإشارة بالسلاح للآخر وترويعه؟! إن الفهم الخاطئ للدين قد يؤدي بالإنسان إلى محاولة فرض ما يعتقده بالقوة، ولكن الإسلام شرع لكل من تسوّل له نفسه نشر الفوضى وممارسة الإرهاب والإفساد في الأرض، حد الحرابة، فقال سبحانه: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يُقَتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
لذلك يجب تطبيق حد الحرابة على هؤلاء الخارجين على القانون وعلى المجتمع وعلى دين الإسلام، وتطبيق حد الحرابة لأن الحرابة لها وصفين كى تطبق، وهما محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض، وهذان الوصفان قد تحققا من أفعالهما الإجرامية والحرابة تتفق مع ما يسمى بالإرهاب فى عصرنا، لأن فى الإرهاب حمل السلاح وإخافة الناس وترويع الآمنين وقتل النفس التي حرَّم الله.
لذا يجب أن نستأصل هذا المرض العضال من سيناء الحبيبة ومن كل مكان فى أرضنا، يجب أن نقطعه ونقتلعه من جذوره، إن هذا الإرهاب لا وطن له ولن يعيش أبدا بيننا.
رحم الله شهداءنا الأبرار، وأنزل السكينة على أمهاتهم وذويهم، وجعل مصر فى رفعة وأمان إلى يوم الدين.