تتمتّع بعض البيوت بوجود طاقة خير وبركة يغفل عنها البعض ويعيها البعض ويغترف منها ويستثمر الفرصة التي حباه الله بها أعظم استثمار، أتدري من لديه تلك الطاقة؟ إنها الأُسرة التي بين أفرادها أحد كبار السِنّ.
لقد كرَّم الله الإنسان عامة وعظَّم حُرمة النفس، ويزداد ذلك التكريم بالتقدّم في السنِّ لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يتمنَّ أحدكم الموتَ ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وأنه لا يزيد المؤمن عُمره إلا خيرا”.
ولكبير السنّ علينا حقوق: إذا لقيناه أن نبدأه بالسلام وأن نقوم بواجباته ورعايته والبرِّ به وتعاهد مشكلاته، والسعي في إزالة المُكدَّرات والهموم والأحزان عن حياته واحترامه بل توقيره، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا” نفعل كل ذلك ولكن برؤية صحيحة وبوعي بأنك مصطفى من ربِّ العالمين بتلك المنزلة، بأن يفتح الله لك باباً خاصا جدا للعبادة تحصد خيراته دنيا وآخرة فإنه من أعظم أسباب التيسير والبركة “إنّ من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم….” فيختصه ربّ العزّة بالثواب الجزيل، والفوز الكبير والعيش السليم ويقتدي به أبناؤه فيرعوه إذا داهمه الكِبَرُ وهزمه الضعف “هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَان”، فمن غفل عن تلك الفرصة فليسارع إليها ليمنح كبيرَه الوَنَسَ والاهتمام والرعاية والبسمة ويجمع له أحبّاءه يلتفّون حوله ويبرّه ويُحسن إليه قبل فوات الأوان، فما أصعب الفراق حين يقع!