رأى البخاري، وهو طفل في منامه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يمشي والبخار من خلفه، كلما رفع سيدنا محمد قدمه الشريفة من مكانها وضع البخاري قدمه الصغيرة مكانها؛ وظل يكرر ذلك فلما استيقظ سمع معلمه يقول: ليت عندنا عالم يستطيع فصل الأحاديث النبوية القوية من الضعيفة، فيقدم للإسلام خدمة عظيمة ويكون قد مشى على خطى النبي، فهم البخاري الحلم وقال: أنا.
فحفظ البخاري أحاديث النبي بالرواة، وأنشأ علما جديدا لم يكن موجودا في تاريخ البشرية (علم التحقق من مصداقية القول).
العبرة من ذلك لا تتحجج بالظروف، اصنع أنت الظروف والأحداث التي تحقق أحلامك، فأول خطوة لاكتشاف الذات هي تقدير الإنسان لذاته؛ فالذات الإنسانية هي التي سجدت لها الملائكة، وهي التي حمَّلها الله الأمانة التي ما استطاعت الجبال أن تحملها، فكلما استطاع الإنسان أن يقدِّر ذاته كلما نظر إليها بموضوعية وحياد.
فكِّر بإيجابية، فالتفكير الإيجابي يساعد الإنسان على الشعور بالسعادة، والاندماج مع الآخرين، فذلك سيفتح له آفاقاً جديدة بعيدة عن العزلة والانطواء؛ فاكتشاف الإنسان لذاته لا يعني الاهتمام بالذات فقط، ولكن أيضاً في مساعدة الآخرين فهناك حكمة لغاندي تقول: (إن أفضل طريقة لاكتشاف الذات هي الانشغال بمساعدة الآخرين).
مصارحة الذات، فمن المهم أن تصارح نفسك بشغفك وحلمك وأي المجالات ستكون أكثر إبداعا فيها، فاترك الحكم لك ولا تدع غيرك يحكم عليك فالحياة حياتك والحلم حلمك!
تحديد الهدف، فتحديد الهدف يساعد الإنسان على السعي نحو تحقيقه، فعندما يحدد الإنسان مجالا معينا للعمل يساعده ذلك في اكتساب مهارات جديدة تتوافق وهذا المجال مما يؤدي لتوفير الوقت والجهد.
ابتعد عن الضغوط، فما أكثر الضغوط التى تحيط بالإنسان وتقف حائلا بينه وبين اكتشاف ذاته، ولكن هناك العديد من الخطوات البسيطة للتخلص من الضغوط ومنها، تخصيص وقت للمشي والرياضة، والاهتمام بالقراءة والتثقيف الذاتي، والتأمل في الطبيعة، التواصل مع الملهمين.
تخطى الفشل، فالإنسان عندما يواجه التحديات والفشل في حياته، لابد أن يعلم أن هذه حكمة من الله عزَّ وجلَّ ليزداد خبرة، فالناجح يتعلَّم من التجارب السابقة ويؤمن بأنه رُبَ إعاقة الأمس تكون انطلاقة الغد.
وهناك حكمة للدكتور إبراهيم الفقي- رحمه الله- تقول: أن الفشل خطوة ضرورية للنجاح المتزن. فالإنسان عندما يفشل في خطوة ثم ينجح في تحقيقها يزداد سعادة بهذا النجاح، على عكس الإنسان الناجح باستمرار لا يشعر بطعم لهذا النجاح لأنه لم يتذوق طعم الفشل أو تحدي الصعاب.
تطوع بما تعرف، كل منا لديه المعرفة الخاصة به، فالتطوع بالعلم يؤدي إلى زيادة العلم والتطوع بالمهارة يؤدي إلى الاحتراف؛ فتعلم فنون التطوع لتكتشف ذاتك وتندمج مع المجتمع فتصبح إنسانا فاعلا، فثقافة التطوع تزيد من ثقة الإنسان بنفسه حيث يساعده ذلك في اكتشاف ذاته بسهولة.
وأخيراً، مهما تباعدت أحلامك وصار بينك وبينها مفاوز شاسعة فاللطيف يأتي بها؛ فقط اشغل نفسك بالدعاء فالله وحده من يعرف آلامك وآمالك وكم صبرت!!
فالحلم يأتي بسجدة من قلب خاشع ونفس تسعى لتحقيقِ ما تبتغيه ويقين بأن الله لا يرد من ناجاه ولا يخذل من تعلق به.
فالله لم يكن مشغولا عن يعقوب ولكن كان يصنع من يوسف ملكاً. فالأماني قد تتأخر ولكن ستأتي إليك أجمل مما تمنيت ليرضيك ويرضي قلبك.