لا يمر أسبوع إلا ويقوم المتطرفون اليهود باقتحام باحات الأقصى لإقامة صلوات تلمودية فيه! ويتمنون أن تصل إليه الزلازل حتى يتحول إلى ركام فيقيموا الهيكل المزعوم مكانه لتبدأ الألفية السعيدة حسب معتقدات الصهونية- المسيحية، وأمتنا فى غفلة وغيبوية طالت!
عجيب أمر أمتنا يخطط لها الأعداء وينفذون مخططاتهم علنا وسرا ونحن مازلنا ننشغل بتوافه القضايا! ولعل ما يدور سنويا حول الاحتفال بـ”عيد الحب” أو “الفالنتين” فى 14 فبراير، وشراء دباديب وورود بملايين الدولارات، وبعده “عيد الأم” ثم “شم النسيم” وهكذا وكأننا قد فرغنا من القضايا المصيرية وبقى الاختلاف حول الاحتفالات والأعياد والصراعات الكروية والفنية، مع أن الواقع المرير يجعلنا نبكى بدلا من الدموع دما!
هل سأل كل واحد منا نفسه: ماذا قدم حقا فى سبيل نصرة دينه ووطنه؟ أم أننا حولنا حياتنا إلى اختلافات وتناقضات وصراعات لا تنتهى حتى أصبحت جبهتنا العربية والإسلامية يرثى لها؟!
من يتأمل بقاع العالم الإسلامى شرقا وغربا يجد وضعنا ولا يسر الحبيب ولكنه بلاشك يسر كل عدو سواء كان عدوا داخليا أو خارجيا، فالأمة ما زالت ممزقة يذكرنا حالها حتى فى الأعياد بما قاله المتنبى فى قصيدته الشهيرة:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ.. فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لا تقل لوعة عن المتنبى فى تشخيص أحوال الأمة طوال العام عن ما قاله الشاعر محمود غنيم:
لِى فِيكَ يَا لَيْلُ آهَاتٍ أُرَدِّدُهَا.. أَوَّاهُ لَوْ أَجْدَتِ الْمَحْزُونَ أَوَّاهُ
أَنَّى اتَّجَهْتَ إِلَى الإِسْلاَمِ فى بَلَدٍ.. تَجِدْهُ كَالطَّيْرِ مَقْصُوصًا جَنَاحَاهُ
من الذى قص جناحيه إلا أهله؟
فالإسلام هو هو، لا يتغير ولا يتبدل، شريعة الله التى أنزلها إلى عباده، وكذا العروبة لما تنطق بها مقترنة بالإسلام فهى العزة وهى النخوة وهى المجد ولخصها الشاعر بقوله:
سَلِ الْمَعَالِى عَنَّا إِنَّنَا عَرَبٌ.. شِعَارُنَا الْمَجْدُ يَهْوَانَا وَنَهْوَاهُ
هِيَ الْعُرُوبَةُ لَفْظٌ إِنْ نَطَقْتَ بِهِ.. فَالشَّرْقُ وَالضَّادُ وَالإِسْلاَمُ مَعْنَاهُ
إذا تجردت حياتنا من الإسلام الحقيقى والواعي، فلنا الذلة والهوان التى حذرنا منها رسول الله: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال:«بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال:«حب الدنيا، وكراهية الموت».
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.