في إطار واجبها الدعوي تجاه ديننا الحنيف ، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية ، ومواجهة ومحاصرة الفكر المتطرف ، أقامت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء احتفالها بذكرى الإسراء والمعراج عقب صلاة المغرب بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ، و أ.د عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وفضيلة أ.د شوقي علام مفتي الجمهورية،
واللواء أحمد زكريا الجمال مساعد مدير إدارة الشئون المعنوية ، وسماحة السيد السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف ووكيل أول مجلس النواب، وطاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق ، و أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، وأ.د محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ، وأ.د/ أحمد علي عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفضيلة الشيخ/ صبري ياسين رئيس قطاع المديريات ، وفضيلة الشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، وعدد من السادة سفراء الدول العربية والإسلامية ، والسادة أعضاء مجلس النواب ، ولفيف من القيادات الدينية بالوزارة ، والقيادات التنفيذية والشعبية.
وفي بداية كلمته قدم أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أسمى التهاني للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وإلى شعب مصر كله، وإلى الأمتين العربية والإسلامية ، وإلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل إلى الإنسانية كلها، بهذه المناسبة الكريمة ” الاحتفال بالإسراء والمعراج”، مؤكدًا أن أمة وشعبًا بهذا الإقبال على الله وعلى بيوت الله ، والحب لله ولرسوله وآل بيته ، شعب لا يضام أبدًا ، بحق من قال في هذا البلد :” ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.
كما بين أن الله تعالى ذكر الإسراء بقوله: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير”، مصدرًا بكلمة “سبحان” تأكيدًا على أن أمر الإسراء والمعراج ليس أمرا بشريا ، وإنما بقدرة الله العلي العظيم، مؤكدا أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معًا، وليس بالروح فقط ، تأكيدًا لقوله تعالى:” ما زاغ البصر وما طغى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”، مشيرًا معاليه إلى أن موقف العبودية لله هو موقف جميع الأنبياء والمرسلين، فحين تحدث القرآن الكريم عن سيدنا أيوب، قال تعالى :”إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” ، وقال عن زكريا :” ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ” ، مؤكدًا أن عبد الله لا يمكن أن يكون فاحشًا ولا بذيئًا ولا كذابًا.
وفي ذات السياق أكد أن عباد الرحمن لا يمكن أن يكونوا قتلة أو مفسدين في الأرض، فكل من يواجه الإرهاب ويكف شره عن الناس فهو يعمل على إحياء النفس البشرية ، انطلاقًا من قوله تعالى : ” أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”, وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد ذكر لنا في الحديث أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه ، فجعل يغرف له به حتى أرواه ، فشكر الله له فأدخله الجنة , فما بالنا بمن يعمل على إحياء النفس البشرية، وكذا من يكتشف ويوفر علاجًا للأمراض المستعصية.
وفي ختام كلمته أكد أن المسجد الأقصى من مقدساتنا، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فهو أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى نبينا (صلى الله عليه وسلم) ، وليس لأحد أن يفرط فيه.
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د/ أحمد الطيب أن الإسراء والمعراج يحتاج من الأمة الإسلامية فقه الحدث، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة ، ومن هذه الدروس الوحدة، والذي حققه الله تعالى في إسراء النبي (صلى الله عليه وسلم ) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليربط بين رسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وبقية الرسالات ، ليعمروا الأرض، ولا يكونوا ساعين فيها بالإفساد ؛ لذا جمع له جميع الأنبياء وصلى بهم إمامًا، ليعلن من هذا المكان المبارك وحدة الأديان ، قال تعالى:” شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ….”، مبينا فضيلته أن مصر هي موطن تجلى الله تعالى فيه لسيدنا موسى (عليه السلام) .
وفِي ختام كلمته أكد فضيلته على أن رسالة الأنبياء ختمت برسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وأن الأنبياء جميعا جاءوا بالتوحيد لله تعالى وإن اختلفت شرائعهم فدينهم واحد ، مستشهدا بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي رواه أبو هريرة (رضي الله عنه) حيث قال: (أنا أَولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة ، والأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد).