كان عاشقا لمصر والمصريين، لذا فقد كان الشيخ محمد متولي الشعراوى (إمام الدعاة)– رحمه الله – تدفعه غيرته للدفاع عن مصرنا الحبيبة، وظهر ذلك جليا فى المقطع الشهير (مصر الكنانة) الذى يقول فيه: مصر الكنانة.. مصر التي قال عنها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” أهلها فى رباط إلى يوم القيامة.. مصر التي صدرت الإسلام للدنيا كلها.. هي التي صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام، صدرته حتى للبلد التي نزل به الإسلام.
ويواصل: من الذي رد همجية التتار؟ إنها مصر، من الذي رد هجوم الصليبيين على الإسلام والمسلمين؟ إنها مصر، وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغِل أو مُستغَل أو مدفوع من خصوم الإسلام، هنا أو في الخارج..
ويبين الشيخ الشعراوى مكانة الجندى المصرى وأن أهلها فى رباط إلى يوم القيامة من خلال قول الرسول الكريم: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال الصديق أبو بكر: لم يا رسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة).
ويضيف الإمام: يكفينا فخرا أن مصرنا ذكرت في القرآن في مواضع كثيرة، منها ما هو صريح مثل قوله تعالى: “اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ” وقوله تعالى: “وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ” وقوله: “ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” ومنها ما جاء بشكل غير مباشر مثل قوله: “قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”.
ويؤكد فضيلته أن العديد من الأنبياء ولدوا بمصر، وذكر من ولد بمصر من الأنبياء ومن كان بها منهم عليهم الصلاة والسلام (إبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإدريس، ويعقوب، ويوسف، واثنا عشر سبطا. وولد بها موسى، وهارون، ويوشع بن نون، ودانيال، وأرميا ولقمان، وكان بها من الصديقين والصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وكان بها الخضر، وآسية امرأة فرعون، وأم إسحاق ومريم ابنه عمران أطهر نساء العالمين، وماشطة بنت فرعون).
مضيفا: ومن مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل، وتزوج يوسف من زليخا، ومنها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاة والسلام ماريا القبطية فتزوجها، وأنجبت له إبراهيم.
رحم الله الشيخ الشعراوى رحمة واسعة.