مصر الأزهر رمانة الميزان عالميا.. بخطابها الوسطى المعتدل
الأمة العربية والإسلامية خسرت كثيرا بغياب الريادة المصرية
الدعاة المخلصون يسعون لاستعادة النوع الإنسانى بعد الانحدار للحيوانى
الخطاب “الخشبى” لم يعد صالحا.. والخطاب العلمى المستنير هو الحل
نافذتان لا ثالث لهما.. لإنقاذ البشرية
حوار: مصطفى ياسين
خلال زيارة د. أحمد محمد قيس- رئيس ومؤسس مركز الدراسات القرآنية ببيروت- إلى القاهرة لحضور عدد من الفعاليات الثقافية، حرصنا على لقائه واستعراض رأيه فى مختلف القضايا المعاصرة- دينية، ثقافية، سياسية، اجتماعية- لما يُمثِّله من شخصية معرفية شاملة.
فهو أستاذ جامعي في العديد من المواد والاختصاصات: الفلسفة، الكلام، المنطق، الإبستمولوجيا، الأنطولوجيا، منهجية البحث العلمي، التاريخ العام، التاريخ الإسلامي، الحضارة، علوم القرآن، علم الأديان المقارن، الحكمة العملية أو علم الأخلاق، العرفان، التصوّف وغيرها، عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين والأدباء العرب، مؤسس المركز العلمي للدراسات والأبحاث القرآنية (التفسير المقارن) في لبنان، نائب رئيس منتدى الثقافة للأصالة والمعاصرة في القاهرة، المدير المسؤول لمجلة إطلالة جبيلية، شغل منصب مدير مركز الدراسات والأبحاث الإسلامية المسيحية في لبنان. عضو تجمّع اللقاء الروحي في جبيل.
شغل منصب أستاذ في بعض المعاهد والمراكز العلمية الشرعية. مؤلف للعديد من الكتب والإصدارات، وله العديد من المقالات واالمحاضرات والندوات في لبنان وخارجه.
أشرف على العديد من الأبحاث الجامعية، وشارك في اللجان المناقشة للدراسات العليا.
مؤسس مركز الخدمات الاجتماعية لأبناء منطقته والعوائل الكريمة المستورة. صاحب ومدير مؤسسة صناعية صغيرة.
رحّالة كثير السفر بحيث أنه زار معظم المناطق العربية والأوروبية والأمريكية، وتعرّف على ثقافاتها وعاداتها وأعرافها، وعاين وشاهد معالم حضاراتها عن قرب.
له بعض النشاطات الفنية كالرسم الهادف وبعض القصائد المتنوعة والإصدارات السمعية.
منهجه في نشر العلم والثقافة يعتمد على المنهج التفاعلي وليس المنهج الإملائي، لذا فإنه يقبل النقد العلمي ويستقبله برحابة صدر، ويناقش ويحاور على أسس علمية ومنهجية وفق طبيعة المواضيع المطروحة.
ومن أهم مؤلفاته: إله واحد وبشر كاذبون، آراء علماء الإسلام فى التكفير، التوسّل، من زاد الطريق، محطّات مشرقة فى التراث المسيحى الإسلامى، مصر وآل البيت، مصر وذرية محمد والصحابة والأولياء، المؤتَلَف والمختَلَف فى التفسير، وأحدثها حوار جديد مع الفكر الإلحادى.. كتاب حول مسائل نشأة الكون والإنسان والروح وفق المنظار العلمى والدينى، وقدم له د. محمد المحرصاوى- رئيس جامعة الأزهر- د. إبراهيم نجم- مستشار فضيلة المفتى- القاضى اللبنانى د. يوسف محمد عمرو.
وفيما يلى نص الحوار الذى أُجرى معه.
