د. عبدالتواب محمد: إعلان حالة الطوارئ.. وغلق التلفاز
د. أميمة أبو حسّاب: “جدول” لتنظيم حياتنا الرمضانية
د. شيرين معوض: الحذر من الملهيات ومضيّعات الوقت
تحقيق: مروة غانم
حذر أساتذة الأزهر من “لصوص رمضان”، وكل من يريد إفساد الصوم وتضييع الشهر الكريم من وسائل التواصل الاجتماعى ومسلسلات وبرامج غير هادفة، مؤكدين أن رمضان فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب والعتق من النيران والفوز برضا الله عزَّ وجلَّ فى حالة إحسان استثمار كل دقيقة بالإقبال على الله بمختلف الطاعات والأعمال وترك كل المعاصى. ودعوا الجميع لطلب العون من الله وإخلاص النوايا وعمل جدول لكل ما يراد إنجازه وإنهاؤه فى الشهر الفضيل.
حول “لصوص رمضان” وملهيات الصيام، كان هذا التحقيق .
يؤكد د. عبدالتواب محمد- أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة اسلامية بنين الأزهر بالقاهرة- أن صدق النية واخلاص العمل لوجه الله وطلب العون من الله فى كل عمل نؤديه جدير بالتوفيق والسداد, فلو أخلصنا نوايانا لله واطّلع الله على قلوبنا ورأى ذلك أعاننا على استغلال كل ثانية فى الشهر الكريم بالطاعات التى يحبها ويرضى عنها .
سبيل الفوز
وشدّد على ضرورة إغلاق كل الأبواب أمام كل من يريد ضياع صيامنا وشغلنا بما يبعدنا عن الله ويضيع من بين أيدينا شهر كريم تضاعف فيه الحسنات وتصفَّد فيه الشياطين وفيه ليلة خير من ألف شهر .
ونصح كل من يريد الفوز بالشهر الكريم والعتق من النيران والفوز بليلة القدر بأن يغلق أولا جهاز التلفاز داخل البيت، ويعلن حالة الطوارىء وينحِّى وسائل التواصل الاجتماعى جانبا، وإن استطاع غلق صفحته على فيس بوك أو تويتر بشكل مؤقت يفعل، ويضع جدولا للعبادة فى رمضان من حرص على أداء الصلوات فى أوقاتها فى جماعة مع صلاة النوافل ومضاعفة الورد من القرآن الكريم وتخصيص ورد للتدبر، اضافة الى صلة الرحم وإخراج الصدقات ومساعدة المحتاجين على حسب استطاعة ومقدرة كل انسان .
شهر الفرص
أما د. شيرين معوض- مدرس أصول الفقه باسلامية بنات القليوبية- فقالت: من حكمة الله تعالى أن فضّل بعض الأزمنة على بعضها، ففضّل شهر رمضان على سائر الشهور، بأن أنزل فيه القرآن الكريم حيث قال تعالى: “شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان”، فرمضان هو شهر التوبة ومغفرة الذنوب والعتق من النيران, فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر الله له تقدم له من ذنبه, كما اختصه الله بليلة القدر وهى ليلة خير من ألف شهر حيث قال تعالى:” ليلة القدر خير من ألف شهر” وقال النبى:”إن هذا الشهر قد حضركم, وفيه ليلة خير من ألف شهر, من حُرمها فقد حُرم الخير كله, ولا يحرم خيرها إلا محروم”. لذا وجب على الجميع أن نعطى رمضان حقه ونقدره حق قدره ونغتنم أيامه ولياليه ولا نضيّعها ونهدرها.
وحذّرت من “لصوص رمضان” وكل من يحاول إفساد عمل الصائمين، الهواتف الذكية والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى بجميع أشكالها، اضافة الى المسلسلات والبرامج والمسابقات والتى أطلقوا عليه المسلسلات الرمضانية! فكل هذه الأشياء تلهى عن الطاعة والذكر وقراءة القرآن وتشتّت الذهن فضلا عن تضييعها للوقت .
