بقلم الداعية
حنان محمد الواعظة بوزارة الأوقاف
أيام قليلة وتشْرق علينا شمسُ الصيام، أيَّام معدودة وينْزل بنا ضيف عزيز على قلوبنا، طالما انتظرناه، وزاد شوقُنا إليه، شهر البرِّ والإحسان، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران، شهر تمنَّى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – لقاءَه إذْ قال في دعائه: (اللَّهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغْنا رمضان).
شهر رمضان كم دخَله من عاصٍ فأصبح من التائبين العابدين! وكم دخله من محروم فأعطاه الله الخير الكثير! لذلك كان سلَفُنا الصالح يتمنَّوْن لقاءه، يَدْعون الله وُصوله وبلُوغَه، ونحن على عتبة شهر رمضان ما أحوجَنا إلى أن نقف بعض الوقفات الهامة!
الوقفة الأولى لماذا كل هذا الحرص البالغ على بلوغ رمضان؟
والجواب هو: إنَّ بركة هذا الشهر العظيمة، وما فيه من مضاعفة للحسنات،
الوقفة الثانية اعلان للتوبة
هذه رسالة إلى كلِّ المسلمين ونحن على أبواب رمضان أقول فيها: يا باغي الخير أقْبِل، ويا باغي الشر أقصِر، ويا من تريد أن تفتح صفحة جديدة مع الله، ويا من تريد أن تتوب إلى الله، هذا شهر رمضان، شهر التوبة والإنابة والمغفرة، ومن لم يتب إلى الله – عزَّ وجلَّ – في رمضان فمتى يتوب؟ ومن لم يعد إلى الله – عزَّ وجلَّ – في رمضان فمتى يعود؟
الوقفة الثالثة نداء لكل تاجر :-
أنْ يتساهلوا مع الناس، وخاصَّة مع الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام في هذا الشهر المبارك، ولا يَرفعوا عليهم الأسعار، فرمضان هو شهر الرحمة، فعليهم أن يَسلكوا مسالك الرحمة.
وحذَّر الإسلامُ مِن الذي يَحتكر الموادَّ؛ لِيَرفع أسعارها على الناس بأنَّ الله سيبتليه بالأمراض والإفلاس، واسْمع إلى ما رواه أحمد وابن ماجه عن عمر بن الخطَّاب – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: (مَن احتكر على المسلمين طعامًا ضربه الله بالجذام والإفلاس).
واخيرا أختم كلامى
روي عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال: إن الله –عز وجل- جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا، وتخلف قوم فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون. أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
شهرٌ أيامهُ نفيسة وحسناتهُ كثيرة، شهرٌ يُصَفِّدُ فيه الباري مردة الجن والشياطين من أجلنا، وأَمَرنا بالتنافس فيه في شتى الميادين، فهنيئا لمن صامه، وهنيئا لمن أشغل وقته بتلاوة القرآن، وحفظ جوارحه من شتى الآثام.