وسط استعدادات غير مسبوقة.. بدأ أمس مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث افتتح سيادته أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ (COP27) والتي تستمر حتي 18 من هذا الشهر بمشاركة دولية واسعة من مختلف أنحاء العالم ذلك الحدث الأبرز بشأن تغير المناخ.
رسمت كلمة السيد الرئيس أمس ملامح خريطة الطريق نحو المستقبل الأفضل للشعوب والإنسانية جميعاً خاصة فيما يتعلق بسبل وآليات تنفيذ الشعارات والتعهدات السابقة وتحويلها لحلول والتزامات حقيقية ملموسة.
إن حضور مثل هذا الكم الهائل من الرؤساء والزعماء لهذا المؤتمر والذي يزيد عددهم عن 120 رئيساً وزعيماً يعد شهادة دولية لمصر أمناً وأماناً واستقراراً واستقبال الرئيس لهذا العدد يضع مصر في مكانتها التاريخية الهامة.
وما قاله السيد الرئيس علي صفحته الرسمية يجسد بكل وضوح رسالة وأهداف قمة المناخ والتي تأتي في توقيت حساس وبالغ الدقة في ظل ما يتعرض له عالمنا من أخطار وجودية وتحديات غير مسبوقة تؤثر علي البقاء والحياة والعيش علي هذا الكوكب في ظل ظواهر مناخية تشكل خطراً داهماً وأيضا ارتفاع الانبعاثات وتداعياتها علي المناخ والبيئة سواء في شكل فياضانات وأعاصير وبراكين وزلازل وسيول ودرجات حرارة مرتفعة تؤثر علي جميع الكيانات بمن فيها البشر وعناصر ومكونات حياتهم.
والحقيقة نحن أمام مخاطر جمة لا تهدد دولة بعينها ولكن تهديد للبشر والكوكب الذي يعيشون عليه فارتفاع حرارة الأرض يؤدي لكارثة محققة وهلاك واضح سوف يؤثر علي الانسان والحيوان والحجر والبشر والمحيطات والبحار والثروات ومستوي الأمن والاستقرار وقد وصفت الدولة المصرية خارطة طريق تعمل في مسارات متوازنة لمواجهة تحديات التغير المناخي خاصة في ظل التوسع في مشروعات الاقتصاد الأخضر وتنمية وتنوع مصادر الطاقة المتجددة سواء من الشمس أو الرياح أو المياه أو إنتاج الهيدروجين الأخضر والذي يمثل مستقبلاً واعداً للدولة المصرية واقتصادها.
وأمام هذا الحشد الهائل من الرؤساء والملوك والزعماء الذين جاءوا إلي أرض السلام هل ينجح المشاركون في وقف الأسباب التي وصلت بالكرة الأرضية إلي هذه الدرجة من المخاطر؟! وهل تقدم الدولة المتقدمة التكنولوجيا لانقاذ الدول الفقيرة من الجفاف والسيول والتغيرات المناخية!!
إننا نتمني أن تتحول الوعود من الدول الكبري إلي واقع ملموس في ظل توقيت حساس ودقيق يواجه كوكب الأرض ويتعلق بحياة البشر.
>>>
وختاماً :
قال تعالي: «وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
صدق الله العظيم سورة البقرة (195)