من رحمة الله بعباده أن جعلها خمسة فى العمل .. خمسين فى الأجر
د. أحمد عبد الهادى: لا خيـر فى ديـن لا ركـوع فيـه
الشيخ حسن شحاتة: أعظم صلة مع جبار السماوات والأرض
د. محمد منصور: فرضها الله فى السماء دلالة على عظيم مكانتها وأهميتها
أدار الندوة:
إبراهيم نصر
تابعها: محمد الساعاتى
تصوير: عادل حسام
أكد العلماء المشاركون فى ندوة وزارة الأوقاف وصحيفة “عقيدتى” أن من رحمة الله بأمة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جعل الصلاة فى اليوم خمسة فروض فى العمل، وخمسين فى الأجر، وأن الله تعالى قد فرض الصلاة فى السماء ولم يفرضها فى الأرض كبقية العبادات، للدلالة على عظمتها وعظيم أجرها ومكانتها فى الإسلام، وأن جميع الأنبياء أمرهم الله بإقامة الصلاة ودعوة أتباعهم لإقامتها، وأنها أعظم صلة مع جبار السماوات والأرض، وأن الدعاء فى الركوع أثناء الصلاة أقرب إلى القبول والإجابة.
قالوا: إن الصلاة مجلبة لمحبة العباد ومحبة رب العباد، ولا يخلو منها دين من الأديان، ولا خير فى دين لا ركوع فيه، و من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا وطهارة ونجاة يوم القيامة، والله سبحانه وتعالى يتقبل الصلاة ممن تواضع بها لخلقه، وقد خص الله الصلاة بكثير من الفضل والفضائل على بقية الفرائض، ويكفر الله بها الذنوب جميعها إلا الكبائر.
أقيمت الندوة برعاية كريمة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بمسجد المهند بالقاهرة الجديدة بمحافظة القاهرة، تحت عنوان: الصلاة ومكانتها فى الإسلام وأدارها الكاتب الصحفى الزميل إبراهيم نصر مدير تحرير “عقيدتي”، وحاضر فيها كل من: الدكتور أحمد عبد الهادي على حسن مدير إدارة المراكز الثقافية بديوان عام وزارة الوقاف، والشيخ حسن شحاتة عضو إدارة الإرشاد ونشر الدعوة بديوان عام الوزارة.
وفى بداية الندوة رحب الدكتور محمد منصور هبالة إمام وخطيب مسجد المهند، بالعلماء المشاركين فى الندوة موجها الشكر لفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على رعايته لهذه الندوات، كما وجه الشكر لجريدة “عقيدتى” على دورها المتميز فى نشر الدعوة وتصحيح المفاهيم، مشيرا إلى أن فرض الصلاة على أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان فى السماء ولم يكن فى الأرض دلالة على عظيم مكانتها وأهميتها فى الإسلام.
الركن الثاني
وفي كلمته بالندوة قال الدكتور أحمد عبد الهادي: إن الصلاة في الإسلام هى الركن الثانى من أركانه الخمسة التي لا يتم إسلام المسلم إلا باستجماعها، وهي ركن لم يخل منه دين من الأديان، لأنها في أساسها الصلة الروحية التي تربط بين العباد وربهم، وقد تحدث القرآن عن أنبياء الله كيف كانت الصلاة أجلى مظاهر عبوديتهم لله، يعرف ذلك خصومهم قبل أتباعهم، فنبي الله شعيب حين عتب عليه قومه ما يرونه من معاندته لهم وعدم موافقته لهم على انحرافهم لم يجدوا أظهر من الصلاة عبادة عرف بينهم بالحرص عليها والمواظبة على أدائها فقالوا: “يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا” [هود: 87]، وحين نادى الله كليمه موسى من جانب الطور الأيمن وقربه نجيا، كان أول ما أمره به في هذا المقام العظيم أن يقيم الصلاة، قال تعالى: “فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعَبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي” (طه: 14).
أما عيسى عليه السلام فكان من جملة ما قاله في المهد: “إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاة وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا” (مريم: 30، 31)، مما يدل دلالة واضحة على أثر الصلاة في تنشئة الصبي والطفل على الاستقامة الخلقية والسلوكية منذ الصغر. وقبل هؤلاء جميعا كان أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وقد أودع ابنه البكر إسماعيل أمانة عند البيت الحرام في واد غير ذي زرع يدعو الله بأرجى دعوة عنده وهي أن يجعل ولده وذريته ممن يقيمون الصلاة، مما يدل على أثر الصلاة في إقامة العمران وصلاح حال البلاد والعباد قال تعالى يذكر دعوة أبي الأنبياء إبراهيم: “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحْرِمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ” [إبراهيم: 37].