الوحدة الإنسانيّة
*بداية، هل تستطيع تقديم نبذة عن مشاريعك الثقافية، والهدف منها؟
** نعم، من خلال اختصصاتى المتنوعة وأسفارى المتعددة أدركت أن الإنسانية بشكل عام، تعيش مرحلة من مراحل الجهل والتخلّف الفكري، على الرغم مما وصلت إليه من تقدم علمي أو تكنولوجي أو حتى حضاري. حيث أن الحاكم فيها الهوى والغرائز، وينخرها المرض المادي، والعصبية بكافة أنواعها وأشكالها، من فكرية ومذهبية، طائفية وإثنية، دينية ووثنية، شرقية وغربية، وصولاً إلى اللا إنسانية.
وإن كان هدف الرسالات السماوية رفع مستوى النوع الإنساني إلى المستوى القريب من الملائكي، وذلك بعد إكرامه عن الجنس الحيواني، إلا أن المخلصين من الدعاة إلى الله، أضحى جُلّ اهتمامهم العمل على إعادة البشر إلى نوعهم الإنساني بعدما تقهقروا إلى جنسهم الحيواني.
ففي علم المنطق قسم التعريفات يعرّف الإنسان بشكل منطقي وعلمي بأنه: (حيوان ناطق)، أي أنه يشترك مع جنس الحيوان بالغرائز وينفصل عنه بالنطق أي الإدراك.
وقد أتت الرسالات السماوية كافة للأخذ بيد هذا النوع الإنساني، لترفع من قدره لما فيه من خاصّية التعقّل والإدراك، ولتنظم أموره وشأنه بشكل فردي وجماعي، حتى يصل إلى مرحلة حقيقة الدور المنوط به من عمارة الأرض وحسن إدارتها بالإشتراك مع باقي أبناء نوعه الإنساني، وهو ما يُعرف (بالإستخلاف) أي أن يكون هذا الإنسان حقاً وحقيقة خليفة الله في أرضه.
إلا أن الجموح نحو المادية، والأُنس بالغرائز الحيوانية، نتيجة التحلّل الأخلاقي بعناوين فضفاضة، جعلت هذا النوع الإنساني يعود أدراجه وبشكل سريع باتجاه جنسه الحيواني البدائي.
وما تشهده البشرية في يومنا هذا من صراعات لا تنتهي، ووحشية لا رحمة فيها، وتمييز في اللون أو العرق أو الدين أو، أو…، كل ذلك دليل على تحكّم الغرائز الحيوانية البدائية على العقل والأخلاق الإنسانية والرسالية.
فهذا يريد أن يهيمن على الآخرين باسم الدين، والآخر باسم المذهب، وغيره باسم العِرق أواللون أو ما شابه ذلك من عناوين.
لذلك ومع هذا الواقع المرير والأسود، لم يتبقّ أمام الناس سوى نافذتان من الأمل. الاولى: تدخّل إلهي أو ربّ هذا النوع الإنساني لفرض الخير والعدل ونشره.
والثانية: إلتقاء الناس واجتماعهم تحت عنوان (الوحدة في النوع) أي الوحدة الإنسانية، لأنها القاسم الحقيقي الأولي المشترك بين الجميع.
وهذا ما نسعى الى إشاعته بين الناس من خلال مشروعى الثقافى، وخاصة أنه لا يتعارض مع الرسالات السماوية، ولا يناقض ويزاحم القوانين الوضعية.
شواهد وإثبات
*وما هى شواهدك على صدق وصحة هذه الافتراضات؟
**الشواهد على هذا الكلام أكثر من أن تُحصى، وإذا ما أردنا استعراض بعضاً منها نقول: كان ممّا ناجى به الله جلَّ وعلا عبدَه ونبيَّه موسى عليه السلام: ((يا موسى إرحم من هو أسفل منك في الخلق، ولا تحسد من هو فوقك، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)) الروضة من الكافي /الجزء الثامن.
وما جاء عن السيد المسيح عليه السلام: ((طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون)) إنجيل متى (5-7).
