رحلة اقتنائي للكتب بدأت بخمسة قروش
الموسوعة الفقهية الكويتية من أفضل كتب الفتاوى ترتيبًا وتنسيقًا
الكتاب الورقي يجعل قارئه باحثًا وعالمًا
في حياة كل عالم مساحة خاصة من الثقافة والمعرفة يقضيها بين جنبات مكتبته ينهل من مقتنياتها العلمية التي تعبرعن اهتماماته وأوجه تشكيل ثقافته…
في هذه المساحة، وعلى مدار شهر رمضان المعظم نأخذك عزيزي القارئ في جولة داخل مكتبة عالم، نبحر خلالها بين عناوين ومضامين الكتب والمؤلفات التي شكلت وجدان مشايخنا ووعاظنا وصاغت عقولهم وأفكارهم.
زيارتنا في هذا العدد لمكتبة الدكتور مختار مرزوق أستاذ التفسير وعلوم القرآن والعميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط الذي استهل حديثه قائلًا: مكتبتي والحمد لله تشتمل على آلاف الكتب صغيرها وكبيرها كما أن فيها عددًا كبيرًا من المجلات القديمة والحديثة.
وقد بدأت اقتناء الكتب منذ أن كنت طالبًا في القسم الثانوي بمعهد أسيوط الأزهري وكانت الكتيبات والكتب تصدرها وزارة الأوقاف تحت عنوان: (كتب إسلامية ودراسات في الإسلام) وكذلك الكتب التي كانت تصدر مع الباعة شهريًا ومنها: (في رحاب الكون مع الأنبياء والرسل) لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق.
يضيف قائلًا: وأنا في مرحلة الإجازة العالية بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بدأت اقتناء المجلدات الكبيرة مثل تفسير ابن كثير وتفسير المنار وكان يصدر بالعدد مع الباعة واكتمل في اثني عشر مجلدًا ثم اقتنيت المراجع الكبيرة في التفسير والحديث والفقه والسيرة، منها على سبيل المثال في كتب التفسير وهو التخصص الأصيل الذي شرّفني الله بدراسته اقتنيت فيه (الفخر الرازي) وهو كتاب كبير يشتمل على ستة عشر مجلدًا، و(حاشية القونوي على تفسير البيضاوى) ويقع في ستة وعشرين مجلدًا و(نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) للبقاعي ويقع في ستة مجلدات.
وتفسير الألوسي الذي يقع في عشرة مجلدات كل مجلد يتناول ثلاثة أجزاء، وعندي أيضًا (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) للشنقيطي، وتفسير أبي السعود، وكتاب ” الدر المنثور في التفسير المأثور “، وهناك أيضًا كتاب ” التحرير والتنوير” وهو كتاب لأحد علماء تونس العلامة الطاهر بن عاشور وهو من مشاهير علماء تونس الشقيقة وكل واحد من هذه المراجع يشتمل على عدة مجلدات.
أضاف الدكتور مختار مرزوق قائلًا : هذه الكتب تمثل جزءًا صغيرًا مما تشتمل عليه مكتبتي في مجال التفسير.
علوم القرآن
فيما يتعلق بعلوم القرآن لدي مئات من الكتب على رأسها ( الإتقان) للسيوطي، ويقع في أربعة مجلدات، و( البرهان في علوم القرآن) للزركشي ويقع في مجلدين كبيرين، و(بصائر ذوي التمييز) ويقع في ستة مجلدات، وكتاب (أسباب النزول) للواحدي و( أسباب النزول) للسيوطي، وهناك كتاب (الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه) ويشتمل على خمسة عشر مجلدًا، ومن بين كتب القراءات كتاب (حجة القراءات لابن زنجلة).
أما كتب أحكام القرآن الكريم فلها العديد من المؤلفين منهم: الجصاص وابن العربي بالإضافة إلى كتب لبعض علماء باكستان اقتنيتها وقت إعارتي من الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم المصرية وعلى نفقتها.
أما مكتبة الحديث فقد منّ الله عليّ باقتناء الكتب الستة:صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن النسائي سنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه النسائي وشروح الكتب (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، و( تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي)، و(عون المعبود على سنن أبي داود)، و(شرح النسائي للحافظ السيوطي)، و( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد).