مكانة عظيمة
أضاف الدكتور أحمد عبد الهادي: إن ما ذكر يدل على عظم مكانة الصلاة في الإسلام، ولقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأخذ الناس باللين في مبدأ أمرهم ودخولهم في الإسلام، ولكنه لم يكن ليقبل من قوم أن يدخلوا في الإسلام دون التزام بالصلاة. فتذكر كتب السير عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَن رسول اللَّه صلى الله علَيه وسلم حين جاءه وفد ثقيف أَنزلَهم في قبة في المسجد ليكون أَرق لقلوبهم فاشترطوا عليه حين أَسلَموا أَن لا يحشروا ولَا يُعشروا ولا يجبوا، فقال رسول اللهِ ـ صلى الله علَيه وسلم ـ: (لكُمْ أَلَّا تُحْشَرُوا وَلَا تُعْشَرُوا وَلَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ).
أوضح أنه قد جاء في شرح الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلهم المسجد بحيث يروا الصحابة يخشعون في صلاتهم، فيكون في ذلك رقة لقلوبهم، وتليين لها، وقوله: طفاشترطوا عليه ألا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا” معناه: أنهم لا يحشرون للجهاد والقتال، ولا يؤخذ من أموالهم العشر أو نصف العشر زكاة، (ولا يجبوا) أي: لا يصلون، فالتجبية هي الركوع، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقرهم ألا يحشروا ولا يعشروا، ولكنه قال: (ولا خير في دين لا ركوع فيه) يعني: الصلاة ما وافقهم على تركها، وذلك لأن الصلاة تكون في الحال وليست متأخرة كالزكاة، فإنها لا تجب إلا بعد مضي حول كامل إذا بلغت أموالهم نصاب الزكاة، وفي هذه الفترة يحصل منهم التفكر في الإسلام فيزكون، وكذلك الجهاد إذا مضت فترة سيحصل أن يدعوا للجهاد فيجاهدوا، بعد أن تكون الصلاة قد أحكمت صلتهم بالله وهم يؤدونها في اليوم والليلة خمس مرات ويكون الإيمان قد خالط بشاشة قلويهم، والله أطلع نبيه أنهم سيتصدقون وسيجاهدون إذا أسلموا.
وصية الرسول بالصلاة
أضاف الدكتور عبد الهادى: وإنك تجد المسلمين في الصدر الأول يدركون أهمية الصلاة في الإسلام لما كانوا يرون من عناية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشأنها، ولما كانوا يستشعرونه من أنفسهم من شديد الحاجة إلى الصلة الدائمة بالله وهم يخوضون غمار الحياة بمسئولياتها ومشاقها ومتاعبها، ومما يدل على شديد عناية رسول الله بأمر الصلاة وما لها من كبير الأثر في حياة الأمة أن لسانه لم يزل يكرر الوصية بها في لحظاته الأخيرة وهو يودع الحياة، حتى توقف لسانه الشريف عن الكلام ولا زال صدره يتلجلج بالوصية بها، فعن أَنَسٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ. حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يُغَرْغِرُ بِهَا صَدْرُهُ، وَمَا يَكَادُ يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ (مسند الإمام أحمد، وسنن ابن ماجة).
لا تسقط أبدا
ثم تحدث الشيخ حسن شحاته عن أهمية الصلاة فى الإسلام فقال: ولأهمية الصلاة في حياة المسلم الروحية والاجتماعية والخلقية والسلوكية نجدها لا تسقط عن المسلم أبدا ما دامت به حياة، وما لم يزل عنه عقله أو حسه، فإن أصابه مرض صلى على الهيئة التي يتيسر له فيها أداؤها، لكنها تظل واجبة عليه لا يسقطها إلا الموت، فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَنِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ
فَعَلَى جَنْبٍ (صحيح البخاري)، وكان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يهتمون لأمر الصلاة لآخر رمق في حياتهم ما ترددت أرواحهم في أجسادهم، وكانت الصلاة أغلى ما يتعلقون به من أمر هذه الدنيا قبل أن يخلفوها وراء ظهورهم، ولو كانوا في حالة تنزف فيها دماؤهم، ويشرفون فيها على الموت، فعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في الصلاة حمله الصحابة مغمى عليه، يقول الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ حَمَلْنَاهُ فَأَدْخَلْنَاهُ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَجَعَلْنَا نُنَادِيهِ نُنَبِّهُهُ وَجَعَلَ لَا يَنْتَبِهُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنْ كَانَ لَيْسَ يَنْتَبِهُ فَاذْكُرُوا لَهُ الصَّلَاةَ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، فَفَتَحَ عَيْنَهُ وَقَالَ: الصَّلَاةُ الصَّلَاةُ هَآ اللَّهِ إِذًا وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ.