وعن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): ((الراحمون يرحمهم الرحمن، إرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء)) سنن الترمزي /حديث رقم 1924.
وعن الإمام علي (كرم الله وجهه): ((خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم أو (غبتم) حنّوا إليكم)) نهج البلاغة.
وعن الإمام الشافعي (رضى الله عنه): ((تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا، لعلّ له عذر وأنت تلوم)) ديوان الإمام الشافعي.
وعن المهاتما غاندي: ((إذا تم رد الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة ؟)) قاموس حكم وأقوال غاندي.
وهناك مثل صيني مشهور يقول: ((الحكيم يغفر إساءة الجاهل)).
ويقول أوشو المتصوف الهندي: ((هناك بضع كلمات تمَّت إساءة استخدمها مثل: الحب، الله، السلام)).
ويقول رينيه ديكارت المشهور: ((كلما أساء لي أحد أحاول أن أرفع روحي عالياً بحيث لا تستطيع الإساءة الوصول إليها)).
ويقول جورج صاند الكاتب المشهور: ((كلما ازداد حبُّنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب)) موقع: حكم نت.
وعليه، فإن أصحاب الرسالات السماوية، أو الحكماء والفلاسفة والمفكرين والأدباء، أجمعوا بشكل مباشر وغير مباشر حول ضرورة التعاون والتراحم والتغاضي عن السيئة، وبهذا المعنى يكون الوحي الإلهي قد تقاطع مع الفطرة الإنسانية السليمة بشكل طبيعي وتلقائي، وهذا ما نؤكد عليه، وندعو له وإلى نشر هذه الثقافة بين الناس في وقتنا الراهن والعصيب. عسى أن نكون بذلك ممّن يخدم أبناء نوعنا الإنساني من كافة المِلل والنِحَل، لما فيه من فائدة لنا وللآخرين في الدنيا والآخرة.
مصر الأزهر
*لكن للأسف الشديد فإن التطرف والغلو صار ظاهرة عالمية فى كل شئ، وإن أصبح تُهمة تُلصَق بالإسلام والمسلمين أكثر من أى شئ آخر؟!
** هذا صحيح بنسبة كبيرة جدا للأسف الشديد، وهذا ما نعانى منه فى وقتنا الراهن، لكن ما ينبغى التاكيد عليه هو أن التطرف والغلو سمة إنسانية عامة وليست إسلامية خاصة، لكن الإسلام يُتَّهم دومًا بها لأسباب سياسية وأيديولوجية واقتصادية فيما يُعرف بالإسلاموفوبيا.
ونُصحِّح ونوضح بل نُفنِّد هذا الاتهام بما نقدمه ونؤكد عليه من أن الوسطية هى منهج الدين الحنيف القائل: “وكذلك جعلناكم أمّة وسطا”، ورسول الإسلام “ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم”.
وهنا علينا التساؤل: هل التوجّه نحو التطرف ذاتى المنشأ أم للبيئة تأثير؟ وكذا علينا كشف خطورة الغلو والتطرف على الفرد والأسرة والمجتمع بما يُنتجه من انحرافات فكرية يتم استغلالها وتوظيفها سياسيا.
ومن هنا أطلق صرخة مدوية مفادها: “لا تجعلوا الدين مطيّة للوصول لأهدافكم الدنيوية، ودعوا الناس تعيش فى سكينة وسلام وأمن داخل أوطانها”.
وإياكم والخطاب “الخشبى” الذى لم يعد صالحا من دعاة العصر الحديث بل لابد من الخطاب العلمى المستنير.
وفى هذا الإطار علىَّ التأكيد أن الأمل مازال معقودا على مصر الأزهر لجمع شتات الأمة العربية والإسلامية لقطع الطريق على دعاة الفتنة والتطرف والانطلاق نحو رحابة الإسلام والمحبة والسلام.
