– د. فتحية الحنفي : مخالف لثوابت الدين .. ويعد من باب الزنا
– د. ابراهيم محمد : تعدد الأزواج للزوجة .. فكرة عبثية
– د. حسام شاكر : محاولة للبحث عن التريند
تحقيق : هالة السيد موسي – مروة غانم
أثار إعلان سيدة تونسية الزواج من رجلين في آن واحد، حالة من الاستنكار والاستهجان لدي الرأي العام الذي اعتبروه نوعًا من التحريض على مخالفة تعاليم الشريعة الإسلامية، وتحد لتعليم جميع الأديان التي تتفق على أنه لا يجوز للمرأة أن يطأها غير زوجها.
وتستغل السيدة التونسية التي تدعي سندس ثغرة في القانون ببلادها تتيح لها الجمع بين زوجين في آن واحد ؛ حيث لا يوجد نص في القانون التونسي يعاقب المرأة على تعدد الأزواج .. حيث تؤكد ” سندس ” أن الرجلان موافقان على الارتباط بها و الزواج منها لافتة إلى أنها ستتزوج من الثالث والرابع.
وكانت مصر شهدت مصر بعض حوادث الجمع بين زوجين ولكن دون إعلان.. ففى منطقة 15 مايو اتهم زوج شريكة حياته بالزنا والجمع بين الزوجين عقب ضبطها فى وضع مخل مع عشيقها وبمواجهة الزوجة قالت : “أنها متزوجة منه عرفيا” ! وأخرجت من حقيبتها ورقة تفيد ذلك فوجهت لها المحكمة تهمة الزنا والجمع بين زوجين فى وقت واحد .. وفى منطقة منشأة ناصر جمعت سيدة أخرى بين زوجين بعدما هربت من زوجها بمحافظة الاسماعيلية مع جارها وتزوجا بورقة عرفى فى منشأة ناصر .وفى مدينة الغردقة تم إلقاء القبض على سيدة فى نهاية العقد الثانى من عمرها والتى تزوجت رسميا من شاب وتعرفت على أخر عبر مواقع التواصل الاجتماعى وتزوجت منه بعقد عرفى رغم استمرار زوجها من زوحها الأول .
هوس التريند
علماء وخبراء الاجتماع والقانون والدين والإعلام أجمعوا على أن هوس “التريند” أصبح عاملًا قويًا لبحث هؤلاء الأفراد عما هو مختلف وشاذ .. مؤكدين أن هذا الأمر يخالف تماما لثوابت الدين ليس الإسلامي فقط بل في كل الديانات ويخالف الفطرة السليمة التي فطر الله عليها الإنسان .
البداية مع الدكتور جمال عبد المطلب أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بني سويف والذي يري أن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت علينا أن نعيش في ظل عالم افتراضي مليء بكم هائل من الأفكار والرؤى والعقائد المستندة إلى ثقافات وبيئات مختلفة تتعارض مع عقائد دينية أو رسالات سماوية، وفي خضم هذا العالم الافتراضي نفاجئ بالعديد من الأفكار الغريبة التي يسعى أصحابها لكسب الشهرة أو المال بصرف النظر عن مدى منطقيتها أو تعارضها مع تقاليدنا أو عادتنا أو حتى لمبادئنا ومعتقداتنا الدينية.
ويقول : الفتاة التونسية التي أطلت علينا بخبر زواجها من رجلين في آن واحد خير دليل على ذلك، والغريب أنها عربية من بلد عربي ومسلمة وتعرف حدود الشرع والدين في هذا الموضوع تحديدا .
وأوضح د. عبدالمطلب أن الزواج في تونس هو زواج مدني من الأساس، لذلك فهي تعلم أنها لن تؤاخذ قانونيا، الا أن ديننا الاسلامي قد حرم ذلك، لما فيه من دواعي الفحش والفجور وما يترتب عليه من طهارة الزواج وهو الميثاق الغليظ، وما يترتب علي مثل هذا الفعل من اختلاط الأنساب .
وأضاف : نحن على يقين من أن دعوى الفتاة التونسية إما أن تكون عن جهل أو بغية الشهرة ، أو تكون طعنا في الدين وتحطيما لأواصره ومبادئه الطاهرة كنوع من الحرب على الدين الاسلامي ومحاولات تشويهه وزعزعة أركانه، مؤكدًا أن مثل هذه الدعاوى ليست سوى مجرد محاولة بائسة للنيل من ديننا الاسلامي الحنيف وعلى أولي الأمر من علماء الدين في تونس أن يصوبوا للفتاة ويواجهون دعوتها بتبيان حدود الله وصحيح الدين، وكذلك على علماء الإسلام في كافة ربوع الأرض أن يواجهوا مثل تلك الدعاوى والأفكار ومناقشة الشباب المسلم وتعريفهم صحيح دينهم.
وأكد أستاذ علم الاجتماع بآداب بني سويف أن مثل هذه الأفكار تكون منبعا لانتشار الرزيلة وخاصة في المجتمعات العربية ذات الثقافات المفتوحة، كما أنها تكون بابًا يدخل من خلاله ضعاف النفوس وغير المحصنيين بالدين إلى عالم الفجور.
