عوض تاج الدين: نتوقع جذب 30 مليون سائح خلال الفترة المقبلة
خالد فودة: جنوب سيناء قِبلة السياحة العلاجية المقبلة في مصر
كتب – أحمد شعبان:
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه إدراكاً للأهمية الحياتية والاقتصادية للسياحة العلاجية والاستشفائية، فقد شرعت مصر في وضع رؤية تنموية متكاملة للعديد من مواقعها السياحية والصحية الفريدة؛ لتكون مقاصد للسياحة العلاجية والاستشفائية مثل مدن: “شرم الشيخ والغردقة وسفاجا والقصير على شاطئ البحر الأحمر”، والمدن الجديدة التي شرعت الدولة في إنشائها على ساحل البحر المتوسط؛ مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة.
جاء ذلك خلال فعاليات افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لتطبيقات السياحة الصحية المصرية، الذي أقيم صباح اليوم بفندق الماسة “سانت ريجيس” بالعاصمة الإدارية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ويعقد خلال يومي 2 و3 مارس الجاري، وبمشاركة 32 دولة.
حضر الافتتاح عددٌ كبير من الوزراء والمحافظين، وسُفراء الدول، وبرئاسة الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، واللواء الدكتور خالد فودة محافظ جنوب سيناء، مشرف عام المؤتمر.
وقبل بدء الفعاليات، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي المعرض المصاحب للمؤتمر، يرافقه الدكتور محمد عوض تاج الدين، واللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، وشاهد رئيس الوزراء فيلماً وثائقياً عن إمكانيات السياحة الصحية في مصر.
وخلال كلمته، قال الدكتور مصطفى مدبولي: إن تجمع اليوم يأتي بهدف التحاور بشأن مستقبل صناعة تعدُ الأهم على مستوى البشرية، كونها تعني في المقام الأول بصحة الإنسان وعافيته ورفاهيته؛ وهي صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية.
ولفت مدبولي إلى أن المقاصد والمدن السياحية التي تشرع الدولة المصرية في تنميتها من خلال الشراكة مع القطاع الخاص ومع ذوي الخبرة، تتمتعُ بموقع استراتيجي جذاب يؤهلها لأن تكون مقاصد سياحية عالمية لما تزخر به من مقومات الجذب السياحي، وكذا موطنًا للتقاعد بعد سنوات طويلة من العمل والاستمتاع بنمط حياة يمزج بين الراحة والأصالة، وأن تكون أيضاً واحدة من أفضل الوِجهات العالمية للسياحة بوجه عام والعلاجية والاستشفائية بوجه خاص.
وأشار مدبولي إلى أنه تم الإعلان بالفعل في إطار هذا التوجه، عن إطلاق أول مُنتجع للسياحة العلاجية في مصر، وهو مُنتجع بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، على مساحة 40 فدانًا باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه مصري، مضيفاً أنه من المقرر أن يدمج خدمات الرعاية الصحية والضيافة في مكان واحد.
وحول جهود تعزيز المنظومة البيئية للسياحة العلاجية والاستشفائية على مستوى الجمهورية، أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية اتخذت خطوات حثيثة في هذا الصدد، مستدركاً بالقول بأننا نُدرك يقينًا أنه لا يزال هناك عدة جهود مُبتكرة يُمكن تبنيها لتحويل مصر لوجهة عالمية لهذا النوع من السياحة، لتُصبح رافدًا أصيلًا لتعزيز مسارات النمو والتنمية الاقتصادية الشاملة تحقيقًا لرؤية مصر 2030.
وخلال كلمته، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، رئيس مؤتمر السياحة العلاجية، إن الهدف من المؤتمر هو جذب أكبر عدد من السياح بكافة أشكالها، مشيرا إلى أن تجربة مصر في السياحة العلاجية ليست وليدة اليوم ولكنها طويلة المدي ومتوفرة منذ سنوات.
وتوقع الدكتور عوض تاج الدين وصول مصر لجذب 30 مليون سائح خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يحمل الطابع العلمي وتمت التوصية بإطلاقه ليكون سببا في زيادة التدفقات السياحية إلى مصر.
وأشار محمد عوض تاج الدين إلى أن مصر لديها القدرة على تقديم أقل خدمة صحية وعلاجية ضمن مشروع السياحة العلاجية، بالإضافة إلى أن هذا النوع من السياحة يدعم الاقتصاد والعمل الوطني المتكامل لجذب أكبر عدد من السياح، لافتا إلى أن المؤتمر سينعقد على مدار يومين متضمنا 14 جلسة ويشارك فيه أكثر من 70 متحدثا حول العالم.
وخلال كلمته، قال اللواء الدكتور خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، الرئيس الشرفي للمؤتمر، إن جنوب سيناء هي قِبلة السياحة العلاجية المقبلة في مصر بما تتفرد به من مقومات طبيعية تؤهلها للصفوف الأولى على خريطة السياحة العلاجية العالمية.
وأضاف “فوده” أن المؤتمر يحظى بدعم قطاعات الدولة، وتضافر جميع الجهود، الذي يضمن الخروج بتوصيات فاعلة لإنجاح هذا المشروع القومي، كما أن هذه التوصيات سيتم رفعها إلى رئيس الجمهورية فور الانتهاء منها.
