كتب- محمد الساعاتى:
قال الشيخ محمد حشاد- شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء-: يعد الشيخ محمد رفعت (قيثارة السماء) هبة السماء للعالمين، ليستمعوا إلى كتاب الله من رجل تقي نقي خالص النية، قلبه معلق بالله سبحانه وتعالى، لأن الشيخ رفعت رحمه الله سمعه المسلم وغير المسلم، وكان عندما يقرأ القرآن بصوته العذب تخشع القلوب وتقشعر الأبدان لتلاوته، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تقوى الرجل، لأن الشيخ محمد رفعت حينما تواجد في عصره كان يوجد قراء على الساحة، لكنه سبقهم وأظهره الله تعالى عليهم بإخلاصه للمهنة التي استعمله الله فيها، فالشيخ محمد رفعت لم تكن في عصره التسجيلات منتشرة مثل هذه الأيام ومع ذلك قيد الله تعالى له من يحتفظون بتسجيلاته وهم لا يعرفونه؛ والآن يقدمونها هدايا لإذاعة القرآن الكريم ولبعض الإذاعات المختلفة. الخلاصة: أن الشيخ محمد رفعت هذا الرجل من شدة تقواه لله عز وجل، وضع الله سبحانه وتعالى في صوته خشوعا وقبولا، حيث ان التقوى أثرت فيه، ولقد تعلمنا من مشايخنا القدامى أن القرآن الكريم إذا خرج من القلب وصل إلى القلب، وإذا خرج من اللسان فحده الآذان، لذا نراه قريبا منا حتى يومنا هذا، وكأنه أمامنا يقرأ من قلبه.
أضاف الشيخ حشاد: ويحسب لوزارة الأوقاف المصرية إطلاق اسم الشيخ محمد رفعت على (المسابقة العالمية للقرآن الكريم رقم 31) وهذه سنة حسنة أطلقها د. مختار جمعة وزير الأوقاف، وأرى أن هذا الاختيار جاء فى وقته، حيث تزامن القرار مع ذكرى الشيخ العملاق.
كان وزير الأوقاف أكرمه الله في اطار إكرامه لأهل القرآن الأحياء لم ينس الأموات وأطلق أسماء القراء على المسابقات العالمية للقرآن الكريم التي تجريها وزارة الأوقاف المسابقات العالميه للقرآن الكريم، وأرى أن هذا الأمر لم يسبقه إليه أحد من الوزراء الذين تولوا وزارة الأوقاف السابقين.
حيث لم يتطرق أحد غيره إلى ذكر القراء الأعلام الذين رحلوا عن دنيانا ليخلد أسماءهم ويتذكرهم الناس بالخير.
واختتم الشيخ حشاد: إن صوت الشيخ محمد رفعت كان وما زال يسري في قلوب الناس وفي عروقهم، لدرجة إنك عندما تسمعه (رحمه الله) تخشع لله الجوارح من صوت هذا الرجل، ورغم وجود الكثير من القراء على الساحة فى عهد الشيخ رفعت، إلا أننا عندما يؤذن الشيخ محمد رفعت الناس على الفور نتذكر شهر رمضان المعظم، سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين الذين تأثروا لتلاوته، والشيخ معروف خارج مصر مثلما يعرف داخلها من خلال، علمنا ذلك من خلال أسفارنا من غير المصريين أن مصر بلد الشيخ رفعت.
