رغم أننا نعيش في أيام مباركة يضاعف الله فيها ثواب العمل الصالح بشكل لا مثيل له، وبعد ساعات نحتفل بليلة النصف من شعبان، وبعد أيام نحتفل بشهر رمضان المعظم ثم عيد الفطر الذي يأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية تحتاج منا إلى مزيد من التكافل والتراحم والتعاون.
رغم أن هذه المناسبات يجب ان تجعلنا نقلل من الانشغال بالدنيا وأن نجعل الآخرة أكبر همهنا، إلا إننا ابتلينا بأنواع من البشر جعلونا نكره الدنيا ما فيها ويمكن حصر بعضهم.
أولا: المتطرف للدين في عصرنا، بحجة الدفاع عنه والجهاد ضد خصومه ووصل الأمر بهؤلاء إلى تكفير وتفجير المجتمع بكل من فيه وهؤلاء حذرنا منهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله “هلك المتنطعون” أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
البلاء الثاني: التطرف ضد الدين من خلال الإلحاد والتشكيك في ثوابت الدين، وهؤلاء زين لهم شياطين الأنس والجن أعمالهم من خلال مسميات “مجتهد- باحث- مفكر” فهم يرفضون الغيبيات بل يرفضون مفهوم الألوهية أيضا ويرون الإنسان سيد الكون وعقله هو المسير له وأنه لا خالق للكون.
البلاء الثالث: رموز اللهو والمجون الذين ينشرون الفاحشة ويزينونها ويحصدون من وراء ذلك الملايين بل المليارات التي تجعل الحليم الشريف حيرانا، فهم باختصار الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، حتى وصل الأمر بالجهال الأميين منهم للسخرية من العلماء والمتعلمين.
البلاء الرابع: المحتكرون والتجار غير الأمناء الذين هم في الحقيقة “مصاصو دماء” يتكسبون من الأزمات ويتمنون أن يعيش الناس في كرب عظيم ودائم، مع أن الله توعد المحتكر باللعنة في الآخرة وعدم البركة في ماله في الدنيا.
البلاء الخامس: المفسدون في الأرض بكل ما تعني الكلمة من معان وأشكال، وإن شئت فقل “شياطين الإنس”.
البلاء السادس: تجار العملة الصعبة وخاصة الدولار الذي يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة البلاد والعباد.
وواجب الدولة الضرب بأيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإفساد في الأرض وتهديد الأمن الاجتماعي، والطعن في عقيدة المسلمين ووسطية دينهم، أو جلب المشقة على الناس بالغلاء وحتى لو وصل الأمر إلى معاملتهم بحد الحرابة.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.