كمبالا من
محمد الأبنودي
وإيهاب نافع
انطلقت صباح اليوم الجمعة بالعاصمة الأوغندية كمبالا أعمال المؤتمر الإقليمي لمجموعة دول شرق إفريقيا الذي ينظمة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ومقره أبوظبي بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأوغندي وبرعاية الرئيس الأوغندي وحضور كثير من السياسيين ورجال الدين في دولة أوغندا حول دور الشباب المسلم في بناء افريقيا الغد فيما ترأس وفد مصر في المؤتمر الشيخ علاء جمال أحمد، رئيس بعثة وزارة الأوقاف في العاصمة الأوغندية كمبالا.
بداية أكد الشيخ يوسف العبيدي، رئيس الجلسة الأولى ورئيس الوفد الإماراتي، ان دولة الإمارات العربية المتحدة لها تجربة رائدة في مواجهة التحدي في تعريف هوية الإنتماء للوطن والدين، فالتسامح الديني على أرض الإمارات لخلق حالة فريدة من تقبل الآخر والتعايش معه، وكذلك خلق حالة من تقبل الآخر، حيث هناك 6 ملايين زائر سنويا يزورون مسجد الشيخ زايد الكبير أغلب زواره من غير المسلمين حيث يطلعهم المسجد على أهم وأبرز معالم الثقافة الإسلامية المعتدلة مما يخلق حالة من التأثير الفاعل لدى الآخر.
الشيخ خضر عبدالباقي مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، وعضو الامانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، تحدث عن اشكالية الهوية لدى الشعوب الأفريقية من أصعب الإشكاليات بسبب الواقع شديد التعقيد بسبب التعددية الكبيرة، ولكي نقضي على على هذه الإشكالية يجب الوقوف على تعريف الذات وحدودها ثم الآخر ثم التمايز والاختلافات بين الذات والآخر حتى يمكن الوصول للهوية.
أضاف: العنصرية احد الاشكاليات التي تعاني منها الهوية الإفريقية، وهناك خلاف حول الهوية الافريقية، فالبعض يرى ان الأفارقة هم السمر، ولا يعتبرون الشمال افريقيا ليسوا افارقة وهي نظرة عنصرية يعاني منها البعض، وهي احدى التحديات التي تواجه المسلمين في داخل افريقيا.. مشيرا إلى أن الإسلام يذيب هذه الاشكاليات لكنه يضع الشاب المسلم كذلك في أزمة، خاصة وأن هناك من لا يعترف بأفريقية من لا يتمتعون بالبشرة السمراء، ولابد لمواجهة ذلك النزعة للمواطنة لعلاج الإشكاليات العنصرية.
ومن كينيا أكد السفير يوسف عبد الرحمن رئيس المجلس الاسلامي الأعلي في كينيا، أن التطرف والعنصرية يمثلان تحديا كبيرا في أفريقيا خاصة بين الشباب وفي إقليمنا، خاصة وأن هؤلاء الإرهابيون الذين يشوهون الإسلام، فالإسلام انتشر في ربوع إفريقيا بالتسامح ومن خلال المهاجرين المسلمين، ومن الضروري حماية شبابنا من داعش وأخواتها.
من جنوب أفريقيا تحدث تيفيتال سالم بندا مدير مؤسسة النجوى العالمية للشباب الإسلامي بجنوب افريقيا حول إفريقيا ومخاطر التعددية الدينية والثقافية والعرقية.. مشيرا إلى أن غالب التحديات التي واجهت أفريقيا بسبب تهميش وتجاهل الشباب، ومؤخرا اصبحوا اداة لزعزعة الاستقرار في افريقيا، يجب الحرص على ابراز التعددية والتنوع الذي تتمتع به أفريقيا، فأنا اتعامل مع الشباب كل يوم .
ففي أفريقيا تجد ابا مسلما واما مسيحية ويعيشون في سلام، من النادر ان نجد في أفريقيا مسلمين يطغون على الآخر، وغالب من يدخلون الإسلام كنتاج لمسألة التعايش.
ندرك حجم الصراع والازمات العنصرية لكن في جنوب افريقيا نجد ان المبادئ التي اقرها الزعيم نيلسون مانديلا هي في الأصل مبادئ إسلامية، ونتمنى أن تنتشر في كل ربوع القارة الأفريقية وبالتالي فالإسلام وتعاليمه الاقدر على تحقيق التعايش في افريقيا غي مواجهة العنصرية.
ومن زنجبار تحدث الشيخ عيسى زايد المحاضر في جامعة زنجبار بتنزانيا، زنجبار بها نحو 95% مسلمون لكنها تؤمن غير المسلمين لممارسة معتقداتهم بحرية تامة، ونقر ونؤمن بكل مبادئ التعايش والتسامح الديني، لكن استخدام البعض لادخال الدين في السياسة والسياسة في الدين بدأت بعض الإشكاليات، فالتعدد يحتاج من يؤمن به وبالاختلاف والتنوع لان التنوع جزء من الثوابت البشرية، فالتكامل والتعايش ضرورة حتمية، ولابد من التركيز علي مايجمع الناس ولا يفرقهم، والتخلى عن كل أنواع التمييز أينما كانت، ومكافحة كل أنواع التطرف، والبعد عن احتكار البعض للجنة وحصرها عن البعض الآخر، فالإنسانية تجمعنا ولا يوجد إنسان درجة أولى وآخر درجة ثانية، فالحوار البناء ضرورة من أجل المضي في الحياة في سلام.
وفي الجلسة الثانية للمؤتمر التي ترأسها الشيخ خميس ماتاكا رئيس المجلس الإسلامي الوطني بتنزانيا تحدث الشيخ هاشم محمد رئيس جمعية المسلمين الملغاشية بمدغشقر مؤكدا أن الإسلام يحترم التعدد الديني والمذهبي لكن للأسف الشديد وقع بعض الشباب المسلم في فخ التطرف ، ولذا ندعو لضرورة تبصير العلماء والدعاة من خلال دورات حول كيفية تحصين الشباب المسلم وحمايته من الوقوع في براثن التطرف.
كما تحدث كل من موليفي هابيل ماكانا رئيس جمعية ماسيف الطلابية في ليسوتو، ومن جزر القمر تحدث سعيد برهان عبدالله رئيس جمعية جزر القمر الإسلامية، حول الشباب الأفريقي في مواجهة الإيدز، ومن كينيا تحدث روث اورا اوديامبو نائب عميد كلية الحقوق، حول الشباب الأفريقي وعوائق البطالة والفقر،ومن جنوب افريقيا تحدث ظافر النجار رئيس المجلس الإسلامي لجنوب أفريقيا حول جهود الشباب الافريقي التنموية في ظل الأزمات.
كان الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الدكتور محمد البشاري، أكد لعقيدتي أن عقد هذا المؤتمر يأتي في إطار عام التسامح الذي تحتفل به دولة الإمارات ومساعي نشر ثقافة التسامح والسلم في أوساط المسلمين عموما وخصوصا أوساط المجتمعات المسلمة.. مشيرا إلى أن اختيار أوغندا لتكون مقرا للمؤتمر جاء منطلقا من كونها تعد أنموذجا أفريقيا معتبرا في التعامل مع قضايا التعددية الدينية والثقافية والعرقية، وفي توقيت صارت الاضطرابات والحروب والفتن في كثير من بلدان العالم، وفي أعقاب جرائم إرهابية بشعة كتلك التي حدثت ضد المسلمين في نيوزلاندا،