كتب- مصطفى ياسين:
أكد د. محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف- أن الشعب المصري متدين بفطرته وهذه الفطرة لا يمكن إزالتها منه مهما حدث، والدين دائمًا ما يكون جزءا من الحل ولا يمكن أن يصبح جزءا من المشكلة.
وأشار د.جمعة- خلال كلمته، فى الجلسة الخامسة “الخطاب الديني والثقافي قوى ناعمة” ضمن جلسات المؤتمر السنوي لكلية الآداب جامعة عين شمس، والذي يحمل عنوان “القوى الناعمة وصناعة المستقبل”- إلى قضية البناء الثقافي تحتاج إلى جهد كبير من كافة الجهات حتى لا يحدث تداخل بين التشريعات الدينية والثقافة، لافتًا إلى أن جميع الأديان تدعو إلى التسامح ونبذ قتل النفس، وتحبذ الوحدة لا الفرقة، وأن كافة الأديان حرَّمت قتل النفس وليس الإسلام فقط، منوِّهًا إلى أن تجديد الخطاب الديني يعني فهم الدين بطريقة صحيحة وليس كما أشاع البعض أن الغرض منه التغيير في مسلَّمات الدين.
الدين والثقافة
أوضح د. أسامة الأزهري- مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية- أن العلاقة بين الدين والثقافة تبدو علاقة غامضة ولكنها بالنسبة لعلماء الدين واضحة وظاهرة وتحتاج إلى دراسة، مشيرًا إلى أن الثقافة والدين وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما خصوصًا في تجديد الخطاب الديني.
وأشار د. الأزهرى، إلى أن العلاقة بين الثقافة والدين متساوية في دورها نحو تجديد الخطاب الديني الذى تسعى الدولة دوامًا على تجديده، لافتًا إلى أن الدين هو المحرك الأساسي للحضارات حيث يعمل على تحريك الشغف والحماس نحو التعرف الدائم في التعرف على الثقافات والحضارات المختلفة.
وأكد د. الأزهرى، أنه توجد أهمية لربط تجديد الخطاب الديني بالخطاب الثقافي فكل منهما جسد واحد لا يعمل إلا سويًا ولا ينهض إلا سويًا، قائلًا: لا توجد خصومة واضحة بين الثقافة والدين على الإطلاق فكلاهما واحد.
ودعا، إلى إنهاء الخطاب الديني المظلم واستبداله بالخطاب الصحيح الذى يدعو إلى إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع ثقافيًا وعلميًا، منوِّهًا إلى أن القرآن الكريم دعا أكثر من 700 مرة إلى العلم والإبداع والبحث في كافة العلوم، وهذا رابط قوي بين تجديد الخطاب الديني والثقافي.
علاقة وثيقة
واتفق معه الأنبا آرميا- الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الاثوذكسي- مشيرا إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الدين والمجتمع وله تأثير واضح على أفراد المجتمع، بداية من الأسر الفرعونية فكانت هناك علاقة وثيقة بين المجتمع والدين، ومع بناء الحضارات المصرية القديمة كان يسعى الإنسان لبناء عقيدته، وذلك انعكس على الفنون والآداب وكافة المجلات.
وأكد أننا لا نجدد الخطاب الديني بصفته وذاته وذلك لأن القواعد الدينية ثابتة لا تتغير بل إننا نسعى لوضع قاعدة جديدة لنشر القواعد الدينية الصحيحة بين عامة الناس ليفهموا الدين بشكل صحيح، قائلًا: نسعى لتغيير الفكر الذي تلوث في الفترة الأخيرة.
وأكد أن الدين خارج عن كافة الصور السيئة، مطالبًا بخطاب مشترك للشباب بين الكنيسة والأزهر بهدف الحد من خطاب الكراهية الذي يسعى البعض لبثِّه ببعض العمليات الإجرامية التي تسعى للوقيعة بين المسلمين والأقباط من أبناء الوطن الواحد.