شيخ القراء وإمامهم
وفى لقائه مع “عقيدتى” قال القارئ الطبيب أحمد نعينع: يعد مولانا الشيخ محمد رفعت أفضل من رتل القرآن، وخير من تلاه، بين أبناء جيله وعصره، كان خفيف الروح، صبيح الوجه في حديثه العادي، صوته معجزة، كان الشيخ رفعت الملقب بـ(قيثارة السماء فى الأرض) هو شيخ القراء وإمامهم، وهو أول صوت ينطلق بآيات الله من الإذاعة المصرية، دخل كل بيت وكل قلب وكل روح، فنان بالفطرة، هيَّأته الأقدار ليكون أعظم مقرئ للقرآن الكريم، عاش ومات فقيرا، وكان ألوفاً وفياً بأهله وأصدقائه وبلده، فلم يغادر مصر إلا مرة واحدة لزيارة الأراضي المقدسة والحرم النبوي، كان صوته شجياً زاخراً وكان أداؤه محكما وتصويره معجزة لمعاني كلمات الله تعالى، حيث تفرد بأسلوب في التلاوة فلم يسبقه قارئ إلى ذلك، وقلَّ أن يلحق به أحد، تلك مجرد كلمات أتشرف بأن أهديها ألى روح صاحب الفضيلة مولانا الشيخ محمد رفعت (طيّب الله ثراه) فى ذكراه.
سكن القرآن قلبه
وعقب نجاحها فى تقديم يوم مميز فى التاسع من مايو الموافق ليوم ميلاد ورحيل القارئ الفذ الشيخ محمد رفعت [١٨٨٢-١٩٥٠] مما ساهم مساهمة فعالة فى إسعاد الملايين من عشاق “قيثارة السماء” بتلاواته وإبدعاته على مدار اليوم والليلة قال الإعلامى رضا عبدالسلام رئيس شبكة القرآن الكريم: شرفت شبكتنا القرآن الكريم بل شرفت الإذاعة المصرية بإحياء ذكري من سكن القرآن قلبه فأفاض نوره نفسا وروحا وفؤادا وعقلا حتي توافقت مع آيات ربه وانطلق من فرط الحب ومن داعي الأمر الإلهي “إقرأ “..
يبدع في تشخيص الآيات النيرات والوصول إلي المعاني بالتقي المخزون في صوته والتجرد في أسلوب عرضه وفي الجمال الذي سار ركبه وكأنه داعي الهدي إلي القلوب وبنبراته المباركات التي تخترق الحجب وتصل وكأنها هدية السماء إلي أهل الأرض تسكن الأرواح وتملأ في أوانيها الهدي، هدي الإيمان والتقي وأسلوبه في الوصول بالوقف والابتداء علما يرتقي إليه ومنهجا للفهم لمقاصد الآي والسكن الآمن في الحروف والكلمات حتي تخرج معلنة عن علم مشحون بالتقي والإيمان والإحسان والرضا.
واختتم عبدالسلام: هذه ذكري من تجمعت في صوته ومن ثم في شخصه التقي والإيمان مع الإتقان والجمال، إنه الشيخ العظيم محمد رفعت، أعظم من قرأ القرآن.
شكر واجب
وفور علمها بإطلاق اسم الشيخ محمد رفعت على المسابقة العالمية للقرآن رقم ٣١ التى ستعقد على أرض مصر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي (حفظه الله)، أعربت أسرة الشيخ محمد رفعت عن بالغ سعادتها، فقالت الحاجة هناء حسين محمد رفعت (حفيدة الشيخ): لقد تلقت الأسرة هذا الخبر بسعادة بالغة مما يجعلنا نتوجه بجميل الشكر والعرفان لوزارة الأوقاف ممثلة فى وزيرها د. محمد مختار جمعة، خاصة وأن هذا التكريم يأتى متزامنا مع ذكرى رجل ظل طوال عمره خادما للقرآن الكريم، مما جعل صوته وتلاواته مازالت باقية فى قلوب عشاق سماع صوته، مما يؤكد للجميع أن الله تعالى قد أكرم مصرنا الحبيبة بالعثور على تلاوات جديدة بعد مرور ٧٤ عاما على رحيله.
واختتمت حفيدة الشيخ رفعت: كلما حلت علينا ذكرى جديدة لجدى رحمة الله عليه تزداد سيرته العطرة بريقا ولمعانا بفضل ما أنعم الله عليه بالقبول الإلهي بالقرآن العظيم حيا وميتا.