فتحي الدويدي
أكَّد د. شوقي علام مفتي الجمهورية، أهمية التكامل بين الفتوي والعلوم المختلفة وعلى رأسها العلوم الاجتماعية ، لتأسيس خطاب ديني متطور، وخاصة أن القائم بالإفتاء يحتاج أن يسلك مسلكا علميا لتأسيس فتواه وخطابه الديني على العلوم المختلفة، وهذا التكامل ضرورة شرعية ووطنية، والمؤتمر الذي نظمته دار الافتاء مؤخرا حول”الفتوى والتنمية المستدامة” يؤكد هذه العلاقة الوطيدة بين الفتوي والعلوم الاجتماعية.أ
وضح خلال مشاركته في الحلقة النقاشية التي نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، بعنوان “الفتاوى الدينية وقضية تنظيم الأسرة”أهمية الجدية والوعي والتخطيط في معالجة القضية السكانية لتحقيق التنمية المنشودة، وهذا يتطلب تكاتف جميع الجهات للتعامل معها بما يصب فى صالح الوطن، وقد أطلقت دار الافتاء مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “# تنظيم- الأسرة- جائز ” ولاقت تفاعلا بين المتابعين الذين وصل عددهم علي الحسابات الخاصة للدار إلى أكثر من ١١ مليون متابع تم تعريفهم أن تنظيم الأسرة من الأمور المشروعة والجائزة شرعا لأن الاسلام يدعو للارتقاء بالمجتمع والأسرة؛ وهناك توافق بين جميع النصوص الشرعية فى هذا الشأن .
أوضحت د. هالة رمضان مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، اهتمام المركز بمناقشة بحث مختلف القضايا المجتمعية وأهمها قضية تنظيم الأسرة وأثر الفتوى على الجمهور ومصادر هذه الفتاوى الدينية المتعلقة بهذه القضية ، والدراسة التي يتم عرضها في الحلقة النقاشية تكشف العلاقة أهمية الخطاب الديني في التأثير على المجتمع .
في دراستها أكدت د. أسماء فؤاد استاذ الإعلام المساعد بالمركز، أن الفتاوى الدينية من أهم مصادر المعلومات الدينية؛ لذا يلزم من يتصدى لها أن يكون على دراية كاملة بالكتاب والسنة وعلى علم تام بالحكم الشرعي ، كما أن هناك علاقة وثيقة تربط بين الخطاب الديني وتنمية المجتمعات؛ حيث تؤثر الفتاوى في تفكير الأفراد ووعيهم ومعتقداتهم بشكل مباشر حول القضايا المجتمعية عامة وفي مقدمتها المشكلة السكانية وتنظيم الأسرة .
تناولت الدراسة مصادر معرفة المواطنين بالفتاوى الدينية الخاصة بتنظيم الأسرة، ومدى قبولها لدى المجتمع؛ وهو ما يأتي في ضوء تعقد وتشابك الأفكار التي يتم تصديرها حول تنظيم الأسرة من مصادر متعددة، ارتكازا على أساليب واستمالات اقناعية متباينة، بعضها يعمد إلى ترسيخ فكرة تحريم تنظيم الأسرة في أذهان العديد من الفئات المجتمعية، ومن ثم تزداد صعوبة المهام الملقاة على عاتق المؤسسات التي من شأنها المساهمة في مواجهة وتغيير الافكار المغلوطة المترسخة في أذهان الكثير من المواطنين حول تحريم تنظيم الأسرة والتي تسهم في غرسها العديد من العوامل والتي من أبرزها العادات والتقاليد والفتاوى الدينية غير الرسمية ومعرفة مدى التفاعل الجماهيري معها والقبول المجتمعي لها .
أكدت د. أماني السيد مدرس الإعلام بالمركز أن التلفزيون والراديو يحتلان المرتبة الأولي لمصادر المعلومات الدينية ثم خطب الجمعة ثم وسائل التواصل الاجتماعي، لهذا لابد من التوعية بالفتاوى الدينية التي تصدر من الأزهر والأوقاف ودار الافتاء لما تتمتع به تلك الجهات من مصداقية وحيادية، مع الاعتماد على الأدلة الشرعية ممثلة في كتاب الله وسنة رسوله، واعادة النظر في الحملات الخاصة بنشر الوعى بالفهم بصحيح الدين في الأمور الشائكة والقضايا ذات الخصوصية كقضية تنظيم الأسرة، وتعاون المؤسسات الدينية في التخطيط والإعداد للحملات التوعوية؛ والتكامل بين مؤسسات المجتمع المعنية والاستفادة من التطور التكنولوجي والمعلوماتي في ظل الكم الهائل من المصادر المعرفية الدينية التي يتعرض لها الجمهور في الوقت الراهن.