كان الشيخ محمد متولى الشعراوى (إمام الدعاة) دائما ما يُنادى بعمل الخير فى كل مناحى الحياة: عليكم بفعل الخير، لأن فيه النجاة، نعم فيه النجاة فى الدنيا والآخرة، ويكفيكم فخرا أن الله تعالى قد شرَّفكم بالخيرية مصداقا لقوله سبحانه: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ” (آل عمران:110) لأن الخير إن لم يسيطر على أمور البشر فلا أقلّ من أن يظل عنصر الخير موجوداً، يأتى واحد ليجد عنصر الخير لينمّيه، ولو كان الحق سبحانه وتعالى يريد الكون بلا معارك بين حق وباطل لجعل الحق مسيطراً سيطرة تسخير. لكن الله تعالى أعطانا تمكيناً، وأعطانا اختبارا، لذلك نجد من ينشأ مؤمنا، ومن ينشأ كافرا، نجد الطائع، ونجد العاصي، هذا فريق، وذاك فريق. وإياك أن تفهم أن وجود الكافرين فى الأرض، أو وجود العصاة فى الكون دليل على أنهم غير داخلين فى حوزة الله، لا. بل إن الله تعالى هو الذى أعطاهم هذا الاختيار، ولو شاء الله أن يجعل الناس أمّة واحدة لما استطاع إنسان أن يخرج على مراد الله.
فسارعوا بفعل الخيرات والإحسان إلى الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات. وخاصة فى أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، واحرصوا على إخراج الزكاة فيما بقى من الأيام المباركات عظيمة الشأن عند الله جلّ وعلا. وذلك لضمان النجاة لأنفسكم فى الدارَين بإذن الله.
رحم الله الإمام الشعراوى رحمة واسعة