فمصر شأنها عظيم وهى المعوَّل عليها من خلال أزهرها ومؤسساتها الرسمية إن أردنا نهضة جديدة للأمة، تقطع دابر الفتنة على كل المتربّصين والمتصيّدين.
فنحن خسرنا كثيرا بسبب غياب قيادة مصر للأمة العربية والإسلامية، فأصبحنا شتاتا وأيتاما تفترسنا الذئاب والكلاب الضالة، ولن يُعيدنا إلى جادّة الطريق الحق إلا عودة مصر الأزهر مرة أخرى للريادة والقيادة، لتجمع الشتات والتفرّق الذى مُنيت به الأمّة، بمنهجها الوسطى المعتدل.
وأنا على يقين من أن ما تشهده مصر حاليا من قفزات تنموية نوعية فى كافة المجالات وعلى كل الأصعدة والمستويات إنما هو بداية الطرق الصحيح للعودة إلى القيادة.
تمويل ذاتى
*دعنى أكون صريحا معك وأسألك: ما هى المصادر التى تموّل نشاطك هذا المتنوع؟!
** عملى الثقافي هذا غير ربحي، بحيث أن معظم إصداراتى ومؤلفاتى توزَّع لأهل العلم والثقافة والإختصاص، كذلك الأمر بالنسبة الى مشاركتى في المؤتمرات أو المحاورات أو اللقاءات السمعية أو المرئية.
وأعتمد على تمويل مشروعى هذا: من خلال اكتسابى في عملى الخاص (بالصناعة)، لذا فأنا لا أقبل التبرعات ولا الهبات ولا أبتغي الربح المادي، بل جُلّ همِّى إيصال أكبر عدد من أبناء البشرية الى شاطئ العلم والمعرفة والثقافة، والمحبة والتضامن في الله ولله سبحانه.
الخروج من المأزق
*وما هى نصيحتك وتوصيتك لخروج الإنسانية من هذا المأزق؟
** نصيحتى وتوصيتى إنسانية وأخوية، تنقسم إلى قسمين: الأول: يخص الدعاة والمبلّغين فى الفكر الدينى عامة والإسلامى خاصة، وأقول لهم: أيها الأحبَّة، انطلقوا فى رحاب الدعوة لله سبحانه وتعالى من خلال الرحمة والحب والحنان الإلهى، فالله سبحانه إنما أرسل الأنبياء والرسل حُبًّا بالعباد كل العباد، فلا تُخوِّفوهم منه، وقربوهم منه عزَّ وجلَّ، من خلال القلب والعقل، ولا تبتدعوا أساليبا من عندكم تُغاير ما تهدفون له، بل إن فى الرسالات السماوية ما يكفى وزيادة لإبراز هذه الرحمة الإلهية، وهذا الحب والحنان الإلهى لعباده.
أما الدعاة المسلمون فأقول لهم: لا تنشغلوا أيها الأحبة فى الفروقات الجزئية بين المذاهب الإسلامية وركّزوا على الكليات الجامعة للمفاهيم الإسلامية الرحيمة التى تأمر بالرحمة وتدعو لها، ولا تصبّوا جهدكم على مناصرة هذا المذهب على حساب الآخر، ولا هذا العالِم على أخيه الآخر، فإنكم إن فعلتم عدتم بالإسلام إلى الحقبة الجاهلية العصيبة، وشردمتم الأمة، ونَفَّرتم أبناءها من حولكم قبل غيركم، وسفَّتهم المفاهيم السامية الإسلامية من حيث لا تشعرون، وعدتم بمجتمعاتكم إلى قوانين الغابة، حيث الغرائز البهيمية هى الحاكمة، فيفترس الكبير الصغير، والقوى الضعيف، فتكون الجماعات إثر ذلك.