تصل الإنسان بخالقه
أضاف فضيلة الشيخ حسن شحاتة: والصلاة تقوّم الأخلاق وتزكي السلوك وتعلم الإنسان الالتزام والمراقبة والروح الجماعية، والصلاة أيضا من الدعاء والاستغفار، فهي تصل الإنسان بخالقه دون انتظار لإذن أو خوف حجاب فأنت تتوضأ وتقدم على ربك متى أحببت تشكو إليه همك وتبثه ألمك، وتسأله أن يزيل بلواك:
كفاني فخرا أني عبد..
يحتفي بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز ولكن..
أنا معه متى وأين أحب
وقال أحد الصالحين إذا أردت أن تكلم ربك فادخل في الصلاة وإذا أردت أن يكلمك ربك فاقرأ القرآن، ومن بركات الصلاة أنها ستر وحماية للإنسان من شرور الإنس والجان، فعن جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (صحيح مسلم)، وفي شرح النووي على صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله قيل الذمة هنا الضمان وقيل الأمان، وجاء في شرح الحديث قوله: في ذمة الله أي: في أمان الله تعالى وعهده. قوله: فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء، يعني: مَن صلى الصبح فلا تُلحقوا إليه مكروهًا، فإنكم لو ألحقتم إليه مكروهًا فقد نقضتم عهد الله تعالى فيه.
مدد روحي
ويستطرد فضيلة الشيخ حسن قائلا: الصلاة في الحياة مدد روحي يشعر الإنسان دائما أنه يأوي إلى ركن شديد هو ركن الله عز وجل، يشد أزره ويأخذ بناصره ويثبته عند الشدائد ويمده بالصبر والرضا، لذا فأنت تجد القرآن الكريم يأمرنا أن نستعين بالصبر والصلاة قال تعالى: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ” (البقرة: 45).
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَقَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا ؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلاَ بُرْهَانٌ، وَلاَ نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ،
وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ (مسند الإمام أحمد).
وقَالَ مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ؟ أَوْ قَالَ قُلْتُ: بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ، فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَقَالَ: “عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً”
تقام ولا تؤدى
واختتم فضيلة الشيخ حسن شحاتة بقوله: إن الصلاة لا تؤدى وإنما تقام لتؤتي ثمارها، حيث وردت الصلاة مع لفظ الإقامة حوالي 48 مرة ، وما جاء التعبير عنها بالإقامة إلا للإشعار بأن تأديتها لا يكون على النحو المطلوب إلا إذا كانت على الوجه الأكمل من القيام بأركانها، والعمل بروحها بعد إقامتها، فليس من إقامة الصلاة أن أخرج من المسجد فتتناقض تصرفاتي مع روح الصلاة، فتسوء خلقي ويضيق صدري وتخف أمانتي قال تعالى: “إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ” (الْعَنْكَبُوتِ: 45).
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: «مَنْ لَمْ تَأْمُرْهُ صَلَاتُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا (شعب الإيمان للبيهقي).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم ـ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: “إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ الصَّلاةَ مِمَّنْ تَوَاضَعَ بِهَا لِعَظَمَتِي وَلَمْ يَسْتَطِلْ عَلَى خَلْقِي وَلَمْ يَبِتْ مُصِرًّا عَلَى مَعْصِيَتِي وَقَطَعَ نَهَارَهُ فِي ذِكْرِي وَرَحِمَ الْمِسْكِينَ، وَابن السَّبِيلِ وَالأَرْمَلَةَ وَرَحِمَ الْمُصَابَ، ذَلِكَ نُورُهُ كَنُورِ الشَّمْسِ أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي أجعل له الظُّلْمَةِ نُورًا وَفِي الْجَهَالَةِ حِلْمًا وَمَثَلُهُ فِي خَلْقِي كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ فِي الْجَنَّةِ.