كتب : فتحي الدويدي
مع انطلاق فعاليات نهائيات بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، والتي تستضيفها دولة قطر ، ابدت الجماهير المصرية، وغيرها من الجماهير بل الرياضيين الدولين حزنها من عدم مشاركة منتخب مصر في هذه النسخة، خاصه مع المستوي غير المتوقع لبعض الفرق العربية والافريقية في الأدوار التمهيدية.
لكن من قال: أن مصر أم الدنيا قد غابت عن هذه النسخة؟
فرغم غياب المنتخب المصري عن هذه النسخة من البطولة الابرز عالميا إلا أن مصر تواجدت بقوة في هذا المحفل الدولي من خلال تميز شبابها المشاركين في هذا الحدث العالمي في مختلف الأنشطة الادارية والفنية باللجنة المنظمة.
ويأتي الخطاط المصري الشاب حاتم عرفة على رأس قائمة المصريين المتميزين الذين شاركوا بابداعاتهم في نجاح هذا الحدث من خلال مشاركته في تصميم العملات التذكارية التي اصدرتها دولة قطر بهذه المناسبة.
عملات تذكارية
يحكي الخطاط الشعب حاتم عرفة لعقيدتي عن تجربته في تصميم العملات التذكارية الخاصة ببطولة كأس العالم قائلا:، هذه العملات أصدرها مصرف قطر المركزي؛ ونفذها شركة ألمانية صاحبة امتياز صناعة العملات التذكارية لبطولة قطر ٢٠٢٢ ، حيث تواصل معي فريق العمل الخاص بالعملات مع بداية عام 2021، والذي اطلع على أعمال كبار الخطاطين على مستوي العالم؛ وقد كنت صاحب الحظ الاوفر بعد اختياري لهذه المهمة من بين عشرات من كبار الخطاطين، حيث تم الاتفاق لتصميم خطوط تظهر الهوية العربية للبطولة بكلمات سهلة ومعبرة، وتوضح جمال الخط العربي وإمكانات حروفه من خلال أشكال متنوعة، يسهل معها ترجمتها إلى الإنجليزية، حيث صممت هذه العملة باللغتين العربية والانجليزية .
فكرة مشجعة
واصل عرفة حديثه: لست من الشغوفين بكرة القدم ، لكن رغم ذلك تحمست للفكرة؛ التي ستكون فرصة لنشر رسالته من خلال كأس العالم الحدث الابرز على مستوي العالم، والتأكيد أن الفنون والزخرفة الاسلامية والخط العربي لديهم القدرة على الابداع في مجالات متعددة .
وقال : عقب الاتفاق مع الشركة التي منحت لى صلاحيات كاملة
لاختيار تصميم الأفضل: لتبدأ مرحلة وضع الخطوط الأولى لتنفيذ الفكرة، بعد الاتفاق مع الفريق على على اختيار طريقة “التسويد” أو “الأمشاق”، التي يتقنها الخطاطون، وتعتمد على تكرار الكلمة بأحجام وأنساق لاتصال الحروف، كأسلوب
أمثل يناسب الفكرة.
وتابع : عقب الاتفاق بحثت عن كلمات ومصطلحات شائعة في مباريات كرة القدم، وتوظيفها بشكل فني يظهر جماليات حروف اللغة العربية وحسن تفاصيلها للمتلقي سواء الذي يفهم اللغة العربية أو كان أجنبيا ولا يجيد قراءة اللغة العربية.
وأشار إلى أن التصميمات كانت تعرض على الشركة المنفذة ، والتي بدورها تعرضه على مصرف قطر المركزي والاتحاد الدولي لكرة القدم لابداء الرأي حتي تم اعتماد الخطوط النهائية في أغسطس 2021؛،حيث بدأ فريق التصميم في التصميم النهائي واضافة بعض الزخارف ورسومات للملاعب التي تقام عليها البطولة ، لتخرج هدهد العملات بالشكل الذي نال اعجاب الجميع .
رحلة طويلة
وحول بداياته مع فن الخط العربي والزخارف الإسلامية :قال خلال عام ٢٠٠٨ اتجهت لتعلم الخطوط العربية من أجل انجاز بعض التصميمات التي تتطلب استخدام الخط العربي مثل أغلفة الكتب؛ حيث كانت بداياتي قبلها بثلاث سنوات مصمما للجرافيكس.
وأكد عرفة أنه وجد نفسه مع الخط العربي والفنون؛ لذلك سعي لصقل مهارته وتطويرها بتكثيف الدراسة المتخصصة في جامعات خاصة بالفنون الاسلامية في عدد من الدول ذات الاهتمام بالخط العربي.
وأضاف : عقب انتهاء الدراسة بدأت في ٢٠١٢رحلة الاحتراف في الخط العربي والفنون والزخارف الاسلامية؛ وتنفيذ العديد من المشاريع الفنية في دول عدة، وقد حرصت أن تمزج أعمالى بين الأصالة والقواعد الكلاسيكية للخط العربي وبين الابتكار في التنفيذ واستخدام تقنيات فنون التصميم الحديثة، ولعل من أهم الاعمال خطوط العملات التذكارية لكأس العالم؛ سبقها تصميم الشعار الخاص بلعبة الكترونية؛،كما صممت الزخارف وخطوط الآيات القرآنية لأحد المساجد بالولايات المتحدة الأمريكية، هذا اضافة الي العمل التقليدي في كتابة اللوحات.
وحول مستقبل الخط العربي يري أن الفترة الحالية ورغم الصعوبات التي يمر بها الخطاطين؛ يشهد الخط العربي رواجا وانتشارا على مستوي العالم ، وانتشار مسابقات دولية في الخط العربي؛ مؤكدا ان الخط العربي جزء أصيل من الحضارة الاسلامية والعربية، والحفاظ عليه حفاظ على الهوية.
وطالب بالاهتمام بالخط العربي بشكل أكبر من خلال تعليم الخط من خلال كليات متخصصة بالجامعات المصرية، وعدم الاكتفاء بمدارس الخطوط الموجودة حاليا.
وتساءل: كيف لمصر وهي دولة لها تاريخا وحضارتها وتميزها في هذا المجال لا توجد بها دراسة جامعية متخصصة في الخط العربي؟، فمصر ليست أقل من دول أخري توجد بها هذه الجامعات المتخصصة بالخط والزخارف الاسلامية.
وختم قائلا : الخط العربي يحتاج اهتماما اكثر من ذلك ، وحماية الحقوق الفكرية للخطاطين.