أكد د. شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن موضوع زراعة ونقل الأعضاء البشرية من الموضوعات الشائكة التي بدأت في الظهور في الوقت المعاصر، ولابد أن يتم وفق الضوابط القانونية والشرعية فإنه سيُشكل تقدّماً جديدًا فى مجال العلاج الطبي لكثير من الأمراض المزمنة، بعيدًا عن الإتجار فى الأعضاء البشرية.
جاء ذلك خلال كلمته بالندوة التي نظمتها كلية الحقوق بالمنصورة تحت عنوان “المستجدات القانونية والشرعية فى مجال نقل وزراعة الاعضاء البشرية”.
أشار إلى أن كل عضو يصلح في جسم الإنسان لنقله إلى شخص آخر، عدا الأعضاء التي تحمل صفات وراثية مثل المبايض والأعضاء التناسلية، ونحن لا نجيز نقل حيوان منوي إلى رحم متسأجر، فكم من قضايا توجد في الغرب تثير النزاع بين امرأة وأخرى على طفل.
أضاف: لا نريد التلاعب بالإنسان الذي كرَّمه الله وننأى به عن أن يتحول إلى قطع غيار تباع وتشترى، لمنع ظهور تجارة الأعضاء، ولكن يجوز النقل متى تأكدنا أن الإنسان ميّت، وذلك من خلال الكشف عن طريق أطباء تتحمّل المسئولية الدينية أمام الله والجنائية أمام المجتمع، وبناء على تحديد معايير الوفاة لنحدّد كيفية ضوابط نقل الأعضاء، ولكن الفقه الإسلامي لا يمنع كل ما هو متطوّر وأن يوصي الإنسان بنقل أعضائه، ولكن بمعايير وضوابط للحفاظ على النفس البشرية، إننا نسير بين هذين النصّين الكبيرين ما بين حقيقة الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي، ففيهم من المرونة ومن العطاء الكثير.
وتساءل المفتى: كيف للنصوص المحدودة أن تفسر الأمر اللامحدود؟ فهناك فرق بين الفقه وبين الإفتاء، لأن الفقه هو إطلاق عقلي وتكوين ملكات علمية، لكن الفتوى هي ممارسة للفقه فى إطار الواقع، فكيف النص محدود أن يحكم الواقع اللا محدود.
ووصف د. شريف يوسف خاطر- رئيس جامعة المنصورة- جامعته بأنها قلعة الطب في مصر ومنارة العلم ويشار إليها بالبنان في العديد من المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وهذا ما نراه في مختلف التصنيفات العالمية من صدارة الجامعة في آخر التصنيفات الدولية، كما حققت انجازًا كبيرًا وتصدّرت المراكز الأولى في مجال زراعة الأعضاء وبخاصة زراعة الكلى والكبد في مصر، كما أن زراعة ونقل الأعضاء البشرية تعتبر من الموضوعات الشائكة التي بدأت في الظهور في الوقت المعاصر ولقد أخذت الجامعة على عاتقها مناقشة المستجدات الخاصة بمدى جواز التوصية بنقل الأعضاء بعد الوفاة، خاصة وأن هذا الأمر إذا تم وفق ضوابطه القانونية والشرعية سوف يشكل تقدّماً جديدًا في مجال العلاج الطبي لكثير من الأمراض المزمنة، بعيدًا عن الاتجار في الأعضاء البشرية.
أشار إلى أن العالم في الوقت الحالي يشهد تطورًا كبيرًا وهاماً في المجال الطبي والعلمي، حيث ظهرت تقنيات ووسائل علاجية ساهمت في إنقاذ العديد من الأرواح البشرية ومن بين هذه الوسائل عملية نقل وزرع الأعضاء والخلايا والأنسجة البشرية، ولكن على الرغم من إيجابيات هذه الوسائل الطبية إلا أنه يجب على المشرِّع وفقهاء الشريعة الإسلامية ضبطها بقصد الحدّ من اللجوء إليها دون وجود ضرورة طبية.