بقلم الدكتور: أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
عناصر دعوية جديدة وجديرة بالتقدير من شباب الدعاة الواعد الذي أُعد بإتقان، ودُرِّب بإتقان، ومُرِّن بإتقان على اعتلاء أكبر منصات الدعوة، وأوسع مطلات الإعلام انتشارًا.. في خطب الجمعة على الهواء.. وفي برامج إعلامية جماهيرية يتابعها الملايين من الناس.
هم صفوة جديدة من دعاة مصر غمرتها عناية الله تعالى ورعايته، تربوا في الأزهر الشريف المعمور على منهجيته الفريدة، ثم جاء دور وزارة الأوقاف المصرية التي أحسنت صنعًا في عملية الفرز والانتقاء والغربلة من هؤلاء الخريجين وفق منهجية علمية تضمن اختيار أفضل العناصر المتقدمة لشغل هذه الوظيفة (علميًّا ووطنيًّا).
تَلَى ذلك مرحلة الإعداد والتجهيز لمهمة تؤمن الأوقاف أنها من أصعب المهام وأرقى الوظائف وهي مهمة الدعوة إلى الله (تعالى) والبلاغ عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم مرحلة التدريب المكثف والدعم المعنوي والاختبارات المتعددة، ثم مرحلة المتابعة والتوجيه والتشجيع والمراقبة والتغذية الراجعة، ثم الاختيار لمهام متدرجة، مع المتابعة، ثم الاختبارات والمقابلات المشمولة بسجل عن كل حالة؛ لانتقاء أفضل العناصر وتدريبهم على الأعمال الكبيرة في مساجد كبيرة ومهمات دعوية كبيرة، ثم يأتي انتقاء أفضل العناصر للابتعاث الخارجي؛ لتمثيل جمهورية مصر العربية، في كثير من بلدان العالم، ويكاد الداعية المختار للابتعاث الخارجي أن يكون رجل دولة.
وتبقى اختبارات الأوقاف واختياراتها التي تمت بدقة وشفافية ومنهجية بعيدًا بعيدًا عن الواسطة والمحسوبية والمجاملة، وفق معايير علمية دقيقة تناسب مهام الدعوة المختلفة، وتراعي طبيعة المتغيرات الدولية، والتطور الرهيب، وطبيعة الدول، تبقى مصدر إلهام للمؤسسات الدينية في عدد من دول العالم.
ولقد تشرفت على مدار سبعة أعوام بالإسهام في تدريب الأئمة والدعاة المتميزين سواء من العاملين في الأوقاف المصرية أو ضيوف مصر والأوقاف من الخارج، من السادة العلماء والدعاة وكبار الإعلاميين من اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، في أكاديمية الأوقاف الدولية للتدريب، ومعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية، ومسجد النور.. وغيره.
ولمستُ عن قرب أثر التدريب وانعكاسه على الارتقاء المباشر بأداء الداعية، وأثر الدقة والتأني في عمليات الفرز والانتقاء والغربلة، والتي أسهمت في إخراج جيل من الأئمة والدعاة المصريين الذين ركبوا قطار التجديد، وحجزوا أماكن في مركبات العلمية، وقاطرات الموسوعية، وقطار الوطنية، وقطار التنوير والاتساق مع التطور الرهيب.
هذا الشباب الواعد الذين تم الزَّج بهم في بواتق العلوم الحديثة، والمهارات العصرية، والعمل الشريف برعاية رأس الدولة المصرية وقائدها (وفقه الله)، فكانت النتيجة إبداعًا في المجال الدعوي، والسعي لملاحقة العصر بأدواته وآلياته.
فتحية تقدير لوزارة الأوقاف المصرية ولوزيرها الفاضل ولرجالها وشبابها ولعقولها التي تسعى للتجديد والإبداع في خدمة الدعوة والدعاة.
وهنيئا لهذه الدول التي استقبلت وتستقبل هؤلاء الدعاة المصريين الذين سيسهمون في نثر الوسطية والتسامح والاعتدال، ونشر نور الإسلام في كل مكان.