وتعلّموا لغة عصركم، وخاطبوا الناس على أساسها، ولا تتحدثوا بالروايات التى لم يعد يقبلها العقل ولا المنطق، وهى بالأساس ضعيفة عند العلماء، فإن كان الرسول الأكرم قد أمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، فحرىٌّ بكم أيها الأخوة والأحبة أن تقتدوا به.
ولا يتكلم أحدكم خارج دائرة اختصاصه، فنصف العلم أن تقول: لا أعلم. واتركوا أصحاب الاختصاصات لاختصاصاتهم، وتعلّموا منهم المسائل العلمية الطارئة، وأصِّلوها واشرحوها وفق المبانى والقواعد الكلية الإسلامية، فإنها حتما ستلتقى، فبالعقل عُرف الله، وبالعقل عُبِد، فلا تلغوا دور هذا الرسول الداخلى، على حساب بعض الأفهام الأخرى، فإنهم أصحاب عقول وأنتم أصحاب عقول، وللناس عقول أضحت تميِّز الغث من الثمين، الحق من الباطل، الواقع من الخرافة، الرحمة من الكراهية، الوحدة من التكفير، المسالَمة من الإرهاب، والحقيقة من الكذب.
وواقع الأمّة الراهن يتحدث عن نفسه وعن المستوى التراجعى للفكر الدينى بشكل عام، والفكر الإسلامى بشكل خاص، نتيجة ظهور تلك الزمر والجماعات هنا وهناك تحت لواء الإسلام، والله ورسوله وآل البيت والصحابة والتابعون والعلماء الصالحون بريئون من هذه التهمة الباطلة والفرية الظالمة، فهيا إلى العمل، فاليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
مؤمنو الرسالات
*ومن هم القسم الثانى الذى تخصّه بالنصيحة؟
** أخصّ المؤمنين من كافة الرسالات السماوية، وبالأخص المسلمين، فأقول لهم: أيها الأحبة والأخوة فى الإنسانية، إن الدين أى دين سماوى، أنزله الله تعالى لمصلحة عباده وسعادتهم فى الدنيا والآخرة، تماما كالقوانين الوضعية التى تضعها الدول لتنظيم شئونها، فكما أن المشرِّع القانونى يضع هذه القوانين وهو يلحظ المصلحة العامة للمجتمع، كذلك الرسالات السماوية فإنها دساتير إلهية، وضعها الله سبحانه لمصلحة عباده، كل عباده، وفى الدارين الدنيا والآخرة.
وعليكم أنتم مسئولية عدم الانقياد خلف كل ناعق، مهما كان أنيقا بمظهره أو بليغا بخطابه، طالما أنه يتحدث بما يخالف العقل أو المنطق العلمى، أو يسعى لإيجاد منصب له ومكانة خاصة بينكم، فإنه يريد أن يكون شيئا مذكورا، ويعتاش على حساب المؤمنين البسطاء، وقد قال أحد كبار العلماء: إن العاهرة أشرف من رجل الدين المزيّف، لأنها العاهرة تتاجر بأرخص ما لديها، فى حين أن رجل الدين يتاجر بأقدس ما أنزلته السماء.
فلا تَنْغَرُّوا بهم، ولا تنخدعوا وبين أيديكم كتاب الله سبحانه، وما أُشكل عليكم فهمه أعرضوه على العلماء من أهل الاختصاص المشهود لهم بالتقوى والنزاهة، تماما كسؤالك عن الجرّاح الذى سيفتح قلبك ليعالجك.
ولوذوا بالمؤسسات العلمية الدينية الرسمية، فإنها بالحد الأدنى لن تذهب بكم إلى مفاهيم خاصة وشخصية، بل إن أجوبتها على مسائلكم ستكون ضمن القواسم المشتركة لهذه الأمة.
وهذا أضمن لكم من تشرذمكم فى الأزِقَّة يمينا ويسارا، ويحافظ على وحدتكم ولو بالشكل، وعلى مفاهيمكم الدينية بشكل معتدل ومقبول، وهذا هو المطلوب.