كتب مصطفى ياسين
عاش مسجد “شباب أهل الجنة”، بالتجمُّع الأول، تجربة جديدة وغير مسبوقة فى الدعوة إلى الله، حيث اجتمع العالَمَان، الواقعي والافتراضي، لأول مرة لمزيد من خدمة الدين والدنيا، بما فيه خدمة ومصلحة عباد الله المؤمنين.
توضّح الأمر أكثر، الداعية م. عبير انور- الواعظة ومسئولة التحفيظ بالمسجد- قائلة: اعتدنا أن يكون مع النشاط الأصلى بالمسجد، نشاط آخر مواز، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، في صورة مشاركات على صفحة فيس بوك ومجموعات واتساب وكذلك مقاريء ودورات عبر زوم.
وعندما تم الإعلان عن دورة لتدارس سورة الكهف، تشمل تدبُّر وتجويد وحفظ السورة عبر تطبيق زوم، إشترك في الدورة مجموعة من السيدات الدارسات بالمسجد، بالإضافة لمجموعة سيّدات تعرّفنا عليهن من خلال المقرأة، فعلى مدار الأربع سنوات الماضية وهي عمر مقرأتنا- التي نلتقي فيها يوميا عبر تطبيق زوم لقراءة الورد اليومي في صحبة- انضم لها الكثيرات من معارف وأقارب بناتي في الله.
أضافت: عبر اللقاء اليومي تعرّف بعضنا على بعض بالصوت فقط، واليوم كان اللقاء الأول بالمسجد لتكريم الفائزات اللاتي اجتزن الدورة، وكان منهن سيدات يقطنّ بالقرب من المسجد وأخريات من أحياء بعيدة جدا وكذلك من دول عربية أخرى، وكان منهن ايضاً تلميذات صغيرات وجدَّات عظيمات.
واقترحت إحدى الحاضرات أن تقرأ كل منهن آية، فتتعرف عليها زميلاتها دون أن تذكر اسمها.
تستطرد م. عبير: بعد التعارف تحدّثنا عن ذكريات الدورة السابقة، وشكرتُ لهن ما رأيت منهن من حماس والتزام وحرص.
ثم جاء وقت التكريم واستلام شهادات التقدير وسط التعليقات اللطيفة والابتسامات العذبة والتصفيق الحار.
وشرفت بحضور إحدى الأمّهات لاستلام الشهادة عن ابنتها التي منعتها ظروف عملها من الحضور، وهاتفني قريب لإحدى الفائزات ليتسلّم شهاداتها وإيصالها إلى محلّ إقامتها في “جَدَّة“.
واختتمت م. عبير قائلة: بعد الانتهاء من الاحتفال كان موعدنا مع درس التدبّر وبدايات سورة “طه” وكان سؤالهن بعد الدرس: متى تبدأ الدورة القادمة؟ وفي أي السور هي؟
وأخبرتهن بنيّتي أن نتدارس سورة الحجرات، وتطبيق الأوامر والنواهي على مستجداتنا العصرية، فقد أصبح للسخرية والغيبة وخيانة المجالس صور أخرى أتاحتها الثورة التكنولوجية.