حذر العلماء المشاركون فى المؤتمر الدولى الرابع لكلية أصول الدين بالقاهرة، من الاستمرار في سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأثار ذلك السلبية على الفرد والمجتمع، مؤكدين أنها السبب فى قطع العلاقات بين الأفراد، فضلا عن تضييعها للأوقات واستخدامها السيء من قبل أعداء الدين للطعن فى الثوابت وتهوين الدين والتشكيك فى أصوله.
طالبوا بضرورة توعية أبناء المجتمع بخطورة تلك الوسائل وترشيد استخدامها وتعظيم قيمة العمل .
تجدر الإشارة إلى انه شارك في هذا المؤتمر اكثر من ٢٠ باحثا وعالما من داخل مصر وخارجها وقد عقد تحت عنوان ” وسائل التواصل الحديثة بين المكتسبات الحضارية والثوابت الاجتماعية من منظور إسلامى ”
بداية أكد الدكتور خالد سعيد البسيوني عميد الكلية ان اختيار عنوان المؤتمر يأتي من منطلق حرص الكلية على مواكبة التطور التكنولوجى ولما تمثله هذه الوسائل الحديثة من أهمية فى حياة الأفراد والمجتمعات مطالبا بضرورة ضبطها وطرح الحلول واظهار الضوابط الشرعية من قبل علماء الأزهر الشريف.
وأضاف عميد أصول الدين: لقد نبه القرآن الكريم إلى أهمية ان يعى الإنسان ما ينطق به كما نهى عن تتبع خصوصية الآخرين وكذلك ارشدتنا السنة النبوية الى الحرص الشديد على الكلمات التى تخرج من افواهنا لذا أصبح من باب فرض الكفاية ان يجتمع اهل العلم لمدارسة تلك القضايا والتوصل لحل مشكلات الناس الاجتماعية التى افرزتها تلك الوسائل التكنولوجية.
وأوضح الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الازهر حرص الأزهر الشريف على الفصل فى قضايا الأمة بدراستها باظهار ايجابياتها وسلبياتها بتجرد وصدق
وأضاف: لقد باتت تلك الوسائل سببا في قطع الارحام ووصل الحال إلى إدمان بعضنا لها فى التعاطى معها فضلا عن تدميرها لجيل ناشىء من ابناءنا من خلال تلك الألعاب الإلكترونية المدمرة بل ان خطرها لم يتوقف عند النشء الصغير بل امتد للكبار وصارت الكتب تشكو البعد عنها بسبب الانشغال بما ينشر ويكتب على تلك الوسائل.
وألقى الضوء على موبقات تلك وهى نشر الشائعات وإشاعة الفواحش والمنكرات فقد سهلت ويسرت الدخول على المواقع الاباحية ومشاهدة كل ما هو محرم ومحظور
واشار الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف إلى أن هذا المؤتمر اكبر دليل على وعى رجال وعلماء الأزهر الشريف لافتا إلى استكمال كلية اصول الدين ما اعلنت عنه العام الماضى فى مؤتمرها العلمى الثالث فهى منوطة بتصحيح العقيدة وتجديد وعى الناس وتوجيه سلوكهم فى ضوء رسالة الإسلام ودعوته للخير والتسامح
وعدد وكيل الأزهر ايجابيات وسائل التواصل منها سهولة الاطلاع على جميع الإصدارات فضلا عن تقريب المسافات بين المجتمعات ‘ اما سلبياتها فتتمثل فى ان علاقات الأفراد من خلالها علاقات زائفة بالإضافة إلى تقليلها لانتاحية الأفراد واخلالها بمبدأ الخصوصية
اما الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ فطالب بضرورة تطوير المناهج بما يتواكب مع المستجدات العصرية مع اجتماع الكليات الشرعية لإنتاج مشروع علمى كبير فى العقيدة والسنة ومختلف الفروع الدينية مع ضرورة تجديد الخطاب الدينى التوعوى الذى يتم بشرح مقومات الحضارة واظهار ان الحضارات التى تقوم على الجانب النادى وتغفل الجانب المعنوى حضارات عرجاء لا حياة فيها ولا استمرار لها.