كلمة فى غاية الغرابة لكنها تحمل فى طياتها معنى كبير وعميق فأرجوا من الجميع أن ينتبه لما بين السطور فقد يكون كلامي غامضا بعض الشىء، لكن دعونى أسألكم على من العهدة يوم القيامة فى الحساب؟ هل على القلب الذى وافق وسكت ورغب فى فعل الذنب أم على العقل الذى خطط ودبر؟ لا تتعجلوا فى الرد ولكن…. تمهلوا وتفكروا ! فإنى أحتاج إلى إجابات حاسمة قاطعة لايشوبها أى تردد، والأن بعدما قطعتم شوطا من التفكير أعرض فكرة مقالى ثم أجيبكم بعد ذلك من المحاسب القلب أم العقل؟ هناك ظاهرة إنتشرت فى هذه الأيام وهى الهوس بالحصول على لقب الدكتوراه حتى يقال فقط الدكتور فلان ولا يهم كيف يحصل أحدهم على ذلك فقد يدفع مبلغا كبيرا ليحصل على هذه الدكتوراة المنتشرة الأن أو الفخرية أو أيما كانت ويأخذها فى غضون أشهر قليلة جدآ دون أن يسبق ذلك الحصول على الماجستير وماقبله من الدرجات العلمية ، متخطيا بذلك من أفنى سنوات وسنوات من عمره لكى يصل إلى هذه الدرجة العلمية العالمية من جامعات مرموقة ، وكأنه بذلك يسرق مجهود وسنوات الآخرين الذين ضحوا بأوقاتهم وبذلوا الجهد المضنى والغالى والنفيس لكى يصلوا إلى تلك الدرجة العلمية الرفيعة، والآخرين أرادوا أن يحصلوا على لقب دكتور دون أى مجهود يذكر فعلوه أو قدموه، والسؤال الأن العهدة على من ؟ هل على الذى سهل الحصول على تلك الشهادة فى أشهر قليلة جدآ وتم أخذ المال مقابلها، أم العهدة على من سعى لفعل ذلك وهو لايملك سنوات وسنوات من العلم ثم أراد بهذا أن يتساوى مع من تفوق وعانى الكثير لكى يصل للطريق المرتقب، لذا أردت أن أسأل من المحاسب القلب الذى رغب وتمنى الحصول على هذه الدرجة وولع بها حتى بات يحلم أنه حقا دكتور وصدق نفسه ، أم العقل الذى خطط ودبر لشراء تلك الشهادة المزعومة التى في الواقع لاتحمل أى علم معها، وإليكم المفاجأة أيها السيدات والسادة، إن العهدة فى هذا الأمر على القلب ، حقا؟ لقد تصور البعض أن العهدة على العقل الذى خطط ودبر، لكن لما قرأت قوله تعالى( لهم قلوب لا يفقهون بها ) أدركت أن القلب هو حقيقة الإنسان وأنه هو المخاطب من الله وهو المحاسب ولأنه هو صاحب النية التى قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى ) فكيف كانت نية من أخذ حق ليس من حقه واشترى شهادة دون أن يعرق سنوات وسنوات حتى يصل إليها، حقا ان القلوب التى فى الصدور قد لاتكون مدركة الحقيقة الغائبة عنهم، لأن الله تعالى ذم كل من لايدرك بفهمه أنه يأخذ حق ليس من حقه فقال تعالى( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) لذا إذا سار العبد وراء شهواته وتحايل عليها ولم يستطع أن يفكر فى موقف عظيم سيحاسب فيه وصار مندفعا وراء شهواته، فسوف يظل هكذا مندفعا فى الحياة وراء كل شهوة تشتهيها نفسه لأنه لايستطيع أن يتحكم فى غرائزه، وبما أن القلب هو ربان السفينة وهو الذى يقودها ويحركها وله أعوان يعينوه على ذلك وهم جنوده كاليد التى دفعت المال والعين التى أبصرت الخداع واللسان الذى نطق وادعى الكذب والأذن التى سمعت والقدم التى سعت لطريق غير طريق العلم فهم جميعا يخدمون القلب ولا يتمردون عليه فهم تحت تصرفه خدام عنده مجبورين على طاعته، وعندما يأمرهم بشىء لابد أن ينفذوا ، لذا العهدة والحساب سيكون على كل قلب لايتقى الله فى نفسه حتى ينسب إليها ما ليس من حقه، ودعونى أقول لهؤلاء أين العلم الذى عندكم وحصلتم عليه حتى يقال الدكتور فلان وهو لايفقه شىء حتى يخاطبه الناس بذلك، إنتبهوا ثم انتبهوا ألم تسمعوا قول النبى صلى الله عليه وسلم( من غشنا فليس منا )