وقال فودة: لقد حبا الله مصر بمقومات طبيعية وموقع جغرافي فريد، ينعين العمل على حسن الاستفادة القصوى من كافة هذه الموارد والإمكانيات، واستغلالها الاستغلال الأمثل، وبما يعظم من عوائد وثروات مصر من هذه الموارد.
وأشار إلى أنه نظراً لتركيز كثير من الدول في الآونة الأخيرة على تطوير قدراتها والاستغلال الأمثل من إمكانياتها في مجال السياحة الصحية بشقيها الاستشفائية والعلاجية، وهو ما نراه ينعكس بشكل مباشر على الدخل القومي لها.
ولفت إلى تمتع مصر بالسياحة العلاجية من خلال العيون الكبريتية المنتشرة في ربوع البلاد والرمال السوداء والطقس المعتدل طوال العام، وغيرها من مقومات السياحة التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ منذ العصر الفرعوني والروماني، وهما ما يوفر لمصر ركيزة أساسية قوية في هذا المجال لإقامة مشروعات السياحة الاستشفائية لتوافر مقاومتها بكثرة في مختلف أنحاء البلاد.
وشدد اللواء فودة على أن مصر تتمتع بقاعدة طبية ضخمة وكوادر طبية متميزة ذات سمعة عالية، كما أنها تتمتع بمناخ معتدل، مما جعل مصر تتميز بأن تكون قبلة للسياح.
ولفت إلى أن الاحصائيات العالمية توضح اهتمام كبار السن والأثرياء بهذا النوع من السياحة، الأمر الذي يتضح معه أهمية البدء الفوري على إتاحة الفرص الاستثمارية لإقامة هذا النوع من المشروعات السياحية والترويج لها.
ونوه فودة إلى تمتع مصر ببنية أساسية طبية ضخمة من مستشفيات وأطباء وأجهزة طبية معاونة، يمكن استغلالها في جذب الكثير من المرضى للعلاج في مصر.
وقال فودة إن حسن توظيف جميع هذه العناصر وتضافر جهود ووزارات وأجهزة الدولة المختلفة لدعم هذا المنتج السياحي الجديد والترويج له، والعمل على جعله يتبوأ المكانة التي تتناسب ومقدرات هذا الوطن، وإمكانيات مصر في مجال السياحة الصحية؛ قد أضحى واجب وطني يتعين العمل سويا لتحقيقه.
وأشار إلى أن حجم السياحة الصحية العالمية بلغ حوالي 104 مليارات دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن يصل إلى 273 مليار دولار عام 2027، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية السياحة الصحية في تنمية موارد الدول وزيادة دخلها القومي.
وأشار إلى أن مصر شهدت خلال العشر سنوات الماضية إطلاق عشرات المبادرات الصحية التي أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يولي اهتماماً كبيراً بصحة المواطن المصري، والتي استفاد منها عشرات الملايين من المواطنين سواء في مصر أو القارة الأفريقية أو الدول العربية.
ومن جانبها، قالت السفيرة سهى جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن منظومة السياحة العلاجية تعمل على ثلاثة محاور (الطبيب والمريض والمواقع الاستشفائية)، وأن وزارة الهجرة على استعداد دائم لتقديم المزيد من الدعم لقطاع السياحة العلاجية من خلال الترويج المكثف لأبنائنا من المصريين بالخارج وذلك لتحقيق العديد من الأهداف الوطنية الهامة خلال المرحلة المقبلة.
وأشارت الوزيرة إلى أنه بالنسبة للمحور الأول وهو الطبيب، فإن الأطباء المصريين بالخارج نجحوا في كتابة أسمائهم بحروف من نور في مجال الرعاية الصحية بمختلف تخصصاتهم سواءً كان في البلاد الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا.
وأكدت الوزيرة أنه لابد من التركيز على تقديم خدمات الرعاية الصحية والإقامة طويلة المدى للمتقاعدين وكبار السن من المصريين بالخارج والأجانب، وذلك بالمناطق السياحية المصرية خاصة في الشهور البردة لديهم في الخارج، حيث يكمن دور وزارة الهجرة في هذا المحور في الترويج وجذب المصريين بالخارج للاستفادة من تلك الخدمات.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث وهو المواقع الاستشفائية، لفتت الوزيرة إلى أن وزارة الهجرة تعمل بالتوازي على العديد من الملفات في هذا الشأن لدعم قطاع السياحة حاليا وعلى رأسها تسليط الضوء على فرص الاستثمار السياحي المتوفرة في مصر خلال تلك الفترة، ودعوة المستثمرين المصريين العالميين والمهتمين بهذا الشأن للتعرف على استراتيجية الدولة المصرية في تنمية القطاع السياحي، وتقديم معلومات متكاملة للمصريين بالخارج تمكنهم من الترويج سياحيا للمقاصد السياحية المتنوعة.
ويُمثل المؤتمر منصة لتبادل الخبرات في مجالات السياحة الصحية، وإبراز إمكانات الدولة المصرية في هذا الإطار، بما يدفع نحو جذب السياحة الوافدة وقاصدي السياحة الصحية والاستشفائية إلى مصر، في ضوء توجيهات القيادة السياسية بجعل مصر مقصداً أساسيًا على خريطة السياحة العلاجية العالمية، كأحد أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.