رغب الإسلام في العمل النافع الصالح، وأن أفضل الطعام ما كان من كد الإنسان وعمله، ففي الحديث: (ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ).
والله تعالى هيء الأرض لسعي الإنسان وكده، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) سورة الملك، آية: 15.
إلى جانب أن العمل يكف الإنسان عن الحاجة وذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، فقال: «اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله».
ولكن أهم شيء في الاختيار الصحيح للعمل هو ما يتلاءم مع قدرة الإنسان على للقيام بالعمل على اكمل وجه، بمعنى توفر الكفاءة لأداء هذا العمل، فكلما تحققت المهارة والكفاءة تحققت للإنسان المكانة والاحترام في العمل عند الناس وعند الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه) فاتقان العمل والاجتهاد في تحصيل المهارة فيه، هي التي ترفع قيمة الإنسان في أعين الناس.
الأمر الآخر هو نوعية العمل الذي اختاره، فلا يكون تحصيل المال فقط هو الدافع لقبول العمل دون النظر للاعتبارات الأخرى، فلا بد أن يكون العمل نافعا صالحا، لا يتضمن مخالفة شرعية؛حتى يكون أجره حلالا “فكلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتٍ فالنارُ أولى بِهِ”.
وعليه فالصبر في البحث عن عمل جيد نافع، أو قبول عمل قليل الأجر، أفضل بكثير من التسرع بقبول أعمال، لا ترضي الله تعالى، وتسبب لصاحبها الخزي في الدنيا والمساءلة يوم القيامة، والني صلى الله عليه وسلم يقول: “لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ منها: عن مالِه من أين اكتسبه وفيما أنفقه …”.
نسأل الله الهداية والتوفيق.