وفي مستهلِّ الزيارة تحدَّث فضيلة المفتي عن العلاقات الوطيدة التي تجمع كلًّا من مصر وتايلاند، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية عقدت العديد من الدورات للطلاب التايلانديين خلال السنوات الماضية، وقال: إننا حريصون أشد الحرص على أن يكون مَن يتأهل للإفتاء على المنهج الوسطى؛ ليعود إلى بلاده حاملًا رسالة سلام من دار الإفتاء ومصر، ما يؤدى إلى الاستقرار داخل المجتمعات.
وأضاف فضيلة المفتي أنَّ دار الإفتاء وضعت جملةً من الإجراءات حتى يتخرَّج عبر دوراتها التدريبية طلَّاب مؤهلون للتصدُّر للإفتاء، من ضمنها البرامج التدريبية التي تؤهِّل الطلبة لكي يكون لديهم الملَكة العلمية لاستنباط الأحكام من النصوص الشرعية، وأن يكونوا مدركين للواقع المعاصر ومآلات الفتوى فيه، ويحرصوا على اللجوء إلى أهل الاختصاص في مختلف المجالات.
كما استعرض فضيلة المفتي إصدار الدار لـ”المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية” التي قربت الآن من 90 مجلدًا، وتبحث أبعاد العملية الإفتائية من البعد الإداري والتكنولوجي إلى التأهيل العلمي للمفتين، موضحًا أنَّ من أهم أهداف الفتوى احترام خصوصية المجتمعات وتقاليدها، ويجب أن تراعي الفتاوى التي تصدر العادات المستقرة في المجتمعات، ما لم تتعارض مع أصلٍ من أصول الدين؛ وذلك من أجل الحفاظ على استقرار المجتمعات.
كما أبدى استعداده لعقد مَزيد من الدورات التدريبية للطلاب التايلانديين، بهدف صقل خبراتهم ومهاراتهم في مجال الفتوى.
من جانبه أثنى الدكتور سوتام برنماليرت، سكرتير شيخ الإسلام في تايلاند، على مجهودات الدار وفضيلة المفتي، وما تقدِّمه الدار لخدمة الإسلام والمسلمين، وتجربتها الرائدة في مجال تدريب الطلاب والوافدين، مُعرِبًا عن امتنانه بالفكر الوسطي الذي تتبنَّاه الدار ودَورها في إظهار الوجه السمح للإسلام.
كما أبدى تطلعه لاستمرار التدريبات التي تقدِّمها دار الإفتاء للطلاب التايلانديين مستقبلًا، والمزيد من التعاون في مجال التدريب على شئون الإفتاء، وكذلك الاستفادة من إصدارات الدار ومنتجاتها العلمية.