ومن جانبه يوضح الدكتور إبراهيم محمد علي عضو هيئة تدريس بقسم أصول التربية بكلية التربية جامعة الأزهر أن تعدد الأزواج للزوجة الواحدة فكرة عبثية، يُظهر بطلانها الاختلافات الفسيولوجية بين الرجل والمرأة.
وأكد أن جميع الأديان والشرائع السابقة وحتى الفطرة السليمة لم تبح للمرأة الزواج بأكثر من رجل في وقت واحد، محذرًا من خطورة مثل هذه الأفكار الشاذة في التأثير على منظومة القيم داخل المجتمع، حيث ساهمت مثل هذه الأفكار في تغيير القيم الثقافية والاجتماعية والأسرية عند كثير من الشباب، خاصة وأن القيم من المفاهيم الراسخة لدى الفرد والتي يكتسبها عن طريق الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام،
مرض نفسي
ويشير الدكتور أحمد عمرو عبد الله أستاذ مساعد علم النفس الاكلينيكي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالمملكة العربية السعودية إلى أن هوس “التريند” أصبح عاملًا قويًا لبحث هؤلاء الأفراد عما هو مختلف وشاذ، كالمثل الشعبي القائل: خالف تعرف، لتحقيق نسب مشاهدة عالية بحثًا عن الشهرة والتفرد والمال في كثير من الأحيان واستقطاب كثير من المتابعين، وأكبر دليل على ذلك أن نسبة مشاهدة الفيديو الخاص بهذه السيدة تخطت المليون ونصف مشاهدة ، على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة فيسلكون سلوكيات بعضها مقبول والبعض الآخر يخالف أي عرف ودين ويعتبر تعدي على الفطرة السوية ومن ثم قد يعرض صاحبه للمسائلة القانونية والاجتماعية بل لآثار نفسية وخيمة.
وأكد أن المرأة متعددة الأزواج في نفس اللحظة تعد من حالات الشذوذ الجنسي والذي ترفضه المعايير الدينية والأخلاقية والثقافية والاجتماعية. وللأسف أصبحت بعض الشخصيات الهشة- التي تنجرف وراء الأحداث وتندفع في تصرفاتها- أو الشخصيات النرجسية والهستيرية – التي تبحث عن الإثارة والاستعراض وجذب الانتباه- عرضة للوقوع في فخ طرح أفكار غريبة أو تصديقها أو التصرف على أساسها.
وأضاف: هذه السيدة لديها القابلية للاستهواء والذي يتمثل في تصديقها لرأي أو فكرة أو معتقد مخالف لثقافتها وقبولها لسلوك شخص معين أو جماعته، مع انعدام التفكير المنطقي لهذا الرأي، ومن ثم اتخذت من الاستهواء استراتيجية تواجه بها مشكلاتها مثل مشكلات زوجية سابقة أو التعرض لإساءة جنسية على سبيل الافتراض، أو تحقق به أغراض وأهداف ولكن بوسيلة غير مشروعة. فضلًا عن ضعف الصلابة النفسية أمام أي طرح مغاير للدين والثقافة.
تحقيق الشهرة
من جانبه يؤكد الدكتور حسام شاكر مدرس الاعلام بجامعة الأزهر بالقاهرة أن قصة السيدة التونسية ، ما هى محاولة منها للبحث عن التريند وليتصدر الفيديو الخاص بها مواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق الشهرة ومن ثم جنى الأموال ، مشيرا إلى أن غالبية رواد السوشيال ميديا صار مهووسا بالتريند ويبحث عن الأشياء الغريبة لتحقيق هدفه فلا يهمه إن كان المحتوى الذى سينشره مقبول اجتماعيا ويتماشى مع عرف وتقاليد المجتمع ويتسق مع تعاليم الدين أم لا , بل إن العكس هو الصحيح فالكثير من المتيمين بقصة التريند يبحثون عن الاشياء الغريبة والشاذة لتحقق الانتشار المطلوب .
وأشار د. شاكر الى أنه كلما كان المضمون المقدم تافها وغريبا وشاذا كلما انتشر بين الناس وذاع صيت صاحبه مثل صاحب أغنية شيماء والبطة فلو كانت كلمات الأغنية متزنة وهادفة لما انتشرت هذا الانتشار الكبير والذى أوقع أحد الاعلاميين الذين يتمتعون بسمعة طيبة فى الفخ بحثا عن التريند كما قيل وقتها .
ولفت الى أن فوضى التريند يصعب التحكم فيها فى ظل القنوات المفتوحة ومواقع السوشيال ميديا غبر المحدودة لكن الأمر يحتاج الى توعية مجتمعية وضبط للنفس وارتقاء بالذوق العام مطالبا كافة وسائل الاعلام بعدم الالتفات للاشياء الغريبة بل عليهم استهجانها واستنكارها وليس الترويج لها .
ثغرات القانون والعدالة
من جانبها أكدت الدكتورة شيماء عبد الراضى مدرس القانون بجامعة الأزهر على أن الثغرات الموجودة فى القانون كثيرة ويتم استغلالها أسوأ استغلال ، حيث تعيق هذه الثغرات القانونية تحقيق العدالة وتؤدى إلى افلات كثير من المجرمين من تنفيذ الجزاء الجنائى الذى يستحقونه .