التاريخ الإسلامي مليء بقصص أمهات صبرن واحتسبن ولجأن إلي الله، فكافأهن الرحمن، فها هي هاجر أم إسماعيل- عليه السلام- تهرول ما بين الصفا والمروة، طلبا لنجدة طفلها الرضيع من الهلاك تسأل من يعطيها الماء والطعام؟
وتلك أم موسى- عليه السلام- تعاني في الحفاظ على وليدها موسي من القتل علي يد رجالات فرعون فتلقيه في اليم فيقذفه اليم بالساحل، وتعاني المسكينة في فقد رضيعها.
وهذه مريم أم عيسى- عليه السلام- تحمل به فتلاقي تكذيبا وقذفا لحملها لهذا الطفل المعجزة. إذ قالت عنها اليهود أنها حملته سفاحا!
وهذه امرأة من عامة الناس تشتكي زوجها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حلف عليها أنها عليه كظهر أمه، وبذا تحرم عليه كما كان الحال آنذاك، تخشي ضياع العيال أو جوعهم.
ونجد يد الله معهن بالرعاية، فقد نبعت زمزم إرضاء لأم إسماعيل، وربط علي قلب أم موسى وطمأنها أنه راده إليها وجاعله من المرسلين، وأنطق ابن مريم الرضيع لينقذ أمه من اتهامها بالفاحشة، وسمع قول التي تجادل الرسول وتشتكي إلي الله فأنزل تشريعا لفك كربها وكرب كل امرأة من بعد حالها بالمثل، فيا له من رب رحيم بخلقه! لا يفرق بين ذكر أو أنثى، يسمع النداء، ويحفظ الأبناء، ويجبر القلوب، ويفرج الكروب، ويطيب الخواطر.