كتب- محمد الساعاتى:
قال د. مؤمن الخليجى- إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين بن على رضى الله عنه بالقاهرة-: إن شهر رمضان المعظم هو شهر القرآن الكريم وذكر الله بامتياز، مؤكدا لروّاد المسجد الحسينى المبارك أن الذى يذكر الله تعالى حىّ، والذى لا يذكره ميّت، فالإنسان يحيا فى هذه الحياة بذكر الله، ويجب أن نتدبّر كلام كلام الله.
مضيفا: وذكر الله على أنواع متعددة منها قوله تعالى: “يا أيها الذين ءامنوا لا تُلْهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله” أى عن طاعة الله، فذكر الله له معنى وهو طاعته سبحانه، والمعنى الثانى قوله تعالى: “يا أيها الذين ءامنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله” بمعنى أن ذكر الله هنا هو الصلاة، والمعنى الثالث قوله سبحانه: “إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، فمعنى الذكر هنا هو القرآن.
أضاف د. مؤمن: وقال تعالى: “يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبّحوه بُكرة وأصيلا” فالذكر هنا معناه- التسبيح والتحمييد والتهليل والاستغفار- فذكر الله عموما هو طاعة الله، بمعنى أن الإنسان ما دام فى طاعة الله فهو فى ذكر لله.
فذكر الله عموما هو طاعة الله، ومن أراد أن يرتقى رقيًّا أعلى فعليه أن يذكر الله خاصة فى الصلاة، فأقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد، ومن أراد أن يجعل أوقاته كلها ذكر لله وخاصة ونحن فى شهر الغفران من الله والعتق من النار، فعليه أن ّيحول لسانه إلى ذكر لله.
وقال “الخليجى”: والذكر أحوال، قال العلماء: ذكر اللسان يكون على ثلاث: المنحى الأول هو الاستغفار’ بأن نستغفر الله من كل معصية ومن كل ذنب.
المنحى الثانى: هو تلاوة القرآن، فالله تعالى يقول: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”..
أضاف: ومن أنواع الذكر هو الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، ومن أنواع الذكر التسبيح والتحميد والتهليل، فأجمعوا بين كل هذه الأشياء، كما كان يفعل رسولنا الكريم مصداقا لقوله تعالى: “الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم”.
والغاية التى يبحث عنها الإنسان هى أن يرضى الله وأن يظل ذاكرا لله، يقول رسول الله: “قال الله عزّ وجلّ: “أنا عند حُسن ظن عبدي بى فليظن بى عبدى ما يشاء، فمن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه” يعنى: إذا ذكرت الله ذكرك، كما قال سبحانه: “فاذكروني أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون”..
فالمسلم غايته أن يظل مذكورا عند الله سواء أكان بتلاوة القرآن أو بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله أو بالاستغفار أو بالتسبيح أو التحميد أو التهليل وتلاوة القرآن.
وذكّر د. مؤمن الخليجى بأحد كبار مشايخ القراء قائلا: وهنا أذكر شيخنا حافظ الصانع رحمه الله، كان يقرأ القرآن ويختمه ختمات متعددة، سألته يوما: نفسك فى إيه يامولانا؟ -وكان كريم البصر- فأجابنى: أريد أن يقبض الله روحى وأنا أقرأ القرآن فى يوم يوافق يوم رحيل الشيخ الشعراوى رحمه الله.
فلما جاء وقت الأجل تحقق لشيخى ما أراد، مات فى اليوم الذى رحل فيه الشيخ الشعراوى [١٧يونيه] وكان الشيخ “الصانع” يقرأ القرآن كما تمنّى حتى وصل إلى قوله تعالى من سورة يس: “قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكْرمين” هنا فاضت روحه.
واختتم “الخليجى”: هذا هو حال الذاكرين لله، فيجب أخى الصائم أن تبحث عن نفسك فى هذه الحياة لتحيا، لأن الله تعالى قال: “الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القل”وب، فقم أخى الصائم الكريم بتحريك لسانك بذكر الله، فلسانك هو جنّتك أو نارك. اللهم تقبّل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.