أشارت الى أن أيام رمضان محدودة وتمضى سريعا دون أن نشعر بها، لذا لابد من اغتنام كل لحظة فيه بعمل طاعة والتقرب الى الله بكل ما يحب ويرضى وغلق الباب أمام الشيطان حتى لا يسرق منا رمضان.
ولفتت الى أن الاسلام لا يحرّم التعامل مع السوشيال ميديا أو غيرها بشرط أن يكون التعامل معها له تأثير ايجابى على الفرد والمجتمع .
الأخطاء الشائعة
وافقتها الرأى د. أميمة أبو حساب- مدرس التفسير وعلوم القرآن والواعظة بوزارة الأوقاف- قائلة: من أكثر الأخطاء الشائعة بيننا هو ثقافة التعامل مع أوقات الفراغ والتى تعنى أن ينظر كل منا لأوقات فراغه على أنها ملك له يلعب ويلهو فيها كما يشاء, فالمرأة ترى أنها مادامت قد أدت ما لديها من أعمال منزلية تأتى بعد الافطار لتستعد لمشاهدة المسلسلات والبرامج غير الهادفة! وكأن رمضان هو وقت المسلسلات وليس وقت العبادة! وكذلك الرجل يرى أنه مادام أنهى عمله يعود الى بيته لينام حتى موعد الافطار ثم يقوم للإفطار والصلاة! ثم يبدأ فى متابعة البرامج المختلفة! وقد نسى الجميع أن الانسان هو عمر، والعمر وقت، وقد أُمرنا بالمحافظة على الوقت واستثماره فى كل ما يفيد. وفى ذلك يقول النبى: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ “.
وشدّدت على أن الوقت فى هذا الشهر الكريم أعظم وأثمن الأوقات فهو وقت مضاعفة الحسنات ومغفرة الذنوب والعتق من النيران, ووقت الطاعة وموسم العبادة فمن أكبر الخسائر أن نضيع هذا الوقت الثمين فى السهر واللهو واقتراف الذنوب بمشاهدة ما لا يرضى الله من تجاوزات ومخالفات شرعية تعرض على شاشات التليفزيون .
وترى أن أول خطوة نخطوها نحو المحافظة على أوقاتنا فى رمضان هو التوبة الى الله والعزم على الطاعة وتجديد النية لنستثمر كل لحظة ثم عمل جدول للشهر الكريم والتخطيط الجيد للانجازات التى نطمح اليها فيه وما نريد أن ننجزه من العبادات وما نريد الامتناع عن فعله من المعاصى ونكتب ذلك فى دفتر خاص بعبادات رمضان مع عدم تكلفة النفس ما لا تطيق فلا نشق على أنفسنا ونكثر الاعمال ولا نستطيع انجازها .
أشارت الى أن رمضان فرصة عظيمة لتعويد النفس على العبادات مثل الصلاة خاصة من يقصّر فى أدائها .وأوضحت أن الانشغال بالكلام فى الهواتف مع الاخوة والأقارب دون فائدة وكثرة الثرثرة مع الأصدقاء ما هى إلا مضيعة للوقت ومفسدة للعمل، فضلا عن اقتراف الذنوب بالكلام على الناس وتتبع أخبارهم .
ونصحت بضرورة تنظيم النوم وعدم الكثرة منه التى تضيع الوقت وتضر البدن، حيث قال ابن القيم فى هذا الأمر:”كثرة النوم تميت القلب وتثقل البدن وتضيع الوقت”. فضلا عن ضرورة اختيار الوقت المناسب للعمل وانجاز المهام المختلفة ولا نترك لحظة بدون عبادة، فحتى الوقت الذى نقضيه فى إعداد الطعام أو السيارة لابد من استغلاله إما بذكر الله أو بالاستماع الى القرآن الكريم.