واصل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، سلسلة ندواته التثقيفية “قراءة في كتاب”، حيث ناقش كتاب “لصوص الأرض.. قضية حية وشعب أبيّ”، للشاعرة مريم توفيق.
وشارك في عرض الكتاب، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور غانم السعيد، العميد السابق لكلية اللغة العربية، والشاعرة والأدبية مريم توفيق، مؤلفة الكتاب، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر.
وقال الدكتور سلامة داود، إن عنوان الكتاب موفق، وهو انتقال للكاتبة من ما هو مشهور عنها من الكتابة عن السلام، إلى الكتابة عن الخيانة والغدر، وهو انتقال موفق، لأن اتفاقيات السلام ومزاعمه، لم تعد تساوي الحبر الذي كتبت به، وخير دليل ما نراه من عدوان مستمر على قطاع غزة منذ شهور، دون أي تدخل لوقف نزيف الدماء، فكان العنوان مطابقا لواقع الحال.
وأوضح داود أن الكتاب قد تحدث عن الضعيف، وأنه لم يعد له مجال في هذا الزمن، وأن الزمن لا يعترف إلا بلغة القوة، فالعالم الآن لم يعد يعترف إلا بلغة القوة، وهي لغة لا يناسبها إلى ما يشابهها.
وأضاف: كما تحدثت المؤلفة عن أن ما يحدث في غزة هو مخطط صهيوني كبير لتحقيق مشروع التهويد الذي يجري الآن على قدم وساق، وقال: “أؤيد ذلك لأنهم يعملون على ذلك منذ زمن بعيد، لكن مصر ستقف حجر عثرة أمام هذا”، مضيفا أن الأدب ذا أهمية كبيرة وهو لا يقل قوة عن السلاح، والجهاد نوعين، جهاد بالسلاح وجهاد بالكلمة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول “إن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدماء الشهداء”.
وحول رسائل الكتاب، أوضح الدكتور غانم السعيد، أن الكاتبة قد عبئت كتابها بالكثير من النداءات، فتنادي مرة على القدس لتناجيها، وكأنها ترى أن في النداءات، التي استخدمتها في أكثر من مرة للنداء على مصر، دلالة على أن مصر هي المنقذ للأمة العربية من كل ما يحدث، مشيرا إلى أنها عرجت للحديث عن فضيلة الإمام الأكبر ودوره في مواجهة ما يحدث، حيث كتبت عنه في مساحة كبيرة للدلالة على دوره المهم.
وأضاف، الكاتبة استدعت في كتابتها عددا من الشخصيات ذات التاريخ المجيد في الدفاع عن العروبة والإسلام، وكأنها تشعر بالافتقاد إلى أمثالهم في حياة الأمة الآن، فتقول في حسرة ولوعة “أين الفاروق ليزود عني الأحقاد، أين المعتصم والسيف الباتر، أين أبي فراس يعتلي متن الوغى ويكبل الجبناء؟”، وهي دلالات ذات أهمية أدبية كبيرة في هذا المنجز الأدبي المتميز.
من جانبها، ألقت الشَّاعرة مريم توفيق مجموعة منتقاة من القصائد التي أوردتها في كتابها، للدلالة على ما يسعى له الكيان الصهيوني من مخططات خبيثة وغادرة، وعن الحق الفلسطيني الضائع، مع تأكيدها على أهمية مصر كدولة محورية في الوقوف أمام هذه المخططات الخبيثة، وإفسادها، وبذل الغالي والنفيس في سبيل دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها، كعهدها دائما.