سألنى أحدهم ما هذا الذى نعيش فيه ؟ ولماذا أصبح الناس هكذا ؟ لقد رأيت الكثير من أشباه الرجال ونساء عاريات يتفنن فى إظهار ما يستطيعون من محاسنهم، ثم باغتنى بسؤال لماذا لم نكن مثلهم ونحن صغار ،لقد كنا نخاف الله ونخاف والدينا حتى أباء أصدقائنا كنا نحسب لهم ألف حساب ؟ سكت برهة ثم قولت له الزمن أصبح غير الزمن فهذه الأجيال التى نراها تريد الدنيا ولا تهتم بالآخرة، أصبح شغلهم الشاغل ماذا يلبسون وماذا يأكلون حتى أنى رأيتهم يغيرون مسميات الطعام ومسميات الملابس وكل شيء له إسم مستمد من الغرب وإذا تحدثنا بلغتنا العربية الأصيلة التى يحاولون طمسها، عندها نصبح جهلة لا نستطيع أن نواكب العصر الذى يعيشوه ، أيها القراء الأعزاء إن الزمان هو الدهر الذى نعيش فيه وهو لم يختلف ولكن الذى اختلف هم البشر ،لم تعد هذه الأجيال مثل الماضى لقد أصبح الكثير منهم عندهم جحود ونكران للجميل لما يفعله الأباء غير طبيعى، باتوا يتفننون فى إدخال التعاسة على أبائهم بكل الطرق وأصبح التبجح والصوت العالى هو سمة العصر، أذكر رسالة جائتنى من إحداهن تقول لى إبنتى تدخل البيت وأنا أجلس أمامها فلا تلقى علي السلام، وأخرى تقول إبنى يدخل البيت ويخرج دون أن يخبرنى وأنا فى حجرتى بالبيت، ورجل يشتكى من أبنائه أنه يعيش فى بيته مع أولاده ولكنه يشعر بالغربة فلا أحد يسأل عنه فكل واحد منهم يدخل البيت يلقى السلام ثم يغلق عليه باب حجرته ولا يسأل أحدهم عن والده فهم مشغولون وقد أوجدوا له خادم يلبى إحتياجاته فهم غير مقصرين، أخواتى الأعزاء إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على ما وصلنا له من عدم توقير الأباء والأمهات ومن قلة الحياء والخوف من الله تعالى ومن قلة المروة والشهامة التى كنا نراها سابقاً، لقد أصبحنا نرى أشياء لم نكن نتوقعها ونرى الناس صامتة والكل يقول نفسى نفسى وكأن لسان حاله يقول لست من سيغير الكون ، أعزائى القراء أتدرون لماذا العالم كله تنزل عليه الأوبئة واحدا تلو الآخر بهذا الشكل المخيف؟ أتدرون لماذا عاد الوباء لنا وينتشر بسرعة مخيفة حتى وإن كان أقل حدة من السابق لأن الناس مازالت كما كانت لم تتأثر بما حدث فى السنون البسيطة السابقة، لن يرفع الوباء عن الأمة إلا عندما نعود إلى الله ونكون مؤمنين، فنحن مسلمين ولو كنا مؤمنين لنصرنا الله تعالى ، إذا رأينا الباطل وسكتنا فلن ننجو هكذا، عباد الله يقول سبحانه( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) أرأيتم طريق الفلاح شرطه هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، شدوا على أبنائكم وجاهدوا فى إصلاحهم حتى نكون حقا خير أمة أخرجت للناس ونعود لزمن كان فيه الناس يتعاملون بالكلمة ويوفون بالعهود ويقفون بجانب الضعيف وينصرون المظلوم ويشدوا على يد الظالم ويتعاملون بالرفق واللين وييسرون حاجة الناس دون تعنت، ليتنا نعود فقد أختلف البشر ولم يختلف الزمان.