مؤلفات فقهية
استكمل الدكتور مختار حديثه قائلًا: مكتبتي أيضًا بها جزء كبير للمؤلفات الفقهية مثل ( حاشية رد المحتار) ويقع في أربعة عشر مجلدًا، وكتاب (المغني) لابن قدامة إضافة إلى كتب الفتاوى وعلى رأسها فتاوى دار الإفتاء وتتكون من تسعة وثلاثين مجلدًا أهداها إليّ فضيلة الدكتور شوقي علام عند توليه دار الإفتاء، بالإضافة إلى فتاوى الشيخ جاد الحق وتتكون من عشرين مجلدًا.
وعندي فتاوى الإمام عبد الحليم محمود وفتاوى الشيخ حسنين مخلوف وهي في مجلد كبير بالإضافة إلى الموسوعة الفقهية الكويتية وتضم الفتاوى الصادرة عن دولة الكويت في خمسة وأربعين مجلدًا، وتعد من أفضل كتب الفتاوى من حيث الترتيب والتنسيق .
أما كتب السيرة والتاريخ فاقتنيت منها كتبًا كثيرة على رأسها (السيرة النبوية) لابن هشام، و(سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) وطبعته وزارة الأوقاف بتحقيق علمي جيد ورصين في عهود مختلفة وآخر مجلد به تم طبعه في عهد الدكتور محمود حمدي زقزوق رحمه الله.
عندي كذلك الكثير من الكتب التي تتناول الجانب العقدي وكلها تسير على منهج الأزهر الشريف من تأليف أساتذة الجامعة الحاليين والذين لحقوا بالرفيق الأعلى.
كما منّ الله عليّ باقتناء كثير من كتب اللغة العربية مثل لسان العرب لابن منظور طبعة دار المعارف، وهذه نماذج قليلة من آلاف الكتب التي تضمها مكتبتي، بدأت رحلة عشقي للقراءة والحرص على شراء الكتب منذ أن كنت طالبًا في الثانوي الأزهري، فعند ذهابي للقاهرة كنت أقلب في الكتب عند الباعة بالأزبكية، أو أشتريها من محطة جمال عبد الناصر على حسب قدرتي المادية، فبعض الكتب كان ثمنها جنيهين وكتب أخرى تصل إلى خمسة جنيهات، أما الكتب التي تطبعها الدولة فكان ثمنها خمسة وعشرين قرشًا، رغم أنها كتب قيمة وكبيرة قد تصل إلى مائتين وخمسين صفحة، لكن وقتها ( قبل عام 1978 ) كان هذا المبلغ له قيمة.
تنويع القراءات
أكد الدكتور مختار مرزوق أن ما شجعه على حب القراءة والاطلاع أنه تخصص في قسم التفسير، والمعروف أن من يدرس به لا بد أن يكون ملمًا بعلوم التفسير والحديث والفقه والبلاغة مما جعل مكتبتي حافلة بآلاف الكتب، وكلما منّ الله عليّ بالمال اشتريت مزيدًا من كتب التفسير والفقه.
هذا بخلاف التخصصات الأخرى، فلدي كتب متنوعة في كل مجال حتى في المجالات السياسية وتراجم العسكريين ، هذا بخلاف ما اقتنيته أثناء إعارتي لباكستان، ومنها كتب قيمة نادرة ليست موجودة في مصر.
وجه الدكتور مختار مرزوق نصيحة للشباب قائلًا: رغم ارتفاع أسعار الكتب في عصرنا الحالي إلا أنني أنصح أبنائي بعدم الاكتفاء بقراءة الكتب الإلكترونية فأنا عندي مكتبة إلكترونية، لكن الورقية هي الأساس؛ فالكتاب الإلكتروني يجعل من القارئ باحثًا فقط ، أما الكتاب الورقي فيجعل منه باحثًا وعالمًا، فليحرص كل شاب على اقتناء ما يستطيع من الكتب الورقية.
أضاف قائلًا: من المقولات التي أعجبتني في هذا الصدد ما ورد في كتاب قرأته من خمسين سنة عنوانه : لماذا نقرأ، وكان ثمنه خمسة قروش حيث أجاب أحدهم: لقد اشتريت دراجة ثم موتوسيكلًا ثم شقة، ثم عمارة لم أفرح بأي من مقتنياتي فرحتي بكتاب جديد اشتريته.
لذلك على كل شاب أن يكون له مكتبته حسب تخصصه، مع تنويع القراءات، ومن أراد أن يقرأ أكثر فليحرص على ألا تقل عدد صفحات قراءته عن عشر صفحات يوميًا.